في لقاء خاص "للشريط" .. بديعة النعيمي : الحركة الثقافية مصابة بالفتور .. والرواية نص صريح يفضح الواقع

حاورتها / نبيلة الخزعلي هي وردة صحراوية لا تعرفها أحلام الرومنطقيين ولا خبراء الزراعة، ترفرف كلماتها حرة من كل شيء، ومن حبرها الأزرق الذي يخط على بياض الورق، مبتهجا بما تسطره الروائية بديعة النعيمي. وترى النعيمي المولودة في 1/4/1974 وتحمل بكالوريوس في الجيولوجيا، من جامعة اليرموك أن حروف الوطن اكبر من أن تجمع بكلمة واحدة، أنها قصة تجمع بين ثناياها حكايات وحكايات لكل منها شخوصها وزمانها وأحداثها، كيف لا، وهي الأرض المباركة المقدسة التي لا تورث إلا للمبدعين. وتؤكد الروائية النعيمي التي صدر لها رواية "فراشات شرانقها الموت" عن دار الغاية 2018 ، ورواية "مزاد علني" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع 2019 ، ورواية "عندما تزهر البنادق" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع ٢٠٢٠ ، أن الأحاديث تخلد وقائع معينه إلا أن خطوط تجاعيد الشخوص ورائحة المفتاح المخبأ من عقود، والحنين الفائض حتى بدا جليا على الظاهر كلها لن تكفيها الأحاديث والروايات. السؤال الأول :كيف تقرأين الحركة الثقافية في الأردن وما اثر التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي على الحركة الثقافية ؟ الجواب: أرى أن الحركة الثقافية في الأردن مصابة بالفتور وهو مشهد يكاد لا يخفى على المهتمين من قرأ أو كتاب. أما عن الشق الثاني، فإني أرى ومن وجهة نظري الخاصة بأن ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا وجبات خفيفة لا تسمن ولا تغني من جوع، ذلك أنها تعتمد على الإضاءات القصيرة تماشيا مع عصر السرعة، فالقارئ على هذه المواقع لا يمتلك الصبر على قراءة الفقرات المطولة وهذا ينطبق على نسبة كبيرة من رواد هذه المواقع. حتى الكاتب بات يراعي طبيعة هؤلاء القراء فيميل إلى عرض كل ما يمتاز بالعبارات القصيرة المختصرة، ومن هنا نجد وللأسف بأن الكتاب فقد أهميته لدى فئة ليست بالقليلة، فبينما كان في السابق يدفع القارئ للتأمل والإبحار في الأفكار التي يطرحها، جاءت هذه المواقع لتقدم المعلومة جاهزة وعلى طبق من ذهب. مما أدى إلى إصابته بما يسمى بالركود الفكري. فكان لها الدور السلبي على الحركة الثقافية. السؤال الثاني: كيف تختارين عناوين رواياتك؟ الجواب: اختيار عنوانا للرواية هو ليس بالأمر الهيّن، هو كفكرة المخاض الطويل تماما قد لا يولد إلا في المراحل الأخيرة للعمل، وهو من الأشياء المهمة في الرواية إذ يعتبر من الأمور اللافتة للقارئ والتي يجب أن تثير الدهشة فيه، فهو كما قالوا: عتبة لبقية النص الروائي. أما عن كيفية اختياري لعناوين رواياتي فإني أقوم باستنباطها من المتن السردي وأسعى أن تكون معبرة وذات دلالات عميقة، وأفضل أن تكون جاذبة للقارئ. السؤال الثالث:هل الروايات أو الأعمال الأدبية والفنية التي تتناول القضية الفلسطينية تلقى رواجا أو دعما ؟ ولماذا؟ الجواب: نحن نكتب وللقارئ حق القبول أو الرفض حسب وعيه وما يحمل من هم الأمة. بالنسبة لي قضية فلسطين هي الأهم ويجب أن تأخذ الحيز الأكبر والحضور الدائم في أعمالنا سواء لاقت رواجا أم لا، حصلت على دعم أم لم تحصل. السؤال الرابع: ما المؤثرات المحيطة بك والتي تساعدك على متابعة كتابة النصوص؟ الجواب: كل هذا الانقسام والتمزق الذي أصاب الأمة ولا زال والذي للأسف لم يدفعنا للمطالبة بحقنا التاريخي بل الأهم أننا أصبحنا من ضمن الجمهور الذي يشاهد كل شيء على مسرح الجريمة ثم يصمت، فمن المؤكد أن تكون هذه الصفعات من أقوى المؤثرات التي يجب أن تجعلنا نثور من خلال أقلامنا وذلك أضعف الإيمان. السؤال الخامس: كيف يسهم المبدع في دعم الحركة الإبداعية؟ الجواب: دعيني أتكلم عن الكاتب بشكل خاص، من وجهة نظري إن تمكن من تبني قضايا مهمة تنهض بالمجتمع والأمة بزيادة الوعي الثقافي للأفراد فإنه بالتأكيد سيقدم خدمات للحركة الثقافية. وبالنسبة للمعروض فقد تفوق على الطلب وخصوصا بعد جائحة كورونا وعزوف شريحة كبيرة عن الكتاب الورقي. أما المعوقات فلا شيء أكثر من المعوقات المادية وهنا يجب على وزارة الثقافة أن تقوم بدراسة جدية لوضع الحركة الثقافية ثم دعمها ماديا بالطرق التي تتناسب مع المشكلة. السؤال السادس : الكتابة عن القضية الفلسطينية تخدم القضية أم تخدم الكاتب؟ الجواب: الكتابة عن فلسطين هي واجب علينا أن نتحمله ككتاب بشكل خاص. فنحن من خلال ما نكتب نحفظ الهوية الفلسطينية ونحميها من التزوير الذي تسعى لتحقيقه الصهيونية من خلال طمس هذه الهوية وإثبات حقهم في فلسطين. إذن نحن عندما نكتب لفلسطين ننتصر لها ونؤرخ لحقبة مهمة في تاريخ الأمة يجب أن يعرفها هذا الجيل. العمل الأدبي الذي يكتب عن فلسطين هو مقاومة من نوع آخر والكاتب الذي يخوض في هذه القضية ويمضي الشهور بين عشرات الكتب والأوراق على حساب وقته وصحته أظن بأنه يخدم القضية دون أن ينتظر شهرة أو تصفيقا من أحد.