لبنان: الحريري يجدد طرح حكومة الـ18وزيرا وعون يتمسك بـ«الميثاقية»
بيروت -«القدس العربي»: طوى اللقاء الهادئ الذي جمع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، والرئيس المكلّف سعد الحريري، صفحة التوتر الشديد التي عكستها بوضوح بيانات مكتوبة عن اشتداد الصراع بين بعبدا وبيت الوسط حول التشكيلة الحكومية. وكان عون قال عن الحريري "في حال وجد نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني فعليه أن يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف”، وردّ عليه الحريري "اعتذاري في مقابل انتخابات رئاسية مبكرة أو بما معناه تقصير ولايتك” . غير أن اللقاء الـ 17 أمس أعطى فرصة للتخفيف من حال التوتّر بانتظار لقاء جديد يوم الإثنين يستكمل البحث في الصيغة الحكومية المقترحة، حيث لا شيء مقفل، حسب أوساط القصر الجمهوري.
وبعد اللقاء تمسّك الحريري "بحكومة مؤلفة من 18 وزيراً من الاختصاصيين، لانتشال البلد من الأزمة الاقتصادية التي يغرق البلد فيها”. واعتبر أن "الهدف الأساسي من أي حكومة هو وقف الانهيار الذي نواجهه اليوم”.
رئاسة الجمهورية قالت قبل اللقاء إنها "تعوّل على الحسّ بالمسؤولية الوطنية لدى الرئيس المكلّف، فيأتي حاملاً تصوراً لتشكيل حكومة تراعي مقتضيات التوازن والميثاقية والاختصاص، مستخلصاً بذلك أشهر التكليف الخمسة” .
وفي المعلومات، أعاد عون التأكيد على الحكومة المتوازنة والميثاقية، وأنه لا يوقّع تشكيلة ليس موافقاً عليها، وأنه في غياب تمثيل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في الحكومة يقع على عاتقه تمثيل المسيحيين، وهذه نقطة خلافية مع الحريري الذي ابدى انفتاحه على تبديل أي اسم مسيحي يريده عون من دون أن يحصل رئيس الجمهورية على الثلث المعطّل. وسأل عون الرئيس المكلّف إذا كان يحمل أسماء وزراء حزب الله، فأجابه بأنه لم يتسلّمها بعد، علماً أن الأسماء التي اقترحها الحريري للحصة الشيعية كانت تضمنت كلاً من يوسف خليل وإبراهيم شحرور ومايا كنعان وجهاد مرتضى.
وفي وقت أعلنت السفارة الروسية في لبنان أنها لم تطلب من حزب الله الضغط على رئيس الجمهورية والتيار البرتقالي لتسهيل تأليف الحكومة، فقد أطلّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ليعلن” أننا قدّمنا تسهيلات بشأن تشكيل الحكومة وقبلنا بحكومة اختصاصيين غير حزبيين وبطريقة التسمية والمداورة، وإذا تمّ الاتفاق الإثنين على حكومة كهذه نحن ماضون بذلك”. وتحدث نصر الله عن معلومات لديه عن جهات خارجية تدفع جهات داخلية باتجاه "حرب أهلية”.