إدارة الرئيس بايدن ودعم حل الدولتين



بقلم : سري القدوة
الاثنين 25 كانون الثاني / يناير 2021.
من اول ما سيواجهه الرئيس الامريكي وإدارته الجديدة وعلى راس جدول اعماله في الشرق الاوسط هو القضية الفلسطينية وهذا الارث الثقيل والدمار والخراب الكبير الذي افسده الرئيس ترامب  سوف يصعب المهمة ويزيد من اعبائها على ادارته كونها احد الملفات التي تركت تناقضات مختلفة، ولكن تبدو الرغبة العربية في الانفتاح على السياسة الامريكية والتعاطي في امور السلام اكثر من اي وقت مضى للاستفادة من التغير الامريكي وعودة الحزب الديمقراطي بواجهة الرئيس بايدن مما يجعل من التحرك والعمل على دعم مبدأ خيار الدوليتين امرا ايجابيا وممكنا في هذا الوقت وبالتالي لا بد اولا من الانفتاح مع السلطة الفلسطينية وعودة العلاقات كما كانت سابقا مع التأكيد على فتح المكتب التمثيلي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الامريكية واشنطن وعودة السفير الفلسطيني للعمل بصفته سفيرا رسميا وأيضا عودة العلاقات بين الادارة الامريكية والقيادة الفلسطينية كما كانت مع مراعاة ضرورة تطويرها والعمل على تهيئة الاجواء للاستمرار في المساعي الدولية لعقد مؤتمر دولي للسلام يكون اساسه مبدأ حل الدوليتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية .

ومن خلال ذلك لا بد من الادارة الامريكية الجديدة استئناف عمل القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 والسعي إلى أن تتبنى أو تضع الأمم المتحدة إطار المفاوضات حتى يكون التفاوض تحت اشراف دولي وليس بين اطراف معينة وفي إطار الشرعية الدولية، ونتطلع الي قيام الإدارة الأميركية الجديدة بتصحيح الإجراءات والسياسات غير المفيدة والعمل بدعم من الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة على إعادة العملية السياسية إلى مسار ايجابي بناء وهادف بما يمنح الأمل مجددا للشعب الفلسطيني في أن المجتمع الدولي سوف ينصف مسعاه النبيل لنيل الحرية والاستقلال  .

الإدارة الأميركية مطالبة بضرورة الالتزام بالقرارات الدولية والقانون الدولي التي نصت على حق تقرير المصير للشعوب والاستقلال وإنهاء الاحتلال وحماية حل الدولتين بتجسيد دولة فلسطين وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية، والتي تمثل جوهر الاستراتيجية العربية التي رسمتها مبادرة السلام العربية والتي أصبحت جزءاً اصيلا من القرارات الدولية المعتمدة لإحلال السلام في المنطقة.

وفي ظل تلك الجهود التي تبذلها المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والقيادة الفلسطينية من اجل دعم عملية السلام والتأكيد مجددا على مبدأ حل الدوليتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها وما تشهده المنطقة العربية من تطورات ايجابية والتي بلا شك ستساهم في تعزيز وحدة الموقف العربي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، والخروج من حالة التمزق والابتزاز التي تتعرض لها البعض والعمل على الاستفادة من تقدم هذه العلاقات والتي تشكل قاعدة لتحرك عربي باتجاه تبني عقد مؤتمر دولي للسلام الذي يجد تجاوبا دوليا واسعا وخاصة بعد المتغيرات الدولية .

ولا بد من الادارة الامريكية الجديدة اتخاذ خطوات واضح وضرورة دعم المواقف الدولية التي ادانت واستنكرت ممارسات الادارة الترامبية السابقة واتخذت موقف واضح من ممارساتها وخاصة على صعيد اعترافهم بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال واعتبرت اعلان ترامب يندرج في إطار السياسات والمواقف العدائية لحقوق الشعب الفلسطيني والانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية الى جانب كونه تحديا لإرادة المجتمع الدولي الذي يؤكد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، ويطالب بتنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .