حول تنصيب الرئيس بايدن ورحيل ترامب
بقلم : سري القدوة
الأحد 24 كانون الثاني / يناير 2021.
تمت عملية تنصيب بايدن تتويجًا لمرحلة حافل بالأحداث بالتناقضات وسلسلة من الخلافات الامريكية وما نتج عنها من انتشار وباء الكورونا وهشاشة الوضع الاقتصادي وما نتج عن ذلك كله من خلافات سياسية وفرضت وقائع جديدة على انقسام واضح في الشارع السياسي الامريكي حيث يتم التتويج تحت حراسة ضخمة من قبل الجيش الامريكي الذي انتشر في العاصمة الامريكية واشنطن لتامين عملية التنصيب الجديدة للرئيس بايدن .
وفي ظل ذلك يرحل ويغيب الرئيس دونالد ترامب عن المشهد السياسي في ظل اتهامه بالتحرض للحشود التي اقتحمت مبنى الكونغرس في السادس من يناير وشحنها بالأكاذيب وبحسب ما تم اقراراه من قبل مجلس النواب الامريكي فانه قام بتحريض الحشود الغاضبة وشحنهم بالأكاذيب وقام بتحريضهم بشكل واضح علي استخدام العنف من اجل وقف مصادقة الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية .
وأيد 232 نائبا في مجلس النواب -بينهم 10 جمهوريين- تشريع مساءلة ترامب، مقابل 197 نائبا أعلنوا رفضهم، وبذلك يصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه الاتهامات الداعية لتقديمه للمحاكمة واعتبر القرار أن ترامب حرض انصاره على اقتحام الكونغرس، وممارسة النهب والدمار والقتل فيه، وأظهر بذلك أنه سيكون مصدر تهديد للأمن القومي والديمقراطية والدستور، وعقب موافقة مجلس النواب، أصبح السؤال الشاغل في دوائر واشنطن يتعلق بدستورية الإقدام على محاكمة ترامب بعد انتهاء فترة حكمه رسميا.
يبدو أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته ترامب لم يرد أن يترك البيت الأبيض إلا وقد رد الجميل لكل من كان تستر على جرائمه خلال مدة إقامته التي امتدت على مدى 4 سنوات، فقد أصدر ترامب عدة مراسيم عفو وتخفيف أحكام وحسب صحيفة واشنطن بوست فإن العفو وتخيف الأحكام شمل مستشارين لترامب وحلفاء وأعضاء جمهوريين بالكونغرس مدانين بجرائم وأحكام سجن، إضافة إلى متعاقدي «بلاك ووتر» وآخرين .
وبالمقابل منح ترامب قبل رحيله عددا من كبار مستشاريه أوسمة الأمن القومي مكافأة لهم عن دورهم لتطبيق سياساته وخاصة في الشرق الاوسط والدول العربية وأعطى ترامب وسام الأمن القومي لوزير خارجيته مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، وكبير المستشارين جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، والسفير الأميركي لدى دولة الاحتلال ديفيد فريدمان، وسفير الولايات المتحدة لدى الإمارات جون راكولتا.
الرئيس ترامب يغادر البيت الابيض في ظل انتشار الجيش الامريكي واستنفار كافة المؤسسات الامنية وهو معرض للمحاكمة والملاحقة القضائية حيث مارس السلطات بدون وجه حق تماما كما يفعل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، واتخذ خطوات وقرارات ليس من حقه ممارستها وإن سلطة عفو الرئيس اصبحت محدودة، ولا يمكنه العفو عن مدانين في جرائم على مستوى الولايات والقضايا المدنية، بالإضافة إلى تلك المرتبطة بعزله وغير ذلك، يمكنه إصدار العفو بشأن أي إدانة جنائية ويمكن انتقاد الدافع وراء حالات العفو هذه، لكن ذلك لا ينقص من شرعية ودستورية هذه الصلاحية، وتتهمه جهات قضائية وإعلامية بأنه استغل سلطاته وقام بإصدار قرارات العفو كون إن ما نسبته 88 % منها مرتبطة بطريقة أو بأخرى بمصالح ترامب الاقتصادية أو السياسية وكانت لا تخدم العدالة وقام بتوزيع مكافآت على المتآمرين معه وبرحيله لم ينتهِ المشهد بعد حيث سنشاهد جلسات محاكمته على سلسلة الجرائم التي ارتكبها والمخالفة للقانون .