النواب والمأزق بين المسؤولية والشعبوية ..
زهير العزه
مشهد الغضب النيابي الذي جاء من خلال الجلسة الطارئة لمجلس النواب التاسع عشر التي خصصت لمناقشة ما وقع من جريمة بشعة في مستشفى السلط الحكومي، إختصر صورةَ الحالة التي وصل اليها الاداء النيابي.
لقد تحصن النواب من أجل اخلاء مسؤوليتهم أمام ناخبيهم "وخلعوا رداء مسؤوليتهم "بأن تم القاء المسؤولية على الحكومة وحدها، فكرسوا كلماتهم للهجوم عليها في الوقت الذي أعلن رئيسها الدكتور بشرالخصاونة تحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن ما جرى ما أدى الى فقدان الاردن لكوكبة من أبناءه وبناته والذين ذهبوا ضحية الاهمال والتقاعس.
والواقع أن الحكومة الحالية تتحمل المسؤولية أمام الشعب عن الفاجعة المرعبة التي وقعت بإعتبارها صاحبة الولاية الدستورية ،ولكن أيضا لا يمكن إغفال دور الحكومات التي سبقت حكومة الدكتورالخصاونة وعلى وجه الخصوص حكومة الدكتورعمر الرزاز التي رافقت مرحلة البدايات لظهور جائحة كورونا، ومرحلة أن كورونا "نشف أو مات" كما كان يقول ذلك الطبيب النطاسي البارع سعد جابر،فحكومة الرزاز والوزير "السعد" أورثت حكومة الدكتور بشر الخصاونة ملفا صحيا مأزوما وانتشارا واسعا للجائحة وفشل مطبق في مواجهة "تسيد" الفايروس أركان حياتنا مع وضع اقتصادي صعب، وهذا ما كان بإمكان حكومة الدكتور بشرالخصاونة معالجته أوالتغلب عليه خلال ال 5 أشهر من عمرها .
وانطلاقا من ذلك نسأل الايتحمل مجلس النواب الحالي المسؤولية بالشراكة مع الحكومة عن ما وصل اليه الحال في مؤسساتنا الطبية ؟.
بالتأكيد فأن مجلس النواب الحالي شريك للحكومة في كل ما جرى ،ولا يمكن إعفاء أي نائب من المسؤولية ، بإعتبار أن النائب حاصل على وكالة من المواطن من أجل الدفاع عن مصالحه واحتياجاته ، ومن أهم تلك المصالح والاحتياجات الصحة والعمل .. فهل دافع النواب عن مصالح المواطنيين الصحية من خلال اجبار الحكومة على الاهتمام بالقطاع الصحي ؟ وهل اتخذوا اجراء ما من أجل محاسبة مقصرهنا أو متراخي ومستهترهناك؟ الم يسمع السادة النواب صرخات المواطنيين عبر العديد من وسائل الاعلام وهم يستغيثون بهم من اجل انقاذ طفل في هذا المستشفى او ذاك ؟الم يستمع السادة النواب عن عدم وجود سرير لاجراء عملية في العديد من المستشفيات؟ الم يشتكي العديد من المواطنين من نقص في الادوية او نقص في الكوادر الطبية ؟فهل سمع صرخاتهم هؤلاء النواب ؟
وللاسف أقولها أن مجلس النواب من "ساسه الى راسه"يتحمل المسؤولية عن ماجرى بالشراكة مع الحكومة ومع وزير الصحة ومع كل مسؤول عن احداث هذه الفاجعة، ولن تغير بيانات النواب أوأصواتهم المرتفعة ولا مطالباتهم للحكومة بالاستقالة هذه الحقيقة ، كما لم تمر محاولة بعضهم إهانة الحكومة لاقناع الشارع بأنّ رئيسها هو العدو الاول لهم وعليهم اسقاطه والاطاحة بوزراء حكومته من أجل حياة افضل .
إن مصيبتنا كمواطنين اننا لم نعثر من خلال جلسة مناقشة احداث مستشفى السلط على هكيل نيابيٍّ مِن فئة فقراء من أجل الوطن ومن أجل مصلحة المواطن ، بل كل ما عثرنا عليه أصوات مجلجلة تدفع المسؤولية عنها في طريق البحث عن شعبية هي أصلا مفقودة بحكم حجم من شاركوا في إنتخاب هذا المجلس ، وهي ناقصة بحكم أن المواطن فاقد للثقة في المجالس النيابية المتعاقبة نظر لما كشفته اوراق بعض المسؤولين السابقين عن حصول التزوير في بعض الانتخابات السابقة.
ويدرك السادة النواب أن الهُوة تكبُر بين شعب مسحوق وسلطة ورجالها لا يزالون يضعون المساحيق لتجميلها ،فالاردني يريد رجال دولة في المجالس النيابية بنكهة أبن الشعب المنحاز لقضاياه واحتياجاته ،وقادم من انتخابات حرة لا تدخلات فيها، وقانون انتخابي يحقق العدالة بين جميع المواطنيين، لذلك لا ارى ان السادة النواب قد نجحوا في تهشيم صورة الحكومة من أجل ان ينالوا ثقة الشعب ،فما جرى في مجلس النواب لم يلتفت له أحد من الغاضبين .........
zazzah60@yahoo.com