كورونا.. معارك قانونية حول حظر التجول في أوروبا وبيونغ يانغ حاولت قرصنة فايزر و”إسرائيل” تمنع اللقاحات عن غزة
لاهاي: قرّر القضاء الهولندي تعليق تنفيذ حكم أصدرته محكمة في لاهاي، الثلاثاء، وألغت بموجبه حظر التجوّل الساري لمكافحة جائحة كوفيد-19، وذلك بانتظار بتّ القضية الجمعة، في حين تحاول الدول الأوروبية احتواء تفشّي نسخ متحوّرة من فيروس كورونا أشد عدوى وأكثر خطورة.
وقدّمت شركة "جونسون أند جونسون” الأمريكية العملاقة، الثلاثاء، طلب ترخيص للقاحها المضاد لفيروس كورونا لوكالة الأدوية الأوروبية التي يُفترض أن تُصدر قرارها في منتصف آذار/مارس بشأن استخدامه في الاتحاد الأوروبي.
نائب كوري جنوبي: كوريا الشمالية حاولت الحصول على تكنولوجيا تتعلق باللقاح والعلاجات ضد كوفيد-19 بواسطة هجوم إلكتروني لاختراق أنظمة فايزر
وبعد أن شكّلت اللقاحات عنصر صراع جيوسياسي لا سيما مع إشادة الكرملين بنجاح اللقاح الروسي سبوتنيك-في، تحوّلت الآن إلى مسألة تجسس ملموس مع كشف وكالة تجسس كورية جنوبية بأن قراصنة كوريين شماليين سعوا لاختراق أنظمة كمبيوتر مجموعة "فايزر” العملاقة بحثاً عن معلومات حول اللقاح المضاد لوباء كوفيد-19 وعلاجاته.
وتؤكد كوريا الشمالية الشريكة التجارية للصين حيث ظهر الوباء في كانون الأول/ديسمبر 2019 أنها لم تسجل على أراضيها أية إصابة، في حين أودى الوباء بحياة 2,4 مليون شخص في العالم.
وقال النائب الكوري الجنوبي ها تاي كونغ للصحافيين في سيول إن جهاز الاستخبارات الوطني "أبلغنا بأن كوريا الشمالية حاولت الحصول على تكنولوجيا تتعلق باللقاح والعلاجات ضد كوفيد-19 بواسطة هجوم إلكتروني لاختراق أنظمة فايزر”.
كانت المملكة المتحدة في تموز/يوليو قد قالت إنها "متأكدة تماماً” من ضلوع موسكو في هجمات إلكترونية تستهدف سرقة بيانات بحثية حول لقاح مضاد لكورونا لكن روسيا نفت ذلك بشدة.
تعليق قرار إلغاء حظر التجول
في أوروبا، تحولت معركة الوباء إلى المسرح السياسي والقضائي، في وقت أغلقت فيه دول مثل ألمانيا حدودها حتى الآن مع الجمهورية التشيكية ومقاطعة تيرول النمسوية، لاحتواء تفشي النسخ المتحورة من الفيروس.
واعتبرت محكمة في لاهاي أن "حظر التجول يشكل انتهاكا جوهريًا للحق في حرية التنقل والحياة الخاصة”، بعدما لجأ إليها معارضون للقيود، مضيفةً أن الحكومة استغلت قانون الطوارئ ويجب أن ترفع حظر التجول المفروض فوراً.
لكن لاحقا، علّقت محكمة استئناف القرار القضائي، فسارع رئيس الوزراء مارك روته لإطلاق تغريدة أكد فيها أن "حظر التجول سارٍ هذا المساء أيضاً”.
وأوضح القاضي أنّ المحكمة أرادت تجنّب التجاذبات بانتظار جلسة تعقد الجمعة ستقرر خلالها ما إذا ستسمح بأن يبقى حظر التجول سارياً حتى الثاني من آذار/مارس أو ما إذا يتعيّن وضع حد له.
وكان حظر التجول الذي فرض في هولندا أواخر كانون الثاني/يناير قد أثار أسوأ أعمال شغب تشهدها البلاد منذ عقود.
وفي حين يعيش الأوروبيون منذ عام تحت وطأة القيود الصحية الطارئة من فرض وضع الكمامات إلى الإغلاق التام، بدأت المعطيات تتجه نحو التبدل مع رفض البرلمان التشيكي الأسبوع الماضي تمديد حال الطوارئ كما طلبت الحكومة.
أثار قرار الحكومة الإيطالية المفاجئ التراجع عن السماح بفتح المصاعد الآلية في محطات التزلج على الثلج، حالة من الغضب.
وقال دينيس ترابوكتشي الذي يدير محطة تزلج "شيما بياتزي” في فالديدينترو في لومبارديا "إنها لكارثة. منذ أسبوع نحضر المنصات ونعدّ البروتوكول الصحي، هذا الإعلان الذي جاء في اللحظة الأخيرة غير مقبول”. وأضاف "نرى صوراً لحشود في المراكز التجارية التي لا تزال مفتوحة، فيما نحن هنا في الهواء الطلق!”.
وتخشى فرنسا من جهتها أن يشملها قرار إغلاق الحدود الألماني، إذ تهدد برلين أيضاً بإغلاق حدودها مع مقاطعة موزيل الفرنسية حيث تتفشى الطفرة الجنوب إفريقية من الفيروس.
وفي مراسلة وجّهتها الثلاثاء حضّت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء على تجنّب إغلاق الحدود والقيود العامة على السفر. وستُطرح إشكالية التنسيق الأوروبي لهذه القيود خلال قمة ستعقد في 25 شباط/فبراير.
"اليأس يتفاقم”
أما بالنسبة للحكومة الألمانية، فتواجه غضب أصحاب المتاجر والعاملين في الفنادق. وقال رئيس اتحاد الفنادق والمطاعم غيدو زوليك إن "اليأس يتفاقم”.
لكن الحكومات والهيئات الإدارية تبقي تركيزها على الوضع الصحي الذي تعتبره أولوية.
وصرّحت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن "الفيروس يتفشى ويواصل التفشي. من المهمّ أن نتحضّر لظهور نسخ متحوّرة: بعضها منتشر الآن ونسخ أخرى ستظهر”.
وأعلنت اليابان أنها تبدأ الأربعاء إعطاء اللقاح، المخصص في المرحلة الأولى لعدد قليل من العاملين في المستشفيات، فيما على بقية السكان الانتظار لأسابيع بل أشهر، مع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية.
أما المكسيك فستطرح على مجلس الأمن الدولي قضية اللامساواة في حصول دول أميركا اللاتينية على اللقاحات المضادة لكوفيد-19 مقارنة بالدول المنتجة لها على غرار الولايات المتحدة.
في الأثناء، اتهمت السلطة الوطنية الفلسطينية اسرائيل بأنها تمنع تسليم ألفي جرعة من اللقاح الروسي مخصصة لقطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القرار الاسرائيلي "جريمة وتمييزاً عنصرياً”.