نتنياهو: أمن إسرائيل في خطر إن لم نقنع بايدن بخطورة النووي الإيراني
سيدي رئيس الوزراء، يخطئ من يحلل مسألة الاتفاق الجديد الذي سيتحقق مع إيران بتعابير النزال بيننا وبين الإيرانيين، يكون المنتصر فيه هو من يمتشق أولاً. للإيرانيين مصلحتان أساسيتان في سياق الاتفاق؛ فالمصلحة الإيرانية حيال الولايات المتحدة وأوروبا هي منح إيران مظلة نووية لمنع تدخل أمريكي وأوروبي فيما يجري في الساحة الشرق أوسطية، وهي تريد خلق مظلة نووية لخطوات سياسية وعسكرية لتثبيت الهيمنة الإيرانية في المنطقة. وإن خطوات كممارسة الإرهاب، وتعزيز قوة حزب الله وسوريا وحماس للمس بإسرائيل، وتقليص نفوذ مصر والسعودية في المنطقة، والسيطرة على اليمن، وإلغاء التحالفات التي عقدت بين الدول العربية المعتدلة وإسرائيل، والسيطرة على نفط المنطقة وعلى مخرج إيران إلى البحر وغيرها، كلها ستعرض وضع إسرائيل الأمني والاقتصادي لخطر يستحيل احتواؤه.
أما الأمريكيون فقلقون أقل؛ لأنهم اليوم مستقلون من حيث الطاقة. وما يفترض أن يؤدي بها إلى العمل هو حرصها على حلفائها وعلى مصالح هامشية قد لا يستثمرون جهوداً كبيرة للحفاظ عليها. وتتعاظم الإشكالية عقب مبنى الكونغرس الأمريكي الذي لا يبث عطفاً على إسرائيل بسبب تركيبته.
قد تسارع دول المنطقة ذات القدرة الاقتصادية إلى سلاح نووي كي لا تترك الهيمنة لإيران. فلن فلن تبقىدول مثل السعودية، وتركيا، والإمارات، وربما مصر أيضاً، صامتة. وعندها سينشأ نسيج نووي متعدد الأقطاب غير قابل للتحكم أو التوقع. ولا يشبه الأمر ميزان الرعب الذي كان بين الاتحاد السوفياتي والغرب، لأن الحديث يدور عن قطبين مركزيين يستندان إلى مبدأ الدمار المتبادل المؤكد؛ أي إما الحرب الشاملة أو لا شيء. ينبغي الافتراض بأن الدول الجديدة ستتزود بعدد ضيق من الصواريخ النووية، وهو كفيل بأن يزيد دافعها لاستخدام الضربة الأولى، إذ من غير الممكن مع صواريخ قليلة بناء قدرة ضربة ثانية. كما قد ينشأ وضع يرسل فيه سلاح نووي كخطوة داعمة دون عنوان واضح للمرسل. في أعقاب ذلك، ستصبح المنطقة مكاناً تكون فيه الأصابع ملتصقة دوماً بالزناد النووي. وهذا أيضاً سيمس بأمننا. بينما سيضر العالم أقل، وإن كان وضع كهذا يجر العالم كله إلى حرب نووية شاملة.
تعمل إيران منذ سنوات لبناء منظومة نووية عسكرية تتضمن ثلاثة مسارات أساسية: تخصيب اليورانيوم، وبناء رأس متفجر، وبناء منظومة صواريخ. وقد صلت إيران فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم إلى وضع امتلاك -إذا ما قررت- ما يكفي من اليورانيوم المخصب في غضون بضعة أشهر. أما الرأس المتفجر فتطوره خفية دون أن تسأل أحداً. والمسار الوحيد الذي يمكن تأخيره هو مسار الصواريخ الذي لا يذكر على الإطلاق في الاتفاق النووي. كان هذا هو التقصير الأساس في الاتفاق مع أوباما. لقد وصل الإيرانيون اليوم إلى مسافات نحو 3 آلاف كيلومتر بدقة شديدة، أي أن صواريخهم تصل إلى دولة إسرائيل وكذا إلى أطراف أوروبا. وكلما زادت المسافة، سيزداد نفوذ إيران على دول العالم تجاه إسرائيل. وهذا أيضاً سيمس بأمن إسرائيل.
مما قيل، نستنتج بأن علينا أن نقنع الأمريكيين في الاتفاق الجديد للضغط على الأمور التالية: وقف مشروع الصواريخ الإيراني، وتصفية منظومة الصواريخ القائمة، وتصفية كل منشآت التخصيب، وكشف كل عناصر المنظومة النووية الإيرانية للرقابة المفاجئة من مراقبين أمريكيين. إضافة إلى ذلك، أوصي إسرائيل بتعزيز منظومة الهجوم المتنوع ضد المشروع النووي الإيراني، إذ إن الكثير من الأمور المطلوبة من أمريكا بايدن لن تنفذ.
بقلم: العميد احتياط عوديد تيرا
معاريف 3/3/2021