خسائر فادحة ومُذلة لـ "الاخوان المسلمين" في الإنتخابات البرلمانية وصفعة "محافظة الزرقاء" الأقوى ..
المحلل السياسي
تلقت جماعة الإخوان المسلمين صفعة قوية جدا في الإنتخابات النيابية التي جرت مؤخرآ ومنيت بخسارة فادحة لم يتوقعها أشد المتشائمين والشامتين حيث لم تستطع ايصال سوى سبعة مرشحين للمجلس التاسع عشر وبذلك يتقلص حجم تمثيلها في البرلمان إلى النصف مع انها شاركت بعدد كبير من المرشحين وصل الى ٨٢ مرشحا في ١٣ دائرة انتخابية.
اللافت في الأمر ما حصل في محافظة الزرقاء والتي كانت تعتبر "قُم" ومعقل مهم للحركة الإسلامية الا انها في هذه الانتخابات لم تحصل سوى على مقعد واحد في دائرتين انتخابيتين ومن اصل ١٣ مقعدآ مخصصة لها بعد أن كانت بالسابق وعلى مر تاريخ الإنتخابات تحوز على ثلاث مقاعد كحد أدنى وقد سقط في هذه المعركة النائب الاسلامي السابق نبيل الشيشاني وفاز بمقعد الكوتا الشيشانية الشركسية المخضرم ميرزا بولاد من قائمة القرار والنائب السابق حياة المسيمي التي خسرت مقعد الكوتا ايضا على يد مرشحة مغمورة من قائمة المستقبل وهي رهق الزواهرة مع العلم ان الشيشاني والمسيمي يعتبران من رموز وقواعد الاخوان المسلمين وابنائها وكان لخسارتهما صدى قوي ومُذل داخل أروقة الجماعة وقد علت أصوات داخلية تطالب باستقالة قيادات الحزب وفتح المجال لاختيار أعضاء وقيادات جديدة تجيد قراءة الواقع.
ولا شك أن تراجع الجماعة القى بظلاله وسواده على القواعد والمناصرين على حدّ سواء وجعلهم يضربون اخماسآ بأسداس على ما وصلوا اليه من عقم وضعف وعدم مقدرة على مجاراة الواقع ولعل من الأسباب المهمة التي أدت الى التقهقر هو في ذلك الخطاب السياسي الذي تنتهجه رموز الاخوان على مر السنوات السابقة حيث بدأ الطرح يفقد مصداقيته شيئآ فشيئآ داخل الجماعة وخارجها وفي الشارع من المتعاطفين ولم تعد كلماته تدغدغ عواطفهم بل اصبح مدعاة للتندر والتهكم والتعليق.
الجانب الآخر والمؤثر جدا كان بعمليات التصفية والاقصاء والتي طالت عدد وافر من القيادات المؤثرة في الشارع والتي جرى فصلها او تجميدها بقرارات أقرب إلى الأحكام العرفية وبحجج واهية وتُهم جاهزة ومن هذه الرموز التي جرى استبعادها وتهميشها على مستوى محافظة الزرقاء م. بسام جرادات ووليد ابو عبده وخالد عثمان وغيرهم ممن كان لهم قوة ضاربة داخل الاواسط المجتمعية وهذا بالطبع افقد الجماعة قوة المنافسة وجلب أصوات متعاطفة غير منظمة تساعد في حصد المقاعد وخير دليل على كلامنا هذا فقد قاد هذا الثلاثي الإنتخابات البلدية مؤخرا وفازت بأغلب مقاعد المجلس البلدي ومجلس المحافظة ومقعد رئاسة البلدية التي تصدرها م. على ابو السكر.
ومن الجذير ذكره ان اهم العناصر التي افقدت الاسلاميين قوتهم هو لغة التعالي والغرور الذي كان يصاحب خطاباتهم وتحركاتهم وتصرفاتهم مما انعكس سلبا على نتائجهم وكلنا يذكر الخطاب المتعجرف للنائب السابق سعود أبو محفوظ في مقر مرشح قائمة الإصلاح عن المقعد المسيحي طارق عازر والذي كان قد أعلن انسحابه حفاظا على وحدة الصف المسيحي وعدل بعد كلام ابو محفوظ واستمر في الإنتخابات وخسرها على يد د. هايل عياش من قائمة القرار.
ختاما نقول لقد كانت خسارة جميع مرشحي الأحزاب القومية واليسارية الأردنية ايضا مدعاة للانتباه وعدم تمكنهم من الفوز بمقاعد بعكس السنوات سابقة. ويذكر ان عدد الأحزاب الأردنية 49 حزباً لا تتمتع غالبيتها بالحضور والشعبية بأستثناء جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين وكان قد صرح العديد من الشخصيات السياسية ان العزوف عن الإنتخابات وأحجام المواطنين عن التصويت جاء بسبب جائحة كورونا والخوف من الإصابة بالمرض وإصرار الهيئة المستقلة على اجراء الإنتخابات رغم مناشدة العديد من القوى السياسية لتاجيلها وترحيلها لوقت انسب صحيآ الا ان هذا ما جرى وحصل ويبقى السؤال الأهم هل تعيد الحركة الإسلامية حساباتها وتعيد تنظيم صفوفها ونحن مقبلين في العام القادم على انتخابات بلدية ومجالس محافظات ..؟؟