وزير الصحة في الكرك .. لا تعيدها ..!

فارس الحباشنة
وزير الصحة نذير عبيدات زار الخميس الماضي الكرك. والتقى الوزير بنواب المحافظة. واستمع الوزير لازمة القطاع الصحي في المحافظة، وما تواجه من انهيار وتدهور، ورادءة في الواقع والخدمة.
حضرت اللقاء كاملا، واستعمت لكلام الوزير والنواب والمواطنين. الوزير افصح عما هو ليس بالسر، واعترف بان الحكومة عاجزة عن تقديم ما اضافي وجديد، وتطوير ورفد الخدمات الصحية في المحافظة.
نواب واجهوا الوزير بحقيقة عدم توفر اطباء اختصاص للقلب والكلى والاعصاب والمسالك البولية والباطنية، وماذا تتوقعوا كان رد الوزير على كلام النواب : نعم هذا هو واقع حال مستشفيات الزرقاء والمفرق ايضا لا يوجد بها اختصاصي قلب واحد.
و استمر اللقاء مشحونا بمساجلات عدمية بين الوزير والنواب. فما دام ان الوزير لا يحمل جوابا لمطالب المحافظة وازمة قطاعها الصحي، فلماذا ذهب الى هناك؟ فلو انه بقى في مكتبه في مركز الوزارة، وابلغ وزير الشؤون البرلمانية بان يرد على النواب بالحقائق التي كابد وزير الصحة معاناة السفر والترحال من عمان الى الجنوب الحزين ليعترف بها امام كاميرات قناة المملكة والتلفزيون الاردني.
وزير يعترف بالعجز وعدم قدرة الحكومة، ويكتفي بهذه الاجابات، يستحق سياسيا بان يرحل من موقعه. ظاهرة اردنية وزراء الجرأة والصراحة والاعتراف بالعجز وعدم القدرة. وتحديدا وزراء في الحكومة الحالية التي دخلت الى غرف الحرج والتعديل، ومن المتوقع ان يعلن اليوم عن التعديل الوزاري المرتقب عليها.
يعرف كل الاردنيين ان الوضع الاقتصادي سيئ، وان ميزانية 2021 من اسوا الميزانيات في تاريخ الاردن، وذلك بفعل كورونا وتوابع وتداعيات سابقة ولاحقة لكورونا.
وليس هذا مهما، وذلك لانه معلوم ومطروق.. فهل مهمة الوزراء الان ان يمتطوا الماكيرفون فقط وليقدموا اعترافات صريحة بالعجز؟ ويجلسوا بين الناس في المحافظات ولينلقوا لهم خيبة.
نواب الكرك لم يعرفوا كيف ينلقون للحكومة ما هي حقيقة ازمة القطاع الصحي في الكرك، وغيرها من ازمات وملفات عالقة في التنمية والخدمات والتعليم والبنى التحتية والاقتصاد منذ عقود بعيدة.
ازمة الكرك لمن لا يعرف قراءة الجغرافيا الاردنية تهميش واقصاءو نسيان.
الحكومة، لماذا لا تستنطق مفردات طارئة للتنمية المستعجلة في وقت المحن والازمات؟ كبرى شركات في الجنوب عاجزة عن تمويل ودعم تطوير البنى الصحية في الكرك والجنوب؟ مجرد سؤال اضافي ايضا في عارض الخروج من اطار التفكير العاجز، فهل تخبر صندوق دعم المحافظات؟ ولماذا لا توزع مداخيل الثروات بعدالة ومساواة، وتنال محافظات الجنوب بالانصاف حصتها العادلة؟
وماذا بعد زيارة وزير الصحة وسماع النواب والمواطنين للحكومة، وماذا تملك في جعبتها من خطط ومقترحات وافكار للتصدي لواقع اقتصادي ومعيشي وصحي مؤلم ومحزن ؟ ماذا ننتظر اذن ؟ الفرجة وانتظار الفرج من السماء.
ومن وجوه النسيان ايضا، ان الوظائف التي يعلن ديوان الخدمة المدنية عن توفرها في الكرك ومدن الجنوب تذهب لمتقدمين من خارج هذه المدن. والقائمون على التنافس الوظيفي يبتدعون طرقا سحرية في خطف الوظائف، ومستشفى «معان الميداني» الذي تاخر تشغيله شهورا نموذج، وادعو المعنيين ان يفتحوا ملف التوظيف وفرص العمل المطروحة.
اكتب عن زيارة الوزير الى الكرك. وانصح اي وزير ومسؤول بان لا يقوم بزيارة ميدانية ولا يخرج على وسائل الاعلام ما دام لا يملك ردا وجوابا يحمل الحل ويبشر الناس بالخير والامل. فكورونا زادت الناس قرفا واحباطا واكتئابا، وما عادوا قادرين على سماع المزيد. مجرد نصيحة من عارف في بواطن الامور، ونفوس الناس المقهورة والملطومة والمنكوبة.