المطاعيم بمنظور علم المناعة السريري

بدأت الخدمات الطبية الملكية منذ فترة بقسم المناعة في مستشفى الملكة رانيا العبدلله للأطفال بإنشاء عيادة متابعة التأثيرات المناعية غير المعهودة للمطاعيم بشكل عام والتي تنتج عن فعالية المطعوم، والتي تراوحت بين حرارة طويلة وآلم أشد في العضلات وظهور بثور جلدية خصوصاً لدى الأطفال اللذين يعانون من الامراض الروماتيزمية كون المطعوم ضرورياً جداً لمثل هذه الأمراض.

أما بالنسبة ما يتم تداوله الان قد يكون هذا معدل أعلى من ردود الفعل التي يعتاد عليه الناس، وهو رد فعل أعلى مما هو معتاد في معظم اللقاحات، حتى الانفلونزا الموسمية مع الاحتفاظ بخاصية ندرتها وعدم تأثيرها المزمن.

نجد أن العدد ضئيل جداً وان الأعراض مؤقتة ولم يكن لها تأثير على مناعة الجسم للهدف الذي أعطي له المطعوم او على المرض الأساسي اذا كان موجوداً, وكانت أقصر مدة لاختفاء  الاعراض (12 ساعة) وأطولها أسبوعين وتم علاجها باستخدام علاجات الألم الخفيفة ولم تؤثر على بروتكولات الامراض المزمنة، ولم تعاود المرضى مرة أخرى، وفي معظم الأحيان كانت في المطاعيم التي تحتاج أكثر من جرعة، وهذه التجربة استمرت لمدة لا تقل عن خمس سنوات مما عزز وجود قاعدة بيانات وان كانت ذات حجم قليل، أن التفاعلات الموجودة تدل على استجابة الجهاز المناعي بشكل كافي.

بدأت الان استخدامات مطاعيم الكورونا تظهر مثل هذه الاعراض وبنفس الشكل والمدة والشدة لدى الأشخاص الذين يستخدمونها خصوصا بعد الجرعة الثانية، وما أتحدث الان عنه هو ما يسمى "برد الفعل المناعي للجسم" وليس الأعراض الأخرى الموجودة في أي مطعوم.

كاستشاري مناعة أرى أن مثل هذه الاعراض النادرة غير خطيرة،وقد تنتهي بين فترة( 12 ساعة )وقد تمتد الى أسبوعين، ويجب الا تكون سبباً لإيقاف أو تعطيل أخذ اللقاحات لأن الاستمرار بإعطاء المطاعيم سيكون اليد اليمنى لكسر حلقة الانتشار لهذا الوباء وسيكون لها أثر صحي واقتصادي واضح، اعتمادا على انه لا يوجد دليل حاليًا على أن لقاحات المستخدمة للmRNA تسبب أمراض المناعة الذاتية أو تزيدها سوءًا.