الحسين الأمير يسير على درب الهاشميين ويردد كلام جده .. (الارض ارضنا والقدس قدسنا)
د.حازم قشوع
الارض ارضنا والقدس قدسنا وانا على هذا العهد لماضون، هي الكلمات التي ورثها الحسين عن جده الحسين بذات العزيمة وصدق الارادة الموروثة من الحسين وابي الحسين، يمضي الامير الهاشمي بخطى واثقة من حتمية صناعة المجد واستعادة التاريخ ليكتب كاتب التاريخ ما يجب ان يكتب بان الهاشميين كانوا هنا وسيبقى مجدهم في القدس هنا.
في يوم الاسراء والمعراج كانت واقعة سياسية دبلوماسية من اجل الوصاية الهاشمية ومن اجل الرمزية التاريخية والشرعية الدينية ومن اجل الانسانية كل الانسانية بارثها وحضارتها لقدسها ولعروبتها، وكانت موقعة الاشتباك ولحظة الحقيقة التي ناصرنا بها الشيخ محمد بن زايد بحنكة دبلوماسية مقدرة عندما رفض استقبال نتنياهو بعد الموقف الحازم الذي اتخذه جلالة الملك بعدم السماح لنتنياهو بالطيران من فوق الاجواء الاردنية بسابقة لها دلالاتها السياسية والدبلوماسية، مفادها يقول ان الوصاية الهاشمية على المقدسات المقدسية هي خط احمر لا يمكن تجاوزه وهي العبارة التي كان قد استخدمها الامير الهاشمي في لقائه الاخير مع التلفزيون الاردني.
لقد انتظر المقدسيون هذه الزيارة التاريخية بفارغ الصبر وراحوا يجهزون العدة ويستعدون لاستقبال الامير الهاشمي في الحاضرة المقدسية الا ان نتنياهو ادرك معانيها السياسية بعد ما كان قد التزم بكل ترتيباتها وقام باتخاذ تدابير جعلت من هذه الزيارة غير ممكنة، وهذا يدل دلالة واضحة ان نتنياهو يظهر ما لا يبطن وكما يدل ايضا ان تبطنة حكومة تل ابيب بالسر ليس كما تقوله بالعلن، لكنه يؤكد في ذات السياق ان الهاشميين لم ينسوا القدس لو للحظة فهي دائما موجودة في اجندتهم اليومية كما في صفحاتهم التاريخية و في سجلاتهم السياسية.
الامير الهاشمي ولي العهد الذي يعول عليه في قيادة مستقبل الاردن والامة يؤكد صدق انتمائه لمبادئه الموروثة فهو يعمل عملا دؤوبا ومخلصا من اجل استعادة الامة لمكانتها وهويتها المركزية وهو بذلك انما ليمضي من وحي الخطى التليدة التي ورثها عن جده الحسين والتي يتعلمها ومازال عن جلالة الملك بكل عزيمة واقتدار، وان كان ما حدث يعتبر بالفقه الديلوماسي مجسا سياسيا فان هذا المجس كشف عن بواطن الامور وجعل من مساحة المناورة وساحتها تبدو اوضح، فان الاشتباك السياسي لاستعادة القدس لحاضرتها العروبية هو اشتباك محموم لكن صدق الارادة وثبات العزيمة جعلت من الامير الهاشمي يرى العلم الهاشمي يرفرف فوقها، وإنا على ذلك لواثقون.