هل ينقلب الليكود على نتنياهو؟!
كمال زكارنة -بدأت الكولسات والاجتماعات والتحضيرات بين الاحزاب الاسرائيلية المتشددة وحزب الليكود الذي يقوده نتنياهو ،استعدادا للاطاحة برئيس حكومة الاحتلال نتنياهو وعزله عن قيادة الليكود، في حال اخفاق الحزب بالحصول على اغلبية كافية في الانتخابات القادمة تمكنه من تشكيل حكومة جديدة بأريحية ،ويقود هذا التحرك حليف نتياهو في الامس وخصمه اليوم ليبرمان اليهودي الروسي الذي يتزعم حزب اليمين الوسط «اسرائيل بيتنا» ،حيث التقى اخيرا عددا من قادة حزب الليكود لهذه الغاية.
نتنياهو محمل ومثقل بالاسباب التي تعزز اية مطالب من قبل اي شخصية حزبية او سياسية اسرائيلية ،تدعو لازاحته تماما من المشهد السياسي وابعاده عن الحلبة وبالتالي انهاء حياته السياسية بشكل نهائي،حيث اخذ الجمهور السياسي يضيق به ضرعا بسبب سلوكه على الصعيدين الداخلي والخارجي ،فهو داخليا متهم بقضايا فساد كثيرة لا يمكنه التخلص منها ،وخارجيا اثبت فشلا ذريعا في قيادة الكيان المحتل وفي التعامل مع قضايا حاسمة ،لذلك يصعب تسويقه انتخابيا رغم الدعم اللامحدود الذي تلقاه وما يزال من الرئيس الامريكي ترامب سياسيا وعسكريا واقتصاديا وامنيا .
بطبيعة الحال ،سوف يكون الرئيس ترامب الخاسر الاكبر في حال غياب نتنياهو وأفول نجمه السياسي ،لان ترامب يراهن على نجاحه في الانتخابات القادمة ،ليقوم بدور الداعم والمساند الفعلي والقوي لحملة ترامب الانتخابية العام المقبل ،لخوض الانتخابات الرئاسية الامريكية .
بديل نتنياهو لن يكون افضل حالا منه بكل تأكيد،لان جميع القادة الصهاينة يلتزمون بذات الاستراتيجيات السياسية ،والمواقف المبدئية من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني والصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،التي ترفض اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين والحقوق المشروعة وقرارات الشرعية الدولية ،لكن الثنائي نتنياهو وترامب ،فتكوا بالقضية الفلسطينية خلال العامين الماضيين ،بما يعادل ما قام به الاحتلال الصهيوني من اعتداءات وسلب ونهب وضم وقضم واستيطان في فلسطين المحتلة طيلة العقود السبعة الماضية .
سياسة نتنياهو تقوم على التصعيد ضد الشعب الفلسطيني ،والسباق في اعمال القتل والاعتقال وتكثيف الاستيطان ومصادرة الاراضي ،كثقافة انتخابية تساعده في الوصول الى اهدافه والامساك بزمام السلطة اربع سنوات قادمة ،وهذا يحفّز ويحرّض الاحزاب الاخرى لطرح برامج انتخابية تفوق في تشددها البرنامج الليكودي ،ليقع الشعب الفلسطيني بين فكيّ التشدد الصهيوني ويدفع ثمن تطرفهم وعنصريتهم جميعا ،وهم في جميع الاحوال لا يقصرون في الانتقام من شعب وارض فلسطين.
المعركة الانتخابية في الكيان المحتل الغاصب لفلسطين ،تحولت الى سياسية بامتياز ،في طياتها اهداف الاقصاء والانهاء والابقاء ،والعزل والوصول ،قبل النجاح والفشل ،اي انها معركة تكسير الرؤوس وليس تكسير العظم فقط، وهي نسخة مصغرة عن نتخابات الرئاسة الامريكية القادمة ايضا.
لذا فان الظروف الحالية التي تسبق الانتخابات الاسرائيلية غير مواتية لأي حراك سياسي من اي نوع ،لكن احتمال ارتكاب نتنياهو حماقات عسكرية يبقى قائما ،بدافع اليأس والافلات من حبل المشنقة السياسي