د. حازم قشوع يكتب .. فى تعريب الجيش
لم تكن مسالة تعريب الجيش مساله عاديه او حتى تقنيه تندرج فى اطار التوجيه والتدريب والاعداد ، كما لم تكن مساله ذاتيه تحسب من باب ابتقديرات المحليه او لاحسابات اداريه فحسب لكنها حملت انتفاضه امه من اجل مكانتها ودورها وسيادتها مثلها قرار الحسين فى بناء ذاتيه الدوله من اجل الدفاع عن امه وحمل لواءها ، وهو ما جعل من قرار تعريب الجيش يحظى بزخم سياسي وشعبى عارم .
ولما حمله هذا القرار عميق الابعاد ، من رواسي استراتيجيه
و تضمنه من تبعات سياسيه على الصعيد العربى والواقع الاقليمي جعلته يشكل قرار المرحله ونواة تكوين جديده ، وقد غدا الاردن بفضل هذا القرار يمتلك زمام قراره العسكرى والامنى ولقد بات بفضل ذلك المسؤول المباشر عن سياده الوطن وسلامة اراضيه دون الاعتماد على الغير الامر الذى جعله واحد من اكثر الدول الاقليميه تاثيرا على صعيد حفظ امن ومستقرار المنطفه ، لما يمتلكه الجيش العربى من مكانه باتت تاهله ليكون الضابط الامنى الذى يعتمد عليه فى حفظ السلم الاقليمي ويعتد به لما يمتلكه من جهوزيه عاليه وتقتيه رادعه واستراتيجيه عمل ضابطه شكلت حمايه لسياده القرار الوطني المؤيد دوليا والمناصر اقليميا .
قرار الحسين التاريخى لم ياتى من بطريقه طيباويه بل جاء بعد قراءه موضوعيه حصيغه لامتغيرات الدوليه عندما استفاد من متغيرات المشهد السياسي فى حينها مع تبدل مراكز بيت القرار الدولى ايذا بولاده حقبه ما عرف لاحقا بالحرب البادره ، حيث جاء هذا القرار للملك الباني بعد فتره وجيزه من حصول الاردن على كامل عضويته فى الامم المتحده ،وقد تزامن هذا القرار مع انحسار المد البريطانى والفرنسي عن المنطقه بانتهاء العدوان الثلاثى ، ودخول العالم فى حقبه جديده بقياده الاتحاد السوفتيتي والولايات المتحده .
وهذا يدل دلاله واضحه على مدى القراءه العميقه التى كان يقف عليها بيت القرار عندما استشرف واقع الاحداث بطريقه تقديريه واستثمر خلالها متغيرات الظرف الموضوعى لاتخاذ قراره السيادى الذى حقق للاردن انجازه التاريخي فى بتاء الذات السياديه كما استطاع الاردن بفضل ذلك من انهاء مرحله المخاض التى رافق فتره الاستقلال بصبر واناه مقرونه بتضحيات ومن واقع متم شكله بتاء المؤسسات استمر عشر سنوات كانت نؤيده غبر إراده واثقه من حتميه الإنجاز ، ميزت نهج الدوله وامتاز الاردن بها فى معالجة قضاياه .
ان العقيده الفكريه التى يحملها الجيش العربي هى العقيده النابعه من قيمنا التليده وحضارتنا الاصليه وديننا الحنيف ، لذا حملت رسالته على الدوام عنوانا للفكر الانسانى وصوتا للنهج الوسطي ونهاجا لنهج الاعتدال الذى يرفض العنف ويحارب التطرف ويعمل من اجل الحفاظ على السلم الاقليمي والسلام العالمى ضمن الاطر الدوليه والقوانين الامميه ، حتى غدا الاردن يعرف بأمنه ويعرف بامانه ، وباتت مؤسساتنا العسكريه والامنيه واحده من افضل المؤسسات احترافيه ومهنيه على الصعيد الاقليمي وعلى المستوى الدولى محققه يذلك علامه فارقه فى ميادين الانجازات .
وهذا ما بينته التجارب ومن واقع عملي وبشهاده دوليه فى حرب الانسانيه ضد الارهاب والاى سطر فيها الحيش العربى نموذج رياظى فى للعمل حتى الاعتماد عليه دوليا فى مواجهه الارهاب واصبح جلالة الملك عبدالله الثانى يشكل رمزيه المحارب ضد الارهاب بعد النجاحات التى حققها الاردن فى الاتجاه الامنى عندما حافظ على امن المنطقه كما وقف ضد استشراء الفوضى وغلواء التطرف كما قدم الجيش العربى نموذج ريادى فى كيفيه استقباله وعزيم تأمينه لخركه اللحوء السورى وفى المحافظه على اجواء المنطقه دون تنامي مناخات الحروب فكان ان حقق الاردن بذلك علامه فارقه ميزته عن سواه من مجتمعات المنطقه وجعلته واحه للامن والامان .
ان الشعب الاردني واذ يحتفل بيوم تعريب الجيش ويستذكر هذه اللحظه التاريخيه وما رافقها من تحديات وعظيم انجازات ، فانه يعظم دور الحسين الباني فى حمل رايه الامه ويؤكد وقوفه الاكيد مع جلالة الملك عبدالله الثاني حامل لواء النهضه والانجاز كما يحيي الجيش العربي والمؤسسات الامنيه فى الدفاع عن الامه وقضايتها المركزيه والتى لم تغب اضواء شمس قدسها عن انظار حملت راية النهضه وعنوان عزها متذ ان أرساها الغر الميامين من بنى هاشم الاطهار فى حمل لواء الامه وفى الدفاع عن رسالتها التى انطلقت من اجل العرب ومن اجل دورهم ورسالتهم وهويتهم .
د.حازم قشوع