استنسخوا من صديقي المسؤول (الوطني بأمتياز) .. وانثروهم على المواقع الحساسة ليبنوا جسور الثقة وننعم بالأمان ويزهو الوطن
خاص : المحرر
جالست بالأمس احد المسؤولين في الدولة الأردنية والذي يحظى بأحترام وتقدير عالي لعمله والطريقة العلمية في إدارته للمؤسسة التي يعمل بها والصدق الذي يتحلى به وكان حديثه ينصب على الجهود المبذولة للوصول إلى انجع الطرق الكفيلة بإعادة الثقة ما بين المواطن والدولة بعد أن أصابها الوهن والضمور خلال السنوات الماضية بفعل فاعل وعمل مقصود او غير مقصود لأفراد (selfish) او عديمي الخبرة لم يراعوا في ادائهم مصلحة الوطن و استقراره وافرز هذا لظهور تيارات وأصوات نشاز بسبب انعدام التواصل ما بين المخلصين والوطنيين من ابناء الشعب مع الدولة ومؤسساتها وبالتالي أدى ذلك لفقدان الثقة الضرورية بين الاطراف .
وعرجنا في حديثنا الذي استمر زهاء الساعتين الى نقطة البداية وفي الجزء الأهم وهو الإنتخابات باشكالها وانواعها وافرازاتها والتدخلات التي كانت تحدث سابقا وكيف كان يهتز عرش الديموقراطية مع نهاية كل عملية انتخابية وكيف كان العبث بالصناديق يزيد الفجوة بين الشعب والدولة وتتقطع على مقاصلها رؤوس الخير وبذور الثقة التي بدأت تعود الان تدريجياً من خلال النهج المتبع في محاولات محو الماضي ونسيان اثاره والتطلع إلى مستقبل واضح مشرق وشراكة حقيقية على مبدأ النزاهة والحياد والحفاظ على عذرية الصندوق الذي بالفعل بدأنا نلمس نتائجه.
كما كان لنا حديث مطول عن الإعلام والحريات الصحفية وكيف تستطيع الدولة (الفاقدة البوصلة) ان تصنع الحواجز مع هذا المكون وتغلق كافة الطرق وتعدم وسائل الاتصال معه وتجعل من نتاجه مؤثرآ على الأفكار والمزاج العام سلباً فتجبر الجمهور إلى اللجوء لمشاهدة وسماع المحطات المشبوهة وفيديوهات الدجالين والمرتزقة ممن يسموا أنفسهم معارضة الخارج متجاهلة في نفس الوقت ان الصحافة والصحفيين والاعلاميين على حدّ سواء كان لهم الدور الأكبر في قلب معادلات دول واسقاط أنظمة وتغيير خرائط عالمية بل ان عدسة مصور صحفي تونسي واحد كانت متواجدة بالمصادفة واثناء اضرام (بوعزيري) النار بنفسه احتجاجآ على عدم قبول شكوى له بحق شرطية في كانون الأول عام 2010م السبب في رحيل الرئيس زين العابدين بن علي بعد أقل من شهر على الحادثة والتي كانت الشرارة التي أطلقت ما يسمى بالربيع العربي في تونس وليبيا وسوريا والجزائر ومصر وغيرها من الدول التي وصلت اليها نار الاحتجاجات والاضرابات والاعتصامات.
تحاورنا بشفافية عالية في هذه المفاصل وغيرها من منعطفات مر بها الوطن خلال القرن الأول من عمره ولكن ما لفت نظري هو في كلام هذه الشخصية العميقة بفكرها والتي تسعى إلى تحسين مجرى القنوات وخطوط الاتصال ما بين الدولة الأردنية وأجهزتها مع المواطن لبناء مسارات متينة من الثقة وليس تنظيرآ وكلام وحبر على ورق بل عملياً ومهنياً وعلى الارض واقعآ ملموسآ ونهج حياة لمستقبل العلاقة التي وجب ان تكون واضحة كعين الشمس بين الطرفين والتي ستفرز بالتأكيد حالة تكاملية عالية الجودة لتنهل من خيرها الاجيال القادمة وتكون خارطة طريق لدخول مئوية الدولة الثانية بكل ثبات وقوة ووضوح وديموقراطية خالية من الشوائب .
نعم ما احوجنا نحن الأردنيين إلى مثل هذه القامات الوطنية الوازنة لتشغل صدارة المواقع الحساسة والكبيرة لأنها الوحيدة التي تستطيع بقوتها ان تطوع الصعاب وتقضي على الفتن وتزرع الايمان بالنفوس وتمنع الظلم وتعطي الحقوق وتنزع الصواعق وتخمد الحرائق بفكرها الكبير ولسانها الرطب وخبرتها العالية وتاريخها وسيرتها ومسيرتها المقنعة ووطنيتها النقية.
ختاماً ندعو الله أن نرى استنساخاً موحداً لشخصية صديقي المسؤول الوطني بأمتياز ليتم توزيعهم وتقليدهم كل الواجهات السياسية والأمنية وبعدها سننام قريري الأعين مطمئنين على وطننا بأنه سيكون بخير حاضراً ومستقبلاً وسينعم بدفيء الديموقراطية وخالياً من الفساد والمفسدين .. قولوا آمين