ميسي «دمر» برشلونة ..!
نشرت صحيفة «ال موندو» الاسبانية يوم الأحد الماضي تفاصيل العقد الضخم لنجم نادي برشلونة ليونيل ميسي، ما قاد الى زوبعة ضخمة، وحملات عنيفة ما بين مدافعة على النجم الأرجنتيني وأخرى تتهمه بسبب أزمات النادي المادية والتي قادته الى حافة الافلاس، بل واتهمته بأنه السبب في «دماره».
التفاصيل التي نشرت عن قيمة العقد المبرم منذ 2017 ولمدة 4 سنوات فعلا مخيفة، وهي بكل أريحية جعلت من ميسي الرياضي الاعلى دخلا في التاريخ، حيث انه سيتقاضى خلال هذه المدة ما مجموعه 555 مليوناً و237 ألفاً و619 يورو، وهو يشمل الراتب الثابت البالغ 138 مليون يورو سنوياً، كما أنه حصل على 115 مليوناً لمجرد التوقيع على العقد والموافقة عليه، وحصل على 79 مليون يورو كل سنة كـ»ولاء» على بقائه في النادي، وهي كلها أرقام مخيفة، بل هذا الاخير (79 مليوناً) لا يحصل عليه الا قلة من النجوم في الدرجات العليا من الدوريات الكبرى طيلة مسيرتهم الممتدة 15 عاماً بل كان المبلغ سيكون كافيا لجب نجم من الطراز الرفيع كل موسم بهذا المبلغ. طبعا بقية المبالغ تأتي على شاكلة بدل حقوق الصورة ومتغيرات ومكافآت تعتمد على ما يفعله برشلونة في البطولات والمسابقات، بل حتى ما يجنيه ميسي نفسه من الألقاب الفردية، فبعد فوزه بجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم لموسم 2018-2019 حصل على نحو 700 ألف يورو مكافأة على ذلك من برشلونة، وكذلك من المفترض ان يحصل على 3.5 مليون يورو في حال فوز برشلونة بدوري أبطال أوروبا، رغم ان برشلونة لم يحصل على اللقب منذ 2015، لكن مع كل دور يصعد اليه برشلونة هناك مكافأة محسوبة لميسي، وهذه الهيكلية ممتدة على مسابقتي الدوري المحلي والكأس ومسابقات أخرى (كأس سوبر وغيرها). ومن المكافآت الأخرى فان ميسي يحصل على 1.9 مليون يورو اذا لعب 60% من مباريات برشلونة أو أكثر خلال الموسم. وقبل نهاية عقده بخمسة شهور، فانه يعتقد أنه تحصل على ما مجموعه 511 مليون يورو، بحسب التسريبات، رغم انه لن يحصل على كامل المبلغ كون برشلونة لم يحقق كل الأهداف خلال السنوات الأربع، كالفوز بالتشامبيونزليغ.
طبعاً ميسي ومستشاروه مشتاطون غضباً من هذه التسريبات وهددوا باللجوء الى القضاء لمحاسبة المسرب، او المتورط في ذلك، وهم وضعوا خمسة أشخاص في قفص اتهامهم، كونهم الوحيدين الذين لديهم قدرة على الوصول الى هذه الوثائق، وأيضا لدى بعضهم رغبة ربما للثأر من النجم الارجنتيني الذي تحدث علانية عن رغبته برحيلهم من النادي، وطبعاً الخمسة هم: الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو، ونائبه خوردي ميستري، والمدير التنفيذي أوسكار غراو، والرئيس الحالي المؤقت كارليس توسكيتس، ومسؤول الشؤون القانونية في النادي روماين بونتي.
جميع هؤلاء بدون استثناء، استنكروا التسريب وأبعدوا نفسهم عن أي شبهات عبر الحديث في كل الوسائل الاعلامية الكتالونية من قنوات تلفزيونية واذاعية ومواقع وصحف، واعتبر بارتوميو ان «التسريب جريمة وهو ضد القانون»، وشدد على ان ميسي «يستحق كل هذه المبالغ، ولولا جائحة كورونا لكان برشلونة قادرا على سداد المبلغ»، فيما قال ميستري الذي استقال من منصبه في 2019 بعد 9 سنوات عمل، ان «ميسي ساعد النادي على ادخال أضعاف هذه المبالغ، ومن يقول العكس اما لا علم له أو لديه نيات سيئة» وأضاف: «تفاجأت. انه أمر سري. وهذه أول مرة يتم تسريب عقد لاعب الى الاعلام ولا أفهم لماذا». لكن غراو، الذي كان مديرا تنفيذيا وقت توقيع ميسي العقد، فقال: «هناك أشخاص آخرون في خارج النادي لديهم نسخ من العقد، وقد يكونوا سبب التسريب». فيما طالب المدرب رونالد كومان بطرد أي متورط في التسريب لان «هناك من يتقصد تلويث سمعة ميسي».
طبعاً توقيت التسريب يأتي في وقت حساس، حيث يدرس ميسي فكرة الرحيل في نهاية عقده الصيف المقبل، وهو اذا قرر الرحيل، فان التسريب يهدف الى تلطيخ سمعته واعتباره مدمراً للنادي، وانه قفز من مركب يغرق بدون أي ولاء، والغريب أيضاً أن ميسي نفسه هو الذي قال الصيف الماضي انه يريد الرحيل لانقاذ النادي مادياً بتوفير نحو 200 مليون يورو (أكثر من 100 مليون رواتب وما قد يتحصل عليه من مقابل مادي) لكن بارتوميو وادارته والجماهير والصحافة الكتالونية ترجته للبقاء.
لكن الأكثر غرابة، انه رغم كل حالة الشد والجذب الجارية الآن، لم ينف أي طرف حقيقة هذه الأرقام المخيفة، لا ميسي ولا النادي، فهل كان موكلو ميسي بهذه العبقرية للحصول على هكذا شروط ومبالغ، أم أن ادارة بارتوميو العقيمة كانت على هذا القدر من الغباء؟