(التقرير الأخطر في الساحة الفلسطينية) .. الانتخابات التشريعية، عودة دحلان بعد مصالحة فتحاوية، ترشح البرغوثي لمقعد الرئاسية، تراجع قوة حماس الشعبية

خاص : المحرر

يبدو أن القيادي الأكثر جدلا على الساحة العربية والعالمية محمد دحلان سيعود بقوة للعمل داخل الأراضي الفلسطينية بعد ورود اخبار عن ضغط عربي _ خليجي لأجراء مصالحة تاريخية له مع القيادة الفلسطينية ورئيس سلطتها محمود عباس كما أن المعلومات أيضا تشير وتؤكد إلى أن هنالك نشاط كبير لدحلان في الداخل والخارج للتحضير والدعم لبعض رموز من المرشحين لانتخابات المجلس التشريعي والذي اخذ يظهر للعيان في الآونة الأخيرة.

على الصعيد الآخر وعن العلاقة التي تربط دحلان مع حركة حماس فالبرغم من التباعد الفكري والسياسي فيما بينهما الا انه للأول  قيامه بالعديد من الوساطات مع الجانب المصري بحكم علاقاته مع الوطيدة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي حيث أدى أدى ذلك الى فتح المعابر مع غزة والتنفيس على حماس ورموزها والفلسطينيين في القطاع وهذا بالطبع رطب الأجواء بين حماس والجمهورية العربية المصرية وجعل من اليسر ايصال المساعدات العينية والمادية لمواطني غزة الا ان الحركة وكعادتها تنكرت لهذا الدور وادارت ظهرها وأخذت تنسق وتتمدد بعيدا عن الجميع حتى المشورة او التنسيق الذي اعدمته مما ازعج الدحلان وبعض دول عربية ومنها الإمارات والسعودية.

دوائر الحكم العربية تنظر إلى الجو العام السلبي اتجاه القضية الفلسطينية على محمل الجد ومعها اصبح من الواجب العمل على رص الصفوف ونبذ الخلافات من الداخل أولاً وتحشيد الموقف العروبي ثانيا ومن ثم إعادة الدور الحقيقي للبلدان الإسلامية الغير عربية لتقوية الجبهة الفلسطينية أمام الانزلاقات الأمريكية والاوروبية والتي وصلت الى ادنى درجات الحيادية خصوصا في حقبة "المجنون" دونالد ترامب الذي عاث وعبث وتحكم واصدر قرارات فيما لا يملك دون أن يردعه احد ومنها نقل سفارة واشنطن إلى القدس ومباركة الضم وإقامة المستوطنات ودعم ضرب مناطق حيوية في سوريا ولبنان لدرجة انه ظهر يهويدياً متعنصراً اكثر من اليمين اليهودي المتشدد.

وعودة على الساحة الفلسطينية المتشعبة فهنالك عدة سيناريوهات مفصلية مطروحة في الإنتخابات القادمة (إن أقيمت) ومنها تسرب الاخبار عن النية لتشكيل قائمة بعيدة عن حركة فتح وخاصة باسم المعتقل والقيادي الفتحاوي مروان البرغوثي الذي له من المناصرين الكم الأكبر سواء في الضفة الغربية او غزة او حتى في الشتات  ولا ينازعه فيها سوى محمد دحلان الذي سيكون له قائمة قوية لخوض الإنتخابات وبأسماء ذات بُعد عشائري ومن المرجح ان تشكل مفاجئة في القوة والحضور ولا ننسى أيضا شعبية دحلان ومؤيديه الذين سيصبوا أصواتهم لصالح كتلته مما يؤهلها لحصد عدد وافر من المقاعد.

حركة حماس هي الاخرى تلوح بخوض الإنتخابات التشريعية بقوائم مستقلة وبعيداً عن التحالفات التي جرت في الإنتخابات الماضية وهذا بالتأكيد سيضعفها ويقلص من حجم تمثيلها ناهيك عن التراجع الكبير في صفوف المؤيدين لها بعد أن اكتشفوا أنانية قيادتها وفشلهم في القيام باقل الواجبات اتجاه الشعب الفلسطيني في غزة والذي عانى الفقر والعوز والجوع ودون خدمات تذكر طيلة فترة الحكم الانشقاقي لحماس.

فتح كحركة كبيرة بتاريخها وتضحياتها على طول السنوات السابقة من المؤكد انها ستعيد حساباتها في تشكيل قوائمها وتوحيدها بعد أن خسرت الكثير في الإنتخابات الماضية جراء فوضى التشكيل وعدم التنسيق مما اضعفها وأعطى الفرصة لحماس من الوصول لعدد لا بأس به من المقاعد الا ان قيادات فتح يبدو انهم تعلموا من قساوة الدرس الأول على طريق الديموقراطية وهم الان يعدون العدة لخوض هذه المعركة بكل ادوات التنظيم والتكتيك وهذا بالطبع سيكسبها قوة اكبر مما كانت عليه يجعل منها العودة إلى مكانها الطبيعي المتصدر.

على مستوى انتخابات الرئاسة الفلسطينية والتي ستكون على بُعد شهر واحد من انتخابات المجلس التشريعي فان الرئيس الحالي محمود عباس لا ينازعه احد فيها مع تقارب واضح مع الحمساويين مالم يكن هنالك مرشح اخر اكثر قوة وامتداد كالمناضل المعتقل مروان البرغوثي الذي يحظى بتعاطف كبير في صفوف الفلسطينيين مما أوجد تيار برغوثي لا يستهان به.

المنافس الآخر والمتمثل بالفتحاوي المبعد الداهية محمد دحلان فان تمت عملية مصالحته مع السلطة وتجاوز القضايا الجرمية والأحكام الصادرة بحقه غيابياً فإنه سيشكل حالة استثنائية ومنعطف مؤثر في مسار الدولة الفلسطينية وله من المؤيدين والمناصرين بأعداد لا يستهان بها لدوره الاجتماعي والسياسي خلال الفترة الماضية ودعمه المادي لجموع لا تحصى من العائلات الفقيرة والمعدمة خصوصا في غزة ومناطق واسعة من الضفة الغربية وفلسطينيي الشتات في لبنان وسوريا والأردن ناهيك عن علاقاته الواسعة والمتوطدة مع القادة العرب والخليجيين ودول أوروبا وامريكا.

ان ما يجري على الأراضي الفلسطينية يحظى بمتابعة إقليمية وعربية ودولية ويلاقي اهتمام على أعلى المستويات وفي ضوء ذلك يجب على القيادة الفلسطينية العمل على احتواء جميع الفرقاء وجعلهم تحت مظلتها وشرعيتها فلا استبعادات ولا مناكفات ولا توزيع اتهامات لان الخاسر الأكبر هو قضيتنا وقضية العرب والمسلمين والفلسطينيين على حد سواء .

 

والسؤال الذي يطرح نفسه الان .. هل تتجاوز قيادات الداخل وتتسامى عن الخلافات الشخصية والتفاصيل وتخرج علينا بعبير المصالحة الشاملة العامة ولتجرى الإنتخابات بعدها بقالب وطني ورائحة مسك ديموقراطي وبلهجة لا غالب ولا مغلوب  ..؟؟