وداعاً ابو يحيى ... وداعاً صديقي الحبيب زياد الذنيبات

ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربُ مِن أخٍ له، خاصةً إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت مِن صديقه، على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم،

دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى من أصدقائك ومحبيك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، شريط ذكريات اختزل سنين من الذكريات القريبة والبعيدة،

 رحلت عن الدنيا تاركاً لنا طيب عملك وحُسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة، تلقيت نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم اقو على تحملها، والآن نحن لا نملك يا صديقي الراحل في كل الأحوال إلا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمدك برحمته الواسعه يا فقيدنا العزيز، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسىى بكل هذه المشاعر الفياضى

رحل الصديق العزيز، ليرحل معه رمز الإخلاص والوفاء، وعزاؤنا انه ترك ارثا ضخما من الاعمال الخيرية والمبادرات الراقية في الزرقاء والوطن وعمل معه طوال تلك المسيرة خيرة الشباب ليمهد لهم دربا يسيرون عليه وينهجون مدرسته الاجتماعيه المتميزة بالصدق والابداع والموضوعية، رحمك الله يا صديقي رحمة واسعة،

رحلت يا صديقي من بينِ كُلِ الملايين، وتركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، مات صديقي العزيز زياد يحيى الذنيبات (ابو يحيى) وسَيموتُ غَيرهُ الكثيرون، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، انه لا باقي سواه والكل سيفنى

رحمك الله يا ابا يحيى لقد تعلمنا منك الإبتسامه النقيه فرحلت قرير العين.. وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقاً وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير ان يلهم أهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان. 

                        (إنا لله وإنا اليه راجعون)
محمود المجالي