توفير الحماية للمسجد الأقصى المبارك
بقلم : سري القدوة
تصاعدت سلسلة الجرائم والمؤامرات التي تمارسها سلطات الاحتلال العسكري بحق المدينة المقدسة والمسجد الاقصى حيث تجمع كل ما بحقبتها من ملفات قديمة وجديدة لتنفيذ المخطط القائم على تهويد القدس وسعيها الدائم الي تغير الادارة الحالية وإفراغ اي عمل او اشراف «فلسطيني اردني» على المسجد الاقصى وساحاته والمؤسسات التابعة له، فإقدام حكومة الاحتلال على اتخاذ اجراءات تمنع بموجبها اجراء اعمال الصيانة العامة لقبة المسجد الاقصى ومنع الاحتلال أعمال الترميم وتهديد العاملين هي تتدخل سافر ومقصود ينطوى تحت اهداف واضحة من اجل السعي لتهويد المسجد الاقصى وفرض سياسة الامر الواقع الاسرائيلية وسحب الادارة العربية المشرفة على ادارة شؤون المسجد الاقصى، وان اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي وبالتحديد مصلى قبة الصخرة المشرفة، ومنع استكمال أعمال الترميم داخلها وإرهاب العاملين وتهديدهم بالإبعاد والاعتقال، والذي يأتي بعد أقل من 24 ساعة على منع الاحتلال لجنة أعمار الاقصى من تنفيذ أعمال صيانة دورية في المصلى المرواني يشكل خطورة بالغة وتدخل سافر من قبل سلطات الاحتلال ويعد استهداف فاضح ومتسارع للمسجد الأقصى ومحيطه، بهدف تكريس تقسيمه الزماني والمكاني والسيطرة التامة على الارث الاسلامي والتاريخي.
وهنا ومن خلال ذلك فان حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا العدوان المتواصل على المسجد الاقصى والذي يمهد لبناء «الهيكل المزعوم» ويعد امعانا خطيرا سيكرس الكراهية والعنصرية ويؤجج الصراع بما يخدم الاهداف الاستراتيجية لحكومة الاحتلال في سياستها القائمة على تهويد القدس والنيل من عروبتها وإسلاميتها.
وتسعى حكومة الاحتلال إلى ترسيخ فكرة تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بفترة زمنية قياسية، حيث يعتمد جيش الاحتلال العسكري الإسرائيلي وبعد فشل مخطط بوابات المسجد الأقصى لمنع المقدسيين من التواجد في المسجد الأقصى لفرض التقسيم الزماني، بدأت سلطات الاحتلال الى اعتماد مخطط التقسيم المكاني وعملت على الانتقال بشكل ممنهج إلى تطبيق هذا التقسيم، كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل ولذلك بدأت بالتدخل في ادارة الشؤون الخاصة بالمسجد لفرض سياستها وسيطرتها على الوضع القائم، وما تلك الممارسات والإجراءات التهويدية ومطالبة ما يسمى بجماعات الهيكل باتخاذ الساحة الشرقية للأقصى مدرسة توراتية دائمة واقتحامها المتكرر لساحات المسجد وسعيهم لافتتاح المدارس الدينية وقضاء كامل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة وتعليمها بهدف تقسيم الساحات التابعة للمسجد الاقصى عبر تسيير زيارات مؤسساتية ودينية يهودية له، ناهيك عن إرهاب موظفي الأوقاف الإسلامية من خلال الاعتداء المتكرر عليهم بغية الحد من حركتهم المقاومة لاعتداءات المستوطنين.
ان ما يتعرض له الأقصى وتلك الدعوات الاسرائيلية الرسمية تهدف الى جر المنطقة الى مربع الصراع الديني وتأجيج الوضع القائم من اجل الاستمرار في سياستها التصعيدية واستغلال الظروف القائمة للاستمرار في سياسة تهويد المسجد الاقصى والسيطرة الكاملة عليه، وفي ظل استمرار تلك الممارسات الاسرائيلية الخارجة عن القانون والتي تستغل عدم تطبيق القانون الدولي واستمرارها في تنفيذ مخططاتها فلا بد العمل على مطالبة المنظمات الدولية المختصة بما فيها «اليونسكو» بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الاعتداءات المتواصلة على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس وأهمية التحرك السريع لحماية الاقصى من مخططات التقسيم والتدمير ووضع حد لممارسات الاحتلال القمعية مع اهمية التواصل وتنسيق المواقف المشتركة مع المملكة الاردنية الهاشمية لتعزيز الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي الهادف الى توفير الحماية للمقدسات وفي مقدمتها الأقصى المبارك.