الانتخابات الفلسطينية استحقاق وطني
تحديد مواعيد الانتخابات خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح طالما انتظرها الشعب الفلسطيني في فارغ الصبر ووقف الجميع من اجل هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ العلاقات الوطنية الفلسطينية كون هذه الانتخابات السياسة تأتي بعد صراع مرير وأزمات داخلية فلسطينية عايشها ابناء الشعب الفلسطيني وهم يتطلعون لهذه اللحظة الحاسمة وأهميتها في صياغة وقائع المستقبل وتأسيس لمرحلة جديدة من النضال الوطني الفلسطيني وضرورة تفعيل العلاقات الوطنية ومشاركة جيل الشباب في صنع القرار الفلسطيني، وقد جاء اعلان وتحديد مواعيد اجراء الانتخابات الشاملة الرئاسية والمجلس الوطني والمجلس التشريعي ضمن اهم المحطات النضالية الفلسطينية ومن المهم ان تجرى هذه الانتخابات في ظل مشاركة اهلنا وأبناء الشعب الفلسطيني في القدس لتحديد وضعية القدس في ظل الدولة الفلسطينية وتأسيس للمرحلة النضالية القادمة ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة .
ويتشكل مضمون القرار والمرسوم الذي أصدره رئيس دولة فلسطين بشأن إجراء الانتخابات العامة على ثلاث مراحل، وبموجب المرسوم ستجرى الانتخابات التشريعية بتاريخ 22/5/2021، والرئاسية بتاريخ 31/7/2021، على أن تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، على أن يتم استكمال المجلس الوطني في 31/8/2021 وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن .
وبذلك تكون المسؤولية الان امام الفصائل الفلسطينية ولجنة الانتخابات وأجهزة الدولة كافة للبدء بإطلاق حملة انتخابية ديمقراطية في جميع محافظات الوطن، بما فيها القدس، والعمل على ان تكون الانتخابات ديمقراطية وشفافة ونزيهة مع اهمية تعزيز العلاقات الوطنية والتفاهم والشروع في حوار وطني يركز على نجاح العملية الانتخابية، فحان الوقت لمشاركة ابناء الشعب الفلسطيني في صنع القرار وحماية الموقف الفلسطيني والدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني بكل قوة .
وتأتي هذه الانتخابات تعبيرا عن إرادة الشعب الفلسطيني في صنع القرار الوطني الفلسطيني المستقل والدفاع عن الحقوق التاريخية الفلسطينية وحماية الموقف الفلسطيني، ومحصلة مهمة للجهد الوطني الذي بذلته القيادة الفلسطينية من اجل الوصول الي هذا الموقف الوطني الحاسم وضمن توجهات واضحة حرص علي متابعتها بشكل دائم ومستمر الرئيس محمود عباس من اجل انهاء حالة التشرذم وتوحيد مؤسسات الوطن وعودة قطاع غزة للشرعية لتتغلب في النهاية المصلحة الوطنية العليا وتتوحد الطاقات والإمكانيات من اجل الاهداف الوطنية وتنج الجهود بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة وتتغلب مصلحة الوطن على المشاريع الحزبية الضيقة .
الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة تاريخية هامة على طريق عودة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية والتغلب على آلام الماضي ووقف حالة الانقسام التي استمر ثلاثة عشر عاما، والانطلاق لبناء مرحلة جديدة من اجل توحيد المؤسسات الفلسطينية والانطلاق للعمل بشكل وحدوي من اجل بناء الدولة والحفاظ على الموروث الكفاحي والنضالي الوطني الفلسطيني فجهود الوحدة قادرة على تحقيق الحلم الفلسطيني وتجسيد ما يطمح اليه ابناء الشعب الفلسطيني في العودة وقيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .
الانتخابات الفلسطينية استحقاق وطني كبير ومهم لا بد منه على طريق الحرية والاستقلال وخاصة في هذا الوقت الذي يواجه فيه شعبنا وقضيته مخاطر وتحديات تستهدف حقوقه المشروعة من قبل سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي وان إجراء الانتخابات يؤكد تمسك الشعب الفلسطيني وقيادته بالخيار الديمقراطي الحر والمباشر لاختيار ممثليه في مؤسساته الوطنية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية وتحصينها لإفشال المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا ومشروعه الوطني .