«قنصلية أردنية» في المغرب «لا تتقنصل»… وعمرو أديب «بكره إسرائيل وبحب الكوسا محشي»
صحيح أن وزير الصحة الأردني كان يرتدي «كمامة» وهو يتحدث لمكرفون شاشة «المملكة» على هامش تفقده لأحد مستشفيات جنوبي البلاد.
لكن صحيح أيضا أننا أحصينا أمام كادر الكاميرا نحو 23 شخصا على الأقل.
نفترض أن عددا مماثلا خلف الزميلة المراسلة ومثله في الرواق المجاور، مع أن تعليمات الدفاع تنص على ضرورة الالتزام بوجود ما لا يزيد عن 20 شخصا في مكان مغلق واحد.
حتى البيوت اقتحمتها اللجان الوبائية ومنعت التجمع فيها.
وحتى يوم أمس فقط كنا نباهي الأمم بقرار «إقالة» وزيرين في الحكومة ظهرا في مطعم على مأدبة عشاء، داهمتها فرقة تفتيش مؤلفة من عدد المدعوين على الطاولة نفسه.
طبعا، تلك مسؤولية الحاكم الإداري والمضيفين الأفاضل، وليست مسؤولية وزير الصحة، لكن على أقل تعديل على الحكومة الانتباه للتعليمات التي تصدرها، دون ذلك سنخفق في الرهان الشعبي ونتفوق – كالعادة- في الرهان على «الفيروس».
بالمناسبة حتى الآن لم نفهم لماذا لم تتخذ الحكومة «إجراءات» وقائية بعد رصدها لأول «3 إصابات» من السلالة المتحورة، والتي تحولت الآن إلى 5 آلاف إصابة يوميا. وينهم!؟ نقصد «المتعلمين بتوع المدارس».
عمرو أديب و«كوسا محشي»
أقر وأعترف أن «نجومية» الزميل عمرو أديب طاغية وتحاول العبور بـ«تجربة الانقلاب المصرية» بين «مفاصل صخرة».
الزميل يتجول بكاميرته من «أم بي سي» وهي تنقل حفلة عمرو دياب قرب مكة، إلى «مصر مباشر» وهي تصرح «ألله إيه ده…ميصحش» وهي طبعا عبارة منقولة عن «عكاشه إياه» كلما تطرق أي كائن حي لقصة موت المعتقلين في سجون «أم الدنيا»!
ما علينا. نهنىء زميلنا النجم بالسلامة، بعد حادث سير قيل إنه صعب ومروع ونهنىء الجماهير العربية، ونتأمل السلامه فعلا وحقا، لكل الزملاء العرب والأجانب والعجم والفرس، بمن فيهم المعنيون بشاشات «السح إندح إمبو».
لكن لاحظنا أن أديب خصص حلقة برنامجه الأخير للحديث عن «صدمته» من حجم التضامن الأممي معه، بعد أن نجاه الله، وهو حجم بلغ أن قال على الهواء مباشرة لسيدة متعاطفة وعدته بطبخة خاصة على شرفه، شكرا لله تعالى.. «والنبي أنا بحب الكوسا المحشي».
واضح المشهد، زميلنا النجم يبحث عن طبخة كوسا محشي، وهي نفسها الطبخة التي يعشقها ودعاني عليها عدة مرات «أبو الفضائيات» الأردنية والاقليمية والدولية زميلنا المهاجر محمد العجلوني، الذي غادر من هنا ثم إنطفأت شمعة تلفزيون «الأردن أولا» لأن العسس والرقباء تبين أنهم «أولا» بل هم يحددون للشاشات «ماهية وشكل ولون الأردن».
هي مرحلة أملنا كبير أن تتجاوزها بلادنا ما دامت تسارع في وتيرة «الهيكلة والإصلاح».
نتحدى إنجاز طبخة الكوسا المحشي على «طريقة النشميات» وندعو علنا زميلنا المصري النجم لزيارة حارتنا في عمان والتمتع بمذاق لم يعهده قبلا، حين تتمايل حبة الكوسا بين أصابعه ليغني: «أنا بكره إسرائيل وبحب الكوسا المحشي».
دعوتي مرفوضة. أعلم ذلك، لكن لدي إستفسار: لماذا أصر عمرو أديب على تصوير وبث باقات الورد العملاقة، التي وصلته تمنيا له بالسلامه؟ يا ورد وأزهار يا كوسا محشي، فالمجد من طرفيه صعب، ولو كنت في مكانه، لا سمح الله لاحتفظت بـ«ورداتي في بيتنا» ولما تفاخرت بها أمام الكاميرا. عموما نحمد الله على سلامة «عمورة».
«قنصلية» الأردن
حتى فضائية البحرين ومعها «الجزيرة» وتلفزيون الأردن بتاع الحكومة، بثت تغطية مصورة للنبأ. «إفتتاح قنصلية أردنية في الصحراء المغربية».
الأردن «سباق للخير» دوما.
لكن المقر، الذي شاهدنا الوزير أيمن الصفدي يزيل الستارة عنه ويدشنه وسط التصفيق والتصفير، برفقة «راعي الهذلة» قرينه المغربي يوحي أن القنصلية تعود لدولة نفطية أو لها مصالح على شواطىء الأطلسي والوصلة المائية مع المحيط.
لا يعكس الإحتفال وقائع الأرقام المالية الأردنية، فكلفة موسم كورونا 714 مليون دينار والعجز تضاعف والبلد «فقير» ووزير العمل زميل الصفدي يحذر من «انفجار إسمه البطالة والفقر».
هنا نحتاج لجملة معترضة: غريب أمر زميلنا سابقا وزيرنا لاحقا حامل حقيبة العمل، فقد اعتمر الشماغ الأحمر، عندما ظهر على شاشتي «رؤيا» و»المملكة» ليبشرنا في الاستثمار، وعندما قرر «يبط الدمل» ويحذرنا من «كارثة البطالة» ظهر على الشاشة بدون شماغ.
أعود لحكاية القنصلية: طبعا نؤمن بـ»علاقات طيبة» بين المملكتين لكن – وعلى حد علمنا – قد لا تجد القنصلية الجديدة أي مواطن أردني واحد «تتقنصل» من أجله أو ترعى شؤونه في عين المكان.
دخلت قنصليات أردنية في عواصم أوروبية. كانت ليست أكثر من مكاتب صغيرة مستأجرة في عمارة تجارية في شوارع مزدحمة والأجرة يدفعها على الأرجح «نشامى المغتربين». الخطوة سياسية ودعائية لكن كان يمكن أن نتواضع قليلا في المقر ما لم يوجد سطر مخفي لا نعرفه، فالقناصل والسفراء باستثناء «من رحم ربي» لا يفعلون شيئا محددا.
لدينا دليل على ذلك، وهو أزمة اللقاحات، فقد اكتشف الأردني فجأة أن قنصلياته وسفاراته لم تفعل له شيئا، بخصوص تأمين اللقاحات.
بسام البدارين
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان