الانتخابات الرابعة لدى الاحتلال ومستقبل الفاسد نتنياهو ..
بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 23 شباط / فبراير 2021.
انتخابات رابعة في أقل من عام ونصف تشهدها الساحة الاسرائيلية لدى دولة الاحتلال، وكما كان الحال في المرات السابقة، تتمحور تلك الانتخابات حول شخص ومستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومحاولته الإفلات من تهم الفساد التي تلاحقه، ولم يكن نتنياهو يريد هذه الانتخابات، أو بالأحرى كان يريد انتخابات مبكِرة، لأنه لا يحظى بأغلبية في الحكومة المنتهية ولايتها لتمرير قانون الحصانة، لكنه لم يكن يريد هذه الانتخابات الآن وإجراء الانتخابات في مارس المقبل يعني أنه لن تكون لديه سيطرة تذكر على العوامل التي ستقرر نتائج الانتخابات بالفعل وهذا الامر سيزيد الاوضاع صعوبة لدى دولة الاحتلال .
أظهرت نتائج استطلاع أجرته صحيفة معاريف، عدم قدرة المعسكرين المؤيد لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والمعارض له، على تشكيل حكومة بعد انتخابات الكنيست وبحسب الاستطلاع، فإن حزب الليكود سيحصل على 28 مقعدا في الكنيست لو جرت الانتخابات الآن، فيما سيحصل حزب «ييش عتيد» برئاسة يائير لبيد، على 18 مقعدا، و»أمل جديد»، برئاسة غدعون ساعر، 15 مقعدا، و»يمينيا»، برئاسة نفتالي بينيت، 12 مقعدا.
ويتبين من هذه النتائج أن معسكر نتنياهو – الليكود وشاس و»يهدوت هتوراة» والصهيونية الدينية والفاشية – ممثل بالكنيست بـ48 مقعدا، وفي حال انضمام «يمينا» إلى هذا المعسكر فسيكون ممثلا بـ60 مقعدا، وهذا لا يمكن نتنياهو من تشكيل حكومة في هذه الحالة أيضا.
وتتمحور هذه الانتخابات حول شخص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد وخيانة الأمانة، وتتميز بمنافسة داخل معسكر اليمين لاستبداله مع الإبقاء على حكم اليمين، وتغيب عن المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي أي احتمالات لمعسكر المركز واليسار الصهيوني لإحداث انقلاب واستبدال حكم اليمين، الذي يهيمن على الحكم منذ العام 2009، وتميزت هذه المرحلة بالاصطفاف والتوحد داخل معسكر أقصى اليمين الداعم لنتنياهو من خلال تشكيل قائمة تحالف «الصهيونية الدينية» ممثلة في رئيس حزب الوحدة القومية الوزير بتسلئيل سموتريتش، وحزب «عوتسما يهوديت» برئاسة إيتمار بن غفير، وهو من أتباع الحاخام مئير كهانا، وحزب «نوعام» المدعوم من حاخامات وشبيبة التلال، حيث تتعزز فرصها لتجاوز نسبة الحسم وتكون ورقة الحسم لنتنياهو لتشكيل حكومة في أقصى اليمين بدعم 61 من أعضاء الكنيست.
إن نتنياهو قد يتجه لتشكيل حكومة يمين ضيقة تعتمد على 61 من أعضاء الكنيست وتكون رهينة لكتلة أقصى اليمين المؤلفة من سموتريتش وبن غفير، وقد تكون مثل هذه الحكومة المؤقتة ورقة ضغط على مختلف الأحزاب في اليمين وتحديدا حزب «تكفا حدشاه»، لإجبارها على الدخول لحكومة واسعة برئاسته عوضا عن سيناريو حكومة أقصى اليمين، ومن جهة اخرى أن انقسام القائمة المشتركة سيكون لصالح نتنياهو، إذ سيسهم الانقسام في تشتيت وحرق أصوات للعرب وتراجع قوة وتأثير الكتلة الانتخابية العربية، وهذا جيد لمعسكر اليمين، علما أن حصول القائمة المشتركة على 15 مقعدا منع نتنياهو في جولات الانتخابات الأخيرة من تشكيل حكومة متينة ومستقرة.
إن نتنياهو الذي نجح في تفكيك القائمة المشتركة التي تخوض الانتخابات بقائمتين سيتراجع تمثيلها البرلماني، وإذا لم تتجاوز القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس نسبة الحسم، فإنه سيضاف عضوا كنيست إلى الكتلة التي تؤيد منحه الحصانة وإذا تجاوز نسبة الحسم فليس من المستبعد أن يبرم معه صفقات ويبقى المشهد الضبابي هو سيد الموقف على صعيد الانتخابات الرابعة لدى دولة الاحتلال .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com