حكومة الدراما شو .. والمراهقة السياسية والآيادي المرتجفة

بقلم احمد عقاب الطيب 

المتصفح لتاريخ الدولة الاردنية وهي مقبلة على مئويتها الثانية يجد ان الاردن يمتاز بالاستقرار التشريعي والسياسي على العموم وكذلك التقاليد السياسية الراسخة الوازنة في التعامل مع المتغيرات الجيوسياسة المختلفة والضغوطات الداخلية أيضا وكل ذلك يندرج تحت عنوان لا تؤثر امواج المحيط في صفو القاع .. 
وبدأنا نشهد في الآونة الأخيرة تغيرات في السلوك السياسي الاردني أهمها شح رجال الدولة ومراهقة بعض اصحاب القرار من الصف الأول وظهور ما يسمى بالأيادي المرتجفة والقلقة ولكن الخطير جدا يكمن في هذه الحكومة التي بدأت مشوارها باجراءات احتيالية من خلال تغطية ضعفها ببعض الشخصيات الوازنة والتي لها حضور وحضوة في الساحة الأردنية ... 
واجزم ان هذه المجموعة التي اعتمدت عليها الحكومة قد خسرت الكثير من الشعبية بسبب وجودها تحت طائلة المراهقة السياسية والتدخل الخجول في كثير الأحيان للدولة العميقة ... 
وكل هذا ظهر جليًا في مشهد الدراما شو الذي شهدناه بطلب استقالة وزير الداخلية ووزير العدل حيث انقسم الشارع ما بين المغرر به والمصدق لقصة تطبيق القانون وسيادته على الجميع وآخر يتساءل لماذا لا تنطبق هذه الإجراءات على مكافحة الفساد واستعادت أموالنا المنهوبة ، حيث اعجبني تعليق لأحدهم قائلا على ما حصل مع الوزراء المستقيلون " مسامحينهم في التباعد والكمامة بس يجلبوا الكردي ويوقفوه بالسجن"... 
ان الظاهرة السياسية الجديدة التي يتبناها مراهقي السياسية في الآونة الأخيرة " الشو" في ازاحة الخصوم السياسين والتي دفع ثمنها المسؤولين في الجنوب الاردني والتي لم تبداء من حسين المجالي عندما كان وزيرا للداخلية مرورا بوزير الزراعة ابراهيم الشحاحدة ووزير الداخلية السابق توفيق الحلالمة وصولًا الى وزير الداخلية سمير مبيضين ووزير العدل بسام التلهوني هذه الظاهرة افقدت المنصب السياسي الوزاري هيبته ووقاره وحضوره وساهمت في دعم سياسة الأيادي المرتجفة للمسؤولين .. 
أسئلة كثيرة تدور في خلد المتتبع للشأن العام وخاصة من المخضرمين الذين عاصروا سابقًا هيبة الدولة وشاهدوا ان متصرف في بعض الالوية أقوى من وزير حاليًا هيبة وصلاحيات ، 
هل سيتغير شكل الاردن سياسيًا نحو التأزيم في الدولة في مئويته الثانية ...!؟ اين الدولة العميقة من كل هذا ..!؟ سؤال ليس برسم الإجابة بل برسم المشاهدة