من هم حيتان البلد ..؟؟!!

الصحفي خالد الخريشا يعتبر الحوت الازرق اكبر واضخم مخلوق يعيش على الكرة الارضية ويقال إن وزنه يصل (180) طن لكن هذه المعلومه غير دقيقة لان بعض الحيتان في الاردن ربما هي أضخم من الحوت الازرق ، يا سادة يا كرام كما قال أحد المحللين : (الاردن أقل دولة فيها مياه وأكثر دولة فيها حيتان ) ، وبعد قليل ربما يتم تأسيس جمعية للمحافظة على هذه الحيتان التي ما زالت ترقد مطمئنة وخارج المصيدة ، لاننا لم نرى أو نشاهد ان حوت فاسد تم ( تعليقه من كراعيبه) لان غالبية قضايا الفساد الكبيرة والدسمه تقيد ضد مجهول ،


يا سامعين الصوت حجم الاموال المنهوبة من الدولة اخر عشر سنوات وصلت (10) مليار دينار . الذي جعلني أسوق هذه المقدمة خلال لقاء رئيس الحكومة ، رئيس وأعضاء غرفة تجارة الأردن، لبحث الصعوبات والتحديات التي تواجه القطاع التجاري قال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز: أننا نعتز بالرمثا وأهلها، ونعلم انها تحملت الكثير وهدفنا أن نصل " للحوت ” ونحن دولة قانون وحماية الحدود اولويتنا ، الرزاز يا سادة يتحدث عن حوت واحد بالبلد وبالنسبة للحيتان الباقية التي ما زالت تسبح مطمئنة في بحر الفساد كيف ممكن ان نصل اليهم ، أو نصطادهم لا نعرف . عندنا في البلد ديناصورات لا تنقرض وحيتان لا تشبع كانوا متفرغين لمهمتهم الأساسية وهى نهب أراضى الدولة والاستيلاء على المال العام، واستغلال «الخصخصة» للاستحواذ على أموال القطاع العام بصفقات فاسدة ، ولأننا لم نحاسب أحداً على جرائمه ، فإنه لغاية الان لا نعرف ما فعلناه من مكافحة الفساد حتى هذه اللحظة وكم أعادت المكافحة الى خزينة الدولة من الاموال المنهوبة . نسمع الكثير عن الخطوط الحمراء والخطوط الثانية التي بدون ألوان لكن هذه الخطوط الحمراء والثوابت المفترى عليها والتي يصدعون بها آذاننا صباح مساء لا تتعدى الحديث في السياسة للاستهلاك الاعلامي ، لو طُبِّق مبدأ الخطوط الحمراء والثوابت بحذافيره لما بيعت الشركات الوطنية الرئيسية والحيوية تحت بند الخصخصة ، نعم غربان البين باعوا وتاجروا بمقدرات الوطن بتراب المصاري ولم يعد على خزينة الدولة منها مبلغ محترم ولا على المواطن في شكل خدمة قد يستفيد منها آنياً أو مستقبلاً .
لماذا لا يكون عندنا قانون التصالح الذى يتيح للصوص المال العام ان يتحولوا إلى شرفاء محترمين إذا أعادوا بعض ما يمكننا إثباته من سرقاتهم التى يعرف الجميع أن معظمها كان يتم تحت مظلة زواج السلطة بالثروة التى تعطى شرعية زائفة لأسوأ الجرائم فى حق الوطن!
والنتيجة أن الحيتان تعود اليوم وهى أكثر شراسة، تتصور أنها قادرة على تحقيق كل أطماعها فى ظل الظروف التى يمر بها الوطن الذى يقاتل على كل الجبهات.. يواجه ميراث سنوات الفساد، وأزمة مالية طارئة بسبب عجز الموارد والمديونيه , واقتصاد حائر وسياسات حكومية هاجسها رفع الاسعار وزيادة الضرائب .
تعرف حيتان الفساد أنها تملك العديد من أدوات التأثير بالإضافة إلى ما اكتنزته من أموال، تملك الآن نفوذا فى البرلمان وتكتلات إعلامية، وممثلين فى بعض مواقع السلطة، وتملك تصورا جاهلا بأنها تستطيع أن تفرض شروطها، وأن تستغل الأزمة التى تمر بها الدولة لتحقيق كل ما تريده، وتزداد شراهة هذه الحيتان كلما حصلت على شىء مما تريد !
انفتحت أمامهم أبواب الاستيراد، فأغرقونا بزبالة البضائع، وجعلونا نأكل القمح المسرطن والمفأرن والمديدن , نريد استثماراً وطنياً يبنى ويربح ويحقق مصالحه مع مصالح الوطن، لن يحدث ذلك إلا إذا أغلقنا ملفات الفاسدين بعد حسابهم على جرائمهم، لن يستطيع مستثمر شريف أن يدخل السوق مطمئنا لحكم القانون.. بينما حيتان الفساد مازالت حرة طليقة تسرح وتمرح ..!!