الأمهات "بين مطرقة التعلم عن بعد وسندان وظائفهن" في الأردن

ما تزال قضية التعليم عن بعد محط جدل لدى ذوي الطلبة في المدارس الخاصة، تحديات تواجهها الأمهات العاملات فهنّ بين مطرقة متابعة أبنائهن وسندان البقاء في أعمالهنّ.
رؤيا استمعت لشكوى أمهات طلبة عاملات ومعاناتهنّ مع المنصات الدراسية الخاصة بالتعلم عن بعد من جهة، ومن جهة أخرى حول دفع الأقساط المدرسية ومدى رضاهنّ عن التعليم الافتراضي وجداوه والحاجة للعودة إلى التعلم الوجاهي.

راما غانم، تتحدث عن تجربتها في التعلم عن بعد وهي والدة طالبين في الصفوف الأول والخامس، وتقول "يجب تواجد أشخاص راشدين مع الأطفال وهذا خيار قد لا يتوفر كخيار للأمهات العاملات".

الحاجة ملحّة لمتابعة الأبناء بدوري كأم وعاملة، تتعدد مهامي في متابعة أبنائي عبر المنصة لكن ليس هناك إجراءات للتطبيقات المستخدمة، وتشير بالقول إلى إن مدرسة أبنائها تعتمد أكثر من مصدر للتعلم كالواتس أب والايميل لإرسال المعلومات.
وتشير غانم إلى أن حدوث خلل بسبب الإنترنت ما يربك الأطفال وحاجتهم لمساعدة الأهل ومتابعتهم.

وتؤكد أن التعليم عن بعد له سلبيات أهمها عدم التحضير اللازم لوجود منصات تليق بالتدريس عن بعد، وعدم جاهزية المعلمات والمعلمين بالوصول إلى أداء تفاعلي كافٍ يضمن مشاركة الطلبة وتفهمهم للمواد الدراسية، قِصر المدة الزمنية للحصة الواحدة، تقطيع الإنترنت، تكليف الطلاب بواجبات كثيرة مع وجود امتحانات، قلة الإجهزة الذكية لدى الأهل لحضور الحصص الأمر الذي يؤدي لإرباك لدى العائلة حال وجود أكثر من طالب لديها.

وتضيف أن من سلبيات التعليم عن بعد، عدم وجود مساحات تكفل تركيز للطلبة، إضافة إلى الإعادة والتكرار في المواد لسد الفجوة في مجال الوسائل المناسبة لتعليم "أون لاين".

وحول دفع الأقساط الشهرية والإلتزام بها، تُبيّن السيدة غانم، "لن يرضى الأهل ولا بأي شكل من الأشكال دفع الأقساط كاملة حتى وإن وقعوا عقود مع المدارس على ذلك وذلك بثقتهم بأقوال الحكومة أن التعليم لن يكون عن بعد".
وتعتبر أنه من الظلم وعدم العدالة إن تبقى الأقساط المدرسية على حالها دون تدخل حكومي بفرض خصومات على الأقساط على المدارس وفق قولها.

وبما يتعلق بالعودة للتعلم الوجاهي، تبدي غانم رغبتها بإتاحة هذا الأمر للأهل، مشيرة في حلولها كأمٍ إلى تحسين المنصات والعمل على إيجاد مناهج تناسب التعليم عن بعد لحماية الأطفال من الضرر نفسيا أو جسديا أو على المستوى الدراسي. 

وأقترحت بضرورة وجود حصة على الأقل أسبوعياً، تخصص لمشرفة إجتماعية ونفسية للتخفيف على الطلبة والاستماع لهم ومناقشة ما يواجهوا من صعوبات وتحديات في استخدام منصات التعليم عن بعد.

غدير خليفة أم لـ3 أطفال وسيدة عاملة تشير إلى تجربتها في التعلم عن بعد، بأنه تم حرمان أطفالها لمدة أسبوعين من التعلم الوجاهي بداية الفصل الدراسي الأول عندما سُجلت في المدرسة حالات إصابة بكورونا لمعلمات بعد مشاركتهن بواجب عزاء.

وتوضح أن اثنين من ابنائها في المرحلة الأولى من التعليم في الصوف الأول والثالث الابتدائي، وتقول"وكلاهما يحتاج إلى تواجد أثناء بث الحصص المباشره من أجل المتابعة وحل اية مشاكل تقنية قد تحدث".


مؤكدة أنها تمضي 4 ساعات يوميا من وقت عملها من المنزل، ما أثر على أدائها الوظيفي وباتت مهددة بالاستمرار في العمل.
وعن أبنائها وما يواجهونه في التعليم عن بعد ، تقول إن الإبنة الكبرى في الصف التاسع تبدأ صباحها من الساعة 8 صباحا وحتى الساعة 2 ظهراً أمام جهاز الحاسوب وحدها مشيرة إلى حساسية المرحلة العمرية للطالبة، أما طفلها في الأول الابتدائي تؤكد أنه يواجه صعوبة في التعاطي مع التفاعل ويشعر بقلق وتردد عند المشاركة في الحصة مشيرة إلى ضعفه في الكتابة.

أما الطفل الصف الثالث فبينت أنه في تراجع ملحوظ وبدأ ضعيفاً في مهارة الكتابة.

وعن المنصة التعليمية للمدرسة، تقول خليفة إنها عالية المستوى ومحتواها جيد جدا لكنه لا يتماشى مع كافة المواد الدراسية وخصوصية التعلم عن بعد، مشيرة إلى تخصيصها ساعة يوميا لتحميل الواجبات على المنصة.

وعن الرسوم الإضافية التي تنفقها العائلة، تؤكد خليفة أنها لمست ارتفاعا ملحوظا في فواتير الإنترنت، وزيادة في المصاريف المتعلقة بطباعة الواجبات والصيانة الدورية لأجهزة الحاسوب.

والدة الأطفال الثالثة تقول لرؤيا، إنه لا بديل عن التعلم الوجاهي للصفوف الأولى، وبالإمكان الدمج بين التعليم عن بعد والوجاهي لجميع المراحل، وأنه لا بد من تطوير المحتوى التعليمي للمواد التي يمكن بثها عبر المنصات، مؤكدة أن الفائدة تختزل بالمعرفة ولا تقاس بالتقييم.

وختمت خليفة حديثها فيما يتعلق بدفع الأقساط المدرسية، وأكدت أنه قبيل تعليق الدوام طالبت المدرسة بتسديد أقساط الفصل الدراسي كاملاً ولم تقدم أيّ خصومات ولم توضح كيفية الاستفادة من أمر الدفاع حول نسبة الخسم الواصلة لـ 15% ، وتشير إلى أنها تقوم بالتسديد بشكل شهري ولا اعتراض من قبل المدرسة رغم المطالبة بتسديد القسط نهاية الفصل الدراسي الأول.

دانا دحبور أم لطالبين بالنظام البريطاني، تقول إن القسط المدرسي يصل لقرابة 6 آلاف دينار، عدا رسوم الكتب المدرسية الواصل سعرها 400 دينار للطفل الواحد، كما توضح أنه تم إجبار الأهالي على شراء الزي المدرسي كاملاً ( صيفي - شتوي) ، وتستهجن أن المدرسة تعلم بأن التعليم سيكون عن بعد.

تضيف السيدة دحبور أن التعليم عن بعد حاجة وتم السير فيها "رغم ثغراته"، وتكشف عن تجاوزات قامت بها مدرسة أبنائها بأن طلب منها دفع رسوم الفصل الدراسي الأول المستحق الدفع بتاريخ 1-12-2020 وفق السيدة، مؤكدة أن المبلغ المتبقي يصل لـ1200 دينار من أصل 6000 دينار، للحصول على تقييم طفليها للشهرين الأول والثاني للفصل الدراسي الأول.

اقرأ أيضاً : التربية: دراسة "اليونسيف" حول منصة درسك لا تمت للواقع - فيديو

وتكشف دحبور عن أن التقييم والعلامات لا يوجد فيها كتابة وإبداع وحفظ فقط "ضع دائرة" الأمر الذي تعتبره طبيعياً بتسجيل الطلبة لتقييم عالٍ أو نقصان بعلامة أو علامتين.

مادة الرياضيات محط اهتمام والدة الطفلين، حيث آثرت على تقديم طفلها للأمتحان داخل الحرم المدرسي، للوقوف على مستواه وتقول "الا هاي العلامة هاي أهم علامة ".

العقد شريعة المتعاقدين تؤكد السيدة بقولها أن تأخذ تلك المؤسسات الخاصة بقطاع التعليم ، لتفترض تلك المؤسسة التعليمية أن الاهالي يمرون بظروف وأزمات مالية، لماذا يتم حرمان الأهل من الإطلاع على مستوى وتقييم أبنائهم للوقوف عليها وتقوية نقاط الضعف.

وتختم دانا دحبور حديثها لرؤيا، مع قدوم الفصل الدراسي الثاني إن لم يتم دفع الأقساط لا تقوموا بتسجيل أولادي.