ما حقيقة السلفية (الوهابية) واتهماتها لوزارة الأوقاف بمحاربة اهل الحق ونشر التصوف ..؟؟
يتباكى أصحاب الحزب السلفي الوهابي في بلدنا الحبيب من جرّاء ما يزعمونه من سياسة ممنهجة من قبل أولياء الأمر حفظهم الله تعالى والمؤسسات الدينية الرسمية في المحاربة والتضييق على أفراد هذا الحزب ومنعهم من الخطابة والنشاطات الدعوية كما يدّعون ويزعمون وكل هذا محض افتراء وكذب.
ومع الأسف الشديد أصبح كثير من أفراد هذا الحزب يلمزون ويغمزون في سياسات الدولة ويُهيّجون العامة على الدولة والمؤسسات الدينية الرسمية المكلفة من قِبل ولي أمرنا أعزه الله ونصره بإدارة الشؤون الدينية في بلادنا الحبيبة المباركة.
بل ويتهمون تلك المؤسسات الدينية والقائمين عليها بالبدعة والضلال..
فتارة يتهمون وزارة الأوقاف بأنها وزارة تحارب الحق وأهله وأنها تدعو إلى التصوف والأشعرية وهذا طبعا عند هؤلاء القوم من مظاهر الشرك والضلال.
وتارة أخرى يتهمون الجامعات الأردنية كجامعة العلوم الإسلامية العالمية التي هي إحدى الصروح العلمية الشامخة بأنها جامعات تدعو إلى التقليد والجهل والبدع ويتهمون المدرسين فيها من العلماء والأساتذة الأفاضل بأنهم دعاة إلى الشرك وعبادة القبور وقد كتبوا في ذلك ردودا كتابية وكذا مقاطع فيديو وغير ذلك نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوراق سطروها ونشروها بين عامة الناس.
ولم تسلم منهم ومن اتهاماتهم بالباطل دائرة الإفتاء الأردنية تلك الدائرة العلمية الشرعية المحترمة والعريقة فاتهموا العاملين فيها من المفتين والعلماء بأنهم دعاة على أبواب جهنم وأنهم دعاة للقبورية والفتاوى الشاذة المخالفة للكتاب والسنة كما يزعمون زورا وبهتانا.
وهكذا لم يسلم منهم ومن ألسنتهم وكتاباتهم بالباطل لا أشخاص ممن يخالفهم من أهل العلم والفضل ولا المؤسسات الدينية المختلفة في هذا البلد الهاشمي المبارك.
وعندما أصدرت دائرة الإفتاء الأردنية كتابا في بيان عقيدة أهل الحق أهل السنة والجماعة ردوا عليها وكتبوا في نقض الكتاب واتهموها بالضلالة والخروج عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
وحكموا على العقيدة الأشعرية التي هي عقيدة السواد الأعظم من هذه الأمة الإسلامية عبر القرون بأنها عقيدة باطلة وأن المعتقدين بها والداعين إليها مبتدعة ضلال.
فلم يسلم من شر هؤلاء القوم أحد من مخالفيهم من عموم الأمة الإسلامية ولا خواصها.
وعلى مدار أكثر من أربعين سنة وأزيد وهم يحاربون المخالفين لهم ويرهبونهم بألوان مختلفة من الإرهاب الفكري ويبدعونهم ويضللونهم ويشوهون صورتهم وما زالوا على هذا المنهج الإقصائي المقيت إلى يومنا هذا..!!!
ثم بعد ذلك كله يتهمون الدولة وولاة الأمر بما هم واقعون فيه ومتلبسون به كل ذلك على رأي القائل:"رمتني بدائها وانسلت".
والحديث هنا كما يقال ذيله طويل وذو شجون.
ثم أقول بعد ذلك لو سلّمنا بصحة شيء مما يدّعون من وقوع إقصاء لهم أو لبعضهم بسبب منهجهم أو آرائهم- وهو يقينا كذب له قرنان-..
أقول لو سلّمنا جدلا بصحة بعضٍ مما يدّعون فإن ذلك لا يعطيهم لا شرعا ولا قانونا صلاحية وأحقيّة السب والشتم والتهييج على الدولة وسياساتها ولا يُقبل منهم البتّة الغمز واللمز بولاة أمورنا حفظهم الله تعالى؛ فإن ذلك يُعد شرعا من التمرد والخروج على ولي الأمر ويناقض واجب السمع والطاعة لولي الأمر..
هذا الواجب الشرعي الذي طالما صدعوا رؤوسنا بالتزامهم به دون غيرهم زعموا!!
وطالما اتهموا مخالفيهم من الجماعات الإسلامية بخرق ذلك وعدم الالتزام به..
فسبحان الله أبى الله تعالى إلا أن يفضح منهج هؤلاء القوم المارقين الذين يمتازون في كل أحكامهم وتصرفاتهم بازدواجية المعايير...
فعندما يُصرح غيرهم بما يخالف شيئا من سياسات الدولة يشنعون عليه ويرمونه بالخارجية والتمرد ويحيكون له وعليه المكايد والمؤامرات التي طالما أضروا بسببها بأشخاص أبرياء من مخالفيهم..
ولكن عندما يتعلق الأمر بهم -ولو توهما من عند أنفسهم- يرمون مبادئهم وعقائدهم عرض الحائط وينكشف جليا منهجهم التكفيري الخارجي الذي طالما أخفوه وتستروا عنه بحيل كثيرة منها ما كان يقوله أحد رموزهم (وهو الألباني) في مجالسهم الخاصة عندما كان يكرر عبارته المشهورة
"دارهم ما دمت في دارهم وحيّهم ما دمت في حيّهم". وللحديث بقية..
والله المستعان..
بقلم / الشيخ عمر البطوش