مدير مشروع ملعب الريان يستعرض رحلة تصميم الصرح المونديالي الجديد

تتواصل الاستعدادات للإعلان عن جاهزية ملعب الريان، رابع استادات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وثالثها تشييداً بالكامل، وذلك خلال استضافته نهائي كأس الأمير يوم الجمعة المقبل 18 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، والتي تجمع بين ناديي السد والعربي، تزامناً مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر، وما يمثله من رمزية تراثية واجتماعية.

وتوّلت شركة رامبول الدنماركية تصميم ملعب الريان، واستلهمت أبرز عناصر تصميم هذا الصرح الرياضي من عبق مدينة الريان التاريخية وشغف أهلها بالثقافة العريقة وتمسّكهم بالعادات الأصيلة، وتروي تفاصيل تصميم ملعب الريان قصة دولة قطر ومراحل تطورها بطريقة مبهرة تخطف الأبصار.

ولعل أهم ما يميز هذا الصرح الرياضي المونديالي هو ارتباطه الوثيق بالثقافة القطرية، إذ يُجسد تصميم الملعب أصالة التراث والبيئة القطرية بأشكاله الهندسية وزخارفه البديعة التي تعكس بعض ملامح ثقافة دولة قطر ونمط الحياة فيها مثل الترابط الأسري، وجمال الحياة الصحراوية، وما تزخر به من حياة برية، والتجارة المحلية والدولية، وتجتمع كل هذه العناصر في شكل درع يرمز إلى معاني الوحدة والقوة والترابط التي طالما عُرف بها أهل قطر.

وحول تفاصيل تصميم الملعب، قال آلان تويدي، مدير المشروع في شركة رامبول: " أمضى فريق العمل وقتاً طويلاً في سبر أغوار مدينة الريان للوصول إلى فهم أفضل لثقافة وتاريخ هذه المنطقة الزاخرة بالتراث العريق، وقد تطلب ذلك إجراء بحث دقيق لحصر أبرز الملامح الثقافية التي تتمتع بها هذه المدينة، وقد توصلنا في نهاية المطاف إلى تقديم أربعة مفاهيم ليتضمن التصميم النهائي مزيجاً من عناصر عدة تُجسد هذه المفاهيم في أبهى صورة".

وأشار تويدي إلى أن أهم ما يميز التصميم النهائي الذي خرج به ملعب الريان هو توثيقه تاريخ وثقافة مدينة الريان والمجتمع القطري بشكل عام، ويظهر ذلك جلياً في خمسة أنماط أو أشكال زخرفية تُزين واجهة ملعب الريان والمنطقة المحيطة به.

وأضاف: "يرى الناظر إلى واجهة ملعب الريان رموزاً تُشير إلى الترابط الأسري في المجتمع القطري، وأخرى تُجسد ملامحاً من جمال الحياة الصحراوية وطبيعة الحياة البرية فيها، وأشكالاً تعكس جوانب من التجارة الدولية التي تقف وراء النجاح الاقتصادي لدولة قطر على مر العقود. ويجمع كل هذه الأنماط والرموز درعٌ يُذكّرنا بكل معاني القوة والوحدة والولاء والانتماء".

وانطلاقاً من حرصها على الإلمام بكافة العناصر التاريخية والثقافية لمجتمع مدينة الريان عند تصميم ملعب الريان، حرصت شركة رامبول على التواصل عن كثب مع القائمين على نادي الريان الرياضي، والذي سيتخذ من الملعب الجديد مقراً له بعد إسدال الستار على بطولة كأس العالم في 2022، وذلك لضمان التخطيط المثالي لإرث الملعب المونديالي الجديد.

وفي هذا السياق قال تويدي: " تمكنا من خلال لقاءاتنا مع المشرفين على نادي الريان الرياضي من التوصل لفهم أعمق لآلية عملهم وتطلعاتهم المتعلقة بإرث ملعب الريان. وقد حظينا بفرصة حضور آخر مباراة لنادي الريان في استاد أحمد بن علي قبل إغلاقه تمهيداً للبدء في بناء ملعب الريان في موقعه، الأمر الذي أسهم في تذكير فريق التصميم في كل مرحلة من مراحل التصميم بأهمية ملاءمة التصميم ليكون المقر الرسمي لنادي الريان الرياضي بعد انتهاء منافسات بطولة كأس العالمFIFA قطر 2022."

وأشار تويدي في ختام حديثه إلى أن إحدى الجوانب التي تميز مشروع تصميم ملعب الريان هي تمكن فريق التصميم من التعرف عن كثب على آراء الناس ومشاهدة مدى حماسهم وشغفهم بالتصميم عند حضور أولى المنافسات التي ستستضيفها هذه الأيقونة المونديالية، وقال: "متحمسون لنرى ردود أفعال المشجعين عند توافدهم لملعب الريان للمرة الأولى ونرى إعجابهم بإتقان التصميم المستوحى من تاريخ دولتهم وثقافتها، عندئذ سيحق لنا القول بأننا نجحنا بجدارة واستحقاق في تحقيق إحدى أهدافنا الرئيسية في هذا المشروع".

يُشار إلى أن تدشين ملعب الريان، الذي يتسع لحوالي 40 ألف مشجع وسيستضيف مباريات في المونديال حتى دور الستة عشر، يعد محطة هامة في الطريق نحو استضافة الحدث الرياضي الأضخم في العالم، ويُجسد جهود قطر في المضي قدماً في مشوار الاستضافة متجاوزة كافة التحديات والعقبات، في سبيل الترحيب بالعالم في أول مونديال كروي في العالم العربي والشرق الأوسط.

يُذكر أن ملعب الريان جرى تشييده في موقع الاستاد القديم لنادي الريان، أحد أعرق الأندية القطرية، والذي كان يتسع لـ 20 ألف متفرج، وأعيد استخدام 90% من المواد الناتجة عن إزالة الاستاد القديم في بناء الملعب الجديد، وستضم المنطقة المحيطة به مرافق ترفيهية وتجارية ورياضية تلبي احتياجات وتطلعات أفراد المجتمع المحلي.