بايدن يحدد وزير الخارجية الجديد
ذكرت وسائل إعلام أميركيّة عدّة، الأحد، أنّ الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يعتزم ترشيح الدبلوماسي أنتوني بلينكن لمنصب وزير الخارجيّة.
وبلينكن (58 عامًا) هو أحد مستشاري بايدن الرئيسيّين في مجال السياسة الخارجيّة وكان المسؤول الثاني في وزارة الخارجيّة الأميركيّة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما عندما كان بايدن يشغل في ذلك الوقت منصب نائب الرئيس.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" ووكالة "بلومبرغ"، يعتزم الرئيس المنتخب الإعلان عن ترشيح بلينكن لمنصب وزير الخارجيّة الثلاثاء.
وبلينكن من أشدّ المؤيّدين للتعدّدية، وسيخلف في هذا المنصب، في حال تعيينه، وزير الخارجيّة الحالي مايك بومبيو المؤيّد لـ"حملة الضغوط القصوى" على إيران ولسياسة لا هوادة فيها تجاه الصين.
وقال مساعدو الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الأحد، إنه سيعلن أسماء أول مجموعة من الوزراء الثلاثاء، وإنه يعتزم اختصار مراسم تنصيبه بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك في الوقت الذي يضع فيه الأساس لإدارته الجديدة، على الرغم من رفض الرئيس دونالد ترامب الإقرار بالهزيمة.
ومنذ إعلان فوز بايدن قبل أسبوعين، رفع ترامب سلسلة من الدعاوى القضائية ومارس ضغوطا هائلة لمنع الولايات من التصديق على نتائج الانتخابات، ومُني أمس السبت بخسارة دعوى قضائية جديدة في ولاية بنسلفانيا.
وحث رون كلين، الذي عينه بايدن كبيرا لموظفي البيت الأبيض، إدارة ترامب وخاصة إدارة الأجهزة العامة، على الاعتراف رسميا بفوز بايدن للسماح ببدء عملية نقل السلطة.
وأضاف كلين "آمل أن تقوم مديرة إدارة الأجهزة العامة (إميلي مورفي) بعملها".
ومن المقرر أن يتولى بايدن منصبه في 20 كانون الثاني/يناير.
وقال كلين لشبكة (إيه.بي.سي) "رفض عدد قياسي من الأميركيين رئاسة ترامب، منذ ذلك الحين يرفض دونالد ترامب الديمقراطية".
وكشف بايدن عن سلسلة من الأسماء المختارة للعمل في البيت الأبيض، وقال كلين "سترون أول أعضاء يختارهم (بايدن) للعمل في إدارته هذا الثلاثاء"، لكنه أحجم عن ذكر أسماء.
وقال بايدن، الخميس، إنه اختار وزيرا للخزانة.
وضمت القائمة المختصرة رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) السابقة جانيت يلين، والمسؤولة بالمجلس لايل برينارد، والمسؤولة السابقة بالمجلس سارة بلوم راسكين، ورئيس الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا رفاييل بوستيك.
وأشار حلفاء لبايدن أيضا إلى أنه ربما يعلن اختياره لمنصب وزير الخارجية في أقرب وقت هذا الأسبوع، مع اعتبار مستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس والدبلوماسي المخضرم أنتوني بلينكين من بين المرشحين.
وفيما يتعلق بمراسم تنصيب بايدن، قال كلين إنها ستكون تقليدية لكن على نطاق أصغر، وعادة ما تجتذب احتفالات التنصيب والأحداث ذات الصلة حشودا ضخمة إلى واشنطن، ويتزايد حاليا عدد الإصابات والوفيات بسبب مرض كوفيد-19 في أنحاء كثيرة من الولايات المتحدة حيث أودت الفيروس بحياة نحو 256 ألف أميركي.
وقال كلين "نعلم أن الناس يريدون الاحتفال. هذا أمر يجب الاحتفال به... نريد فقط أن نحاول إيجاد طريقة للقيام بذلك بأمان قدر الإمكان".
ويتهم المنتقدون، ومنهم الديمقراطيون وبعض الجمهوريين، ترامب بمحاولة تقويض الثقة في النظام الانتخابي الأميركي ونزع الشرعية عن فوز بايدن من خلال الترويج لادعاءات كاذبة عن تزوير أصوات الناخبين على نطاق واسع.
ومن المقرر أن يتولى بايدن منصبه في 20 كانون الثاني/يناير.
وكتب ترامب على تويتر صباح الأحد "قاتلوا بشدة يا جمهوريين"، في تأكيد لروايته التي لا أساس لها عن تزوير الانتخابات.
وحتى الآن أخفقت محاولاته في المحاكم لإجهاض عمليات التصديق على النتائج بولايات جورجيا وميشيجان وأريزونا.
ورفض القاضي الاتحادي ماثيو بران، وهو جمهوري رشحه الرئيس السابق باراك أوباما، السبت دعوى قضائية أقامتها حملة ترامب بهدف استبعاد الأصوات التي تم الادلاء بها في ولاية بنسلفانيا.
ووصف القاضي القضية بأنها "حجج قانونية بلا أساس واتهامات قائمة على تكهنات".
وقالت حملة ترامب الأحد إنها طعنت على قرار بران أمام محكمة الاستئناف الجزئية.
ومن المتوقع أن تصدق ولاية بنسلفانيا على نتائج انتخاباتها الاثنين.
كما قدمت حملة ترامب التماسا لإعادة فرز الأصوات مرة أخرى في ولاية جورجيا. وأكدت إعادة فرز الأصوات اليدوية السابقة الشاقة فوز بايدن بهامش يزيد على 12 ألف صوت في الولاية الجنوبية التي كانت معقلا للجمهوريين منذ فترة طويلة فيما يتصل بالانتخابات الرئاسية.
مبعث إحراج
بدأ بعض رفاق ترامب الجمهوريين في الكونجرس ينفضون من حوله وإن كان لا يزال يلقى دعما من العديد منهم خاصة الأعضاء البارزين.
وصف حاكم ولاية نيوجيرزي السابق كريس كريستي، الذي عمل مستشارا لترامب، الفريق القانوني للرئيس بأنه "مبعث إحراج على المستوى الوطني".
قال كريستي لشبكة (إيه.بي.سي) "إنهم يزعمون التزوير خارج قاعة المحكمة، لكن عندما يدخلون قاعة المحكمة لا يتذرعون بالتزوير أو يدفعون به... إذا كنت غير راغب في المضي قدما وتقديم الأدلة، فإن ذلك يعني حتما أن الدليل غير موجود".
وقال حاكم ولاية ماريلاند الجمهوري لاري هوجان لشبكة (سي.إن.إن) "لقد بدأنا نبدو مثل جمهورية موز"، منتقدا رفض الكثيرين في حزبه الاعتراف بهزيمة ترامب. وأضاف "بصراحة أشعر بالحرج لأن الكثير من أعضاء الحزب لا يفصحون عن مواقفهم".
وقال السناتور الجمهوري كيفن كريمر لشبكة (إن.بي.سي) إن بدء عملية الانتقال الرئاسي قد فات موعدها، رغم أنه رفض الاعتراف بفوز بايدن.
وعن أعضاء بارزين في الحزب الجمهوري، قال كلين "آمل أن يبدأوا في قبول الواقع".
ويقول منتقدون إن رفض ترامب الإقرار بهزيمته له تداعيات خطيرة على الأمن القومي وجهود التصدي لفيروس كورونا، الذي أودى بحياة ما يقرب من 256 ألف أميركي.
وقال كلين إن بايدن محروم من الإحاطات المخابراتية التي يحق له الحصول عليها، ومن الحصول على تقارير مكتب التحقيقات الاتحادي عن خلفيات المرشحين المحتملين لتولي مناصب في إدارته، ومن التواصل مع مسؤولي المكتب للمساعدة في وضع خطط من بينها خطة تهدف لتفادي التأخير في طرح لقاح كوفيد-19.
وقالت جين ساكي، كبيرة مستشاري الفريق الانتقالي لبايدن، لشبكة (سي.إن.إن) إننا "لا نفضل" خيار الإجراء القانوني لإجبار إدارة الخدمات العامة على الاعتراف ببايدن.
حصل بايدن على 6 ملايين صوت أكثر من ترامب في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وحصد أيضا 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 لترامب وهي الأصوات التي تحدد من سيؤدي اليمين في 20 كانون الثاني/يناير.