أما آن لهذا الليل السياسي أن ينجلي ..؟!
كتب النائب السابق / علي السنيد
الاردن هو وطن الاردنيين الخيربن بطبعهم وهو مشتف من ارواحهم الطيبة وتاريخهم الوطني. وهم عماده واوتاده الراسخة.
وهو حلم الاجيال الاردنية المتعاقبة بشتى منابتهم واصولهم .
وهو ارض المحيا والممات وفيه مسقط الرأس ومراتع الصبا وشواهد القبور.
والاردنيون لن يتخلوا عن المطالبة بتحقيق السيادة على وطنهم وحقهم في الحياة الكريمة فوقه وسيواصلون نضالهم السلمي لتحقيق اهدافهم الوطنية المشروعة. ولن تستطيع قوة في الارض ان توقف تقدمهم او تسلبهم حقهم في الوصول الى الالية المثلى لادارة بلدهم وتداول السلطة بين الاغلبية والاقلية فيه. وعبثا ستروح كل محاولات الالتفاف على مطالبهم الوطنية المحقة. وعملية شراء الوقت والهروب الى الامام لن تجدي نفعا. فالاردنيون لن يتوقفوا حتى تحقيق حلمهم المصيري والخروج من دائرة احتكار السلطة وتوزيعها في اطار الشلل والمحاسيب. ووقف ما نجم عن ذلك من تردي في الحياة السياسية وعدم قدرتها على النهوض بواجباته عملية الحكم ومسؤولياته الجسام.
الأردنيون يدركون تطور الزمن ولا يعيشون في اوهام الماضي ويعلمون ان الشعوب قد شبعت من الحريات وتولت مقاليد امرها وحققت سيادتها وحقوقها العامة.
والاردنيون اليوم لا يقبلون بالوصاية او الانتقاص من وعيهم وهم ينشدون حريتهم وكرامتهم وحقوقهم المشروعة.
وهم يدركون انهم مستودع الشرعية وان سلطات الدولة يجب ان تكون خادما مطيعا لهم وممثلة لطموحاتهم وتطلعاتهم الوطنية.
ويعون ان السلطات تنشأ عن وجودهم وعليها تحقيق صالحهم العام. وان تنبثق عن الارادة الشعبية الحرة.
الشعب الاردني يعي دوره جيدا واصبح قادرا على تداول السلطة وقرنها بالمسؤولية والمحاسبة. ولا مناص من تمكين قواه الوطنية من تشكيل الحكومات المنتخبة او البرلمانية.
وكي يصبح كل من يتولى المسؤولية العامة ممثلا للارادة الشعبية ومؤيدا بقاعدة تصويتية حقيقية وليست مزورة تتيح له ممارسة هذا الدور الدستوري.
وبذلك يختفي الطارئون من السياسيين ممن لا رصيد لهم في الشارع ومن جاءت بهم الصدف المحضة. او اسعفتهم المحاباة وعوامل الشلل والمحسوببة للتسلق الى مواقع السلطة والنفوذ . والنلاعب بمصير الملايين.
الاردنيون اليوم ينصىرهم الله العادل سبحانه وتعالى وتطور الزمن الديموقراطي واصرارهم على التغيير وهم ماضون في لاستعادة العملية السياسية وارجاعها الى مصدر شرعيتها الشعب.
وهم يتطلعون الى حماية مستقبل اجيالهم وعدم البقاء رهينة سياسات الحكومات المعينة التي اورثتهم كل هذا الخراب السياسي.
وهي دعوة الى كلمة سواء فقد ان الاوان ان يترك الشعب كي يقرر مصيره في نوعية الحكومات التي تحكمه وتتحصل على الشرعية باسمه وقد ان الاوان لهذا الليل السياسي البهيم ان ينجلي.