أردنيون.. متميزون

عوض ضيف الله الملاحمه
من أغرب ما يحدث في الاردن ان الغريب الطاريء السارق الفاسد ، هو الذي يتحكم بالوطن ، مع انه  لم يلتصق بالوطن ، ولم يتعفّر وجهه بترابه ، ولم تلذعه شمس قَيضِه ، ولم يَقرُصه برد شتائه ، ولم يَعُضَّهُ الجوع بِنابه ، ولا يَعرف عنه شيئاً ، حتى انه لا يعرف أسماء محافظاته ، ولا بلداته ، ولا قُراهُ ، ولا حتى بواديه ومُخيماته ، وكل ما يعرفه انه اتى الى هذا الوطن ليلعب دوراً سيئاً خيانياً ضد الوطن ضمن شبكة عميلة تستهدف الاردن كياناً ووجوداً ، وليقطف ثمار خيانته بجمع كل ما تطاله يده الملوثة من اموال ، وبعد ان يُنجِز دوره الرخيص ، وتُتخم حساباته يولي هارباً بما غنِم ، بعدها لا يعني له الاردن شيئاً . ومن ضمن حلقات الخيانة للوطن لابد من التشكيك بالوطن وشرعية وجوده ، وافراغه من مقوماته - ولو كانت متواضعة - والاهم تشويه طريقة تفكير الاردني والتشكيك في  قدراته وكأن التخلف ليس سلوكياً ، بل جينياً .
حسبي الله ونعم الوكيل على من  هيأ لهؤلاء الغرباء المشككون الطارئون الظروف ليصبحوا اردنيين ومواطنتهم زائفة ، ولا يعني لهم الاردن شيئاً . يامن تطعنون بالاردنيين ،  وتحاولون تشويههم والصاق التخلف بهم ،  ها هم يتفوقون ويتميزون في كل المحافل الدولية ،  وفي كل المجالات الحياتية . 
وحتى لا يكون الكلام مُرسلاً ، إنشائياً ، او ربما يعتبره البعض حماسياً ، او انتماءاً إنفعالياً زائفاً ، أجد انه  من الضروري ايراد بعض الامثلة المحدودة جداً ، حسبما تسعفني ذاكرتي المتواضعة ، لغياب اي سجل او مرجع خاص بتدوين اسماء المبدعين من الاردنيين : - 
أولاً :- ها هم جنودنا  الاشاوس المبدعون الثلاثة ،  الذين تخرجوا كضباط من كلية احمد بن محمد العسكرية في دولة قطر وهم : الضابط / معاذ السرحان ، من المفرق : الاول على الطلبة المغتربين ، والاول في نظم معلومات الحاسوب ، والضابط / عمران المصاروه :  من الكرك ، الأول في المحاسبة ، والضابط / نوح القضاة :  من الكرك ، الاول في الرماية والعلاقات الدولية . 
ثانياً :- عَلّنا نتذكر مجموعة من الطلاب من شباب الطفيلة الذين حصلوا على المركز الاول على مستوى العالم لإبتكارهم آلية جديدة ومتطورة في ري المزروعات مما يقلل من نسبة الفاقد ويوزع المياة بانتظام  . 
ثالثاً :- ولا يمكن ان ننسى الاستاذ الدكتور / عوض منصور ، الذي كان استاذاً في جامعة العلوم والتكنولوجيا وابداعه في تصنيع عدد من الادوية لعلاج امراضٍ مستعصية ، الذي عانى من التهميش ، وعدم اعتراف الجهات الرسمية في وطنه بابداعاته العلمية في تصنيع الادوية ، مما اضطره للهجرة الى امريكا ، التي تَبنّت وصنّعت كل منتجاته . 
رابعاً :- كما لا يمكننا ان نتغافل عن مُعلم من اربد ، عروس الشمال ( مع كل الاسف انني لا اتذكر اسمه ، مع انني افتخر بشخصه ) ، الذي سافر الى قطر ، وعلى حسابه الخاص للمشاركة في مسابقة دولية ، وحصل على المركز الأول ، وعند عودته تم تنبيهه وتوبيخه لغيابه عن دوامه ، وتم خصم ايام غيابه من راتبه المتدني أصلاً .  
خامساً :- وهل يستطيع اي اردني ان ينسى مجموعة الطلبة المبدعين الذين سافروا الى الكويت للمشاركة في مؤتمر عالمي لتصنيع الروبوتات ، وحازوا على المرتبة الاولى على مستوى العالم ، وعند عودتهم الى وطنهم تمت مصادرة الروبوت مما ادى لتلفه ، بدل ان يُحتفى بهم وبابداعهم وتميزهم ، وقد كتبت عن ذلك مقالاً منفصلاً ، في حينه ، بعنوان (( مصادرة الروبوت .. فضيحة لا تقبل السكوت )) بتاريخ ٢٠١٩/٢/١٣ .
سادساً :- لا أظن ان احداً يمكن ان ينسى الطالب من مدرسة الطيبة / الكرك ، حتى لو تم نسيان اسمه ، الذي استطاع حلّ مسألة في الرياضيات عجز كل علماء الرياضيات في العالم عن حلّها . 
سابعاً :- وها نحن نعاني من اهمال وتهميش انجاز الدكتور / اديب الزعبي رئيس مركز الخلايا الجذعية واختراعه الاول والفريد على مستوى العالم الذي يكشف عن الانسان المصاب في فايروس كورونا وحتى على الاشياء والاسطح دون لمس الانسان او الاشياء ، بل يكتشف الاصابة او التلوث بالفايروس عن بعد متر بجهاز صغير يشبه ( السشوار ) لحد بعيد ،و إسم الجهاز ( قنّاص كوفيد COVID Hunter ) ، وقد تم الاختراع المبدأي من قِبل مهندس اردني سيتم الإفصاح عن اسمه لاحقاً بعد تسجيل براءة الإختراع ، حسبما اعلن الدكتور اديب الزعبي ، حيث تعاون معه المركز العربي للخلايا الجذعية وشركة AMSI الأمريكية .  وها هي امريكا تتبنى انتاج المنتج ،  ونحن همشناه وترفعنا عن جهل وعدم انتماء من مسؤولينا عن مجرد الإصغاء اليه واخضاع المنتج للتمحيص والتقييم العلمي لهذا الانجاز العلمي الكبير والمتفرد . 
هذا عدا عن تميز الكثيرين من الاردنيين في المجالات العديدة التي لا تتوفر لديّ المعلومات عنها ، والعشرات من المتفوقين في  الرياضات الفردية ، وآلاف درجات الدكتوراه العلمية المتميزة ، ومئات الوف الابحاث العلمية في مجالات الطب وغيرها من التخصصات العلمية والانسانية .
الجُندية ليست مهنة سهلة او عادية ، الجندي المتميز يجب ان يحوز الأضداد من الصفات البشرية ، فهي تتطلب : قوة ، وخشونة ، وإقداماً  ، وجسارة ، وشجاعة ، كما تتطلب عقلاً متحفزاً ، وتفكيراً عقلانياً ، وسرعة بديهة . كما تتطلب الابداعات في المجالات الحياتية الاخرى في الطب والعلوم البحتة ، والتصنيع ، تتطلب معرفة ، ومتابعة ، وعقلاً نيّراً ، وصبراً ، وإطلاعاً ، ومواظبة وقدرة على الابداع والتفكير خارج الصندوق . 
المبدعون الاردنيون موجودون في كل دول الغرب وامريكا ، تبنوهم ، ورعوهم ، واحترموهم ، ودعموهم ، وساندوهم ، وقدروهم حق قدرهم وتعاملوا معهم كعلماء . لكن  المسؤولين في وطني الحبيب همشوهم ، لا بل واستخفوا بهم ، وعاقبوهم ، ويصعب عليّ ان اقول حَقَّروهم . ولإيضاح الامور ، فان هذا الاهمال والتهميش ليس عفوياً ولا ناتجاً عن سوء ادارة ، ابداً ، انه يأتي ضمن تنفيذ خطط الغرباء الذين هبطوا على الوطن من السماء ، حيث يستلزم لتنفيذ خططهم اللاوطنية : التشكيك ، ثم التهميش . وأقول   لكل نذلٍ  طاريءٍ خائنٍ للوطن ، ان هذا الوطن لابد ان ينتفض في وجوههم ويطردهم شر طردةٍ ، عليهم ان يعرفوا قدر الاردن وان لا يستهينوا بالاردن  والاردنيين ، والف مبارك لكل الاردنيين المتميزين خُلقاً وعلماً .