تراشق الكباريتي والرزاز.. الأزمة والإنكار

عمر عياصرة -كان رد رئيس الوزراء، الدكتور عمر الرزاز، على كلمة نائل الكباريتي، رئيس غرفة تجارة الاردن – كان ردا – عصبيا، غير موضوعي، انتابته شحنات من حالة الانكار والقلق.

الكباريتي، تاجر ابن تاجر، مطلع، يعيش الاسواق كما هي، يقارن بين ما كانت عليه وبين ما آلت اليه، ولا اظنه يرتضي التدليس او يقبل بجلد الوطن، فهو من صنف الموالاة الناقدة الحصيفة.
كلمته بالامس امام الرزاز كانت عملاقة بكل المقاييس، صريحة، تعبر عن أنات الاردنيين وتختصر ما يقال في المجالس وفي الحقيقة.
اقوى ما فيها كان الاستهلال، فقد استوقفنا الكباريتي حين قال: «اسمحوا لي أن اتحدث بكل ما يلم في صدر القطاع الخاص من هموم، اليوم يا دولة الرئيس لم نعد قلقين عن الوضع الاقتصادي لقد تجاوزنا مرحلة القلق اليوم اصبحنا في مرحلة الخوف وهذه المرحلة لم تسبق نهائيا الاردن منذ فترة تأسيس الامارة لليوم».
سمعنا كلمة الكباريتي، قد نتفق معه او نختلف، لكنها محقة في وضع اليد على الجروح الغائرة والسطحية، واعتقد ان تقييم الرزاز لها بقوله «جلد للذات» لم يكن صائبا.
أقوى سياط الجلد للذات يا دولة الرئيس تكون بتعميق حالة الانكار للعيوب والحقائق، اقوى حالات جلد الذات ان تقوم الحكومة باعتماد «تعاطي الدخان» طريق انقاذ للاقتصاد الوطني.
الرزاز معصب، قلق، انفعالي، وللاسف، كل ذلك ليست سمات اصيلة في الرجل، لكن على ما يبدو ان الارقام امامه جعلته اكثر نرفزة مما نعتقد.
تراشق الكباريتي مع الرزاز امام المايكرفون والكاميرا، يدل بما لا يدع مجال للشك على ان الاوضاع صعبة وان النخبة باتت اقل يقينا بقدرتها على تقديم الحلول.
من هنا، اتمنى على الملك متابعة هذا التراشق، والانفعالات، ليدرك اكثر اننا امام مأزق نخبة ادارية حقيقية، لا تعرف ولن تعرف، ما دامت طرق اختيارها تدور بذات الحلقة.