حملة التطعيمات الأولى ضد [كورونا] تحمل أخبار سارة ...

لا تزال أخبار اللقاحات وحملة التطعيم ضد فيروس كورونا أفضل مما يدركه الكثير من الناس، ولا تبرر الحقائق العلمية الكثير من المناقشات العامة السلبية جداً بخصوص اللقاحات، وفقا للعديد من علماء الأوبئة.
والحقيقة الأساسية الأولى، وفقاً لاستنتجات الخبراء، هي أن جميع اللقاحات الخمسة قللت من وفيات كورونا بشكل كبير في المستشفيات، وقالت كايتلين ريفرز، عالمة الأوبئة بجامعة جونز هوبكنز، "إنها كلها نتائج لتجارب جيدة”.
وأشار الخبراء إلى أن العديد من الأشخاص قد ركزوا على قضية الاختلافات الطفيفة نسبياً بين نتائح اللقاحات، بدلاً من التركيز على الأخبار السارة، و افترضوا بشكل خاطئ أن الاختلافات تعني أن بعض اللقاحات لن تمنع الأمراض الخطيرة.
وقال الخبراء إنه من السابق لأوانه التأكد من ذلك، لأن عدداً قليلاً  من مطوري اللقاحات، قد أصدروا كمية صغيرة من البيانات، ولكن البيانات المتاحة حتى الآن تبدو مشجعة، بما في ذلك تأثير اللقاحات على متغيرات الفيروس.
وكتبت جوليا ماركوس من كلية الطب بجامعة هارفارد في مجلة "ذا أتلانتيك” أن اللقاحات مستعدة لتقديم ما يريده الناس بشدة: نهاية لهذا الوباء، وأعربت عن استغرابها من "الفهم العام الأكثر سلبية” مما ينبغي أن يكون بخصوص اللقاحات، مشيرة إلى أن الناس لديهم الكثير من الالتباس حول معنى كلمة "فعال”.
وأكد الخبراء أن فيروسات كورونا انتشرت لعقود إن لم يكن لقرون، وأنها غالبا ما ستكون خفيفة، بما في ذلك، وأن العالم لن يقضي على الفيروسات في أي وقت قريب، بما في ذلك "سارس كوف-2″، الذي يسبب "كوفيد- 19″، ولكن أشاروا إلى أنه لا يوجد حاجة إلى القضاء على الفيروسات بشكل كامل حتى تعود الأمور إلى طبيعتها، بل تخفيض التصنيف من جائحة مميتة إلى فيروس عادي.
وقال الدكتور أشيش جها، عميد كلية الطب بجامعة براون، إنه لا يهتم بالعدوى، بل بعدد الوفيات وعدد حالات الدخول للمستشفيات والمضاعفات الطويلة الأمد.
ومن خلال هذه المقاييس، فإن اللقاحات الخمسة من انتاج "فايزر” و”موديرنا” و”أسترازينيكا” ونوفافكس” و”جونسون آند جونسون” تبدو جيدة للغاية، حيث لم يتم الإبلاغ عن وفاة أي شخص بسبب فيروس كورونا من بين 750 ألف شخص، تلقوا اللقاحات في الفترة التجريبية، ولم يذهب إلا عدد قليل جداً منهم إلى المستشفيات، ولم يبقى أي أحد منهم في المستشفى لمدة تزيد عن 28 يوماً من تاريخ أخذهم للقاحات.
ومن المفيد وضع هذه الأرقام في المنظور الصحيح، إذا يؤدي فيروس كورونا إلى وفاة 150 شخصاً على الأقل في نفس المجموعة التمثيلية (75000) ويرسل المئات إلى المستشفيات، ولكن اللقاحات قللت هذه الأرقام إلى الصفر تقريباً، بناءً على التجارب البحثية.
وعلى أية حال، فإن الصفر نفسه ليس معياراً لجدوى اللقاحات، إذ يقتل موسم الإنفلونزا في الولايات المتحدة ما بين خمسة إلى 15 من كل 75000، ويدخل المستشفى أكثر مائة منهم.
وقال الدكتور آرون ريشرمان، أخصائي الأمراض المعدية في جامعة بنسلفانيا، إن الأخبار رائعة فيما يتعلق بالنتائج.