(٢٤ اذار) دعوة من دبروا بليل وتحلقوا حول نار حطبها ضغائنهم واحقادهم وحساباتهم الخاصة ..
أراقب وأعايش وأنا من نبت هذه الأرض الطيبة ما آلت إليه الحالة السياسة من جانب وما نمر به من حالة إقتصادية من جانب آخر لا يخفى ولا يمكن أن يتجاوزها إلا مدع منافق أو ذو مال لا يختل مهما ضاقت في الوطن أحوال الناس، وتنتابني حيرة أحيانا وتختنق الكلمات وتعتصم لا مخرج لها لأن الضبابية تلفنا من كل إتجاه ولأننا ربما قد فوتنا جميعنا على إختلاف مواقفنا ووجهات نظرنا جميع الفرص لنجنب الوطن وأنفسنا ما نراوح فيه من ضياع البوصلة على المستوى الشعبي ومن نكوص وإنتكاسات على المستوى الرسمي،
فأختلط كل شيء بكل شيء وامتزج العام بالخاص ولبس الباطل لباس الحق وصار الحق يقف مضطرا في خندق الباطل لعله ينجو، وصار الوطن عباءة يتجاذبها الجميع كل يريد أن تغطيه فتمزقت بين ما إشتد عليها من الأيادي في إختلاف جهات الجذب.
وحيث أنني كغيري الكثير الكثير من أبناء الوطن لم أرى هذا الوطن إلا عباءة ضافية تستطيع أن تغطي الجميع وزينتها وقصبها و(قبتها) هذا العرش الهاشمي الذي " زرعنا الراية في يمناه... وحلفنا بتراب الأردن بأن يبقى والكل فداه"، فإنني وبرغم الضباب وبرغم كل ما تأتي به الريح من كل إتجاه من رماد أسود أحيانا وأصفر أغلب الأحيان لا أجد صعوبة في هذا الظرف في رؤية الحقائق و رؤية الطريق الذي يأخذني إلى واحة الوطن الغناء بالوفاء والإنتماء والولاء والعزة والكرامة والنور الذي يدلني هي ثوابت أردنية تربيت عليها وقيم ورثتها كابرا عن كابر فأنا إنتسب إلى قوم كان فيهم :
*-إسماعيل المجالي الشوفي "لا قال قول يوفي" الذي كان قربانا لكرامة الكرك ١٨٣٢ فأستشهد على أرض القدس مع دخلاء الكرك.
*-وقدر زعيم الهية وخليل (أبو سيفين) وأهلهم وعصبتهم الذين أعلنوها في وجه الطغيان " يا سامي باشا ما نطيع ولا نعد رجالنا... لعينا مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا".
"وحابس" إللي حبسهم بالوادي ... هو وجنوده الشداد(ي) ولم يأبه أو ينصاع ولم تغريه المناصب أو الرتب فقالها بإسم كل الأردنيين" ما اريد انا هدنة يا كلوب... خلي البواريد رجادة " وكان شرطة " اترك لنا المغصوب" وكان وعده وتحذيره " ترى الموت لنا عادة ".
ثم أعادها في رقصة السامر وأرسلها من بيت شعر في الكرك لمن سولت لهم - من تجار الأوطان - أنفسهم المكائد، فأرسلها قولا ثم أتبعها فعلا " من دون حسين من دون حسين تذوق المر... من دون حسين من دون حسين جيشا يجر"
وكان منهم ثلعب الدروع خالد هجهوج - جنرال يتنزه في الجوالان - فعلم العالم دروسا في العسكرية وجدد على أرض سوريا حنكة إبن الوليد خالد حين - بقليل العدة والعديد - دحر الجحافل المدججة وكان كما وصتفه أمه وهي على إبنها خالد" دواره " وتسأل صاحب الشيك وتنشده عن " ضابطا بالجيش متعلي... يآمر على جيوش سيارة".
ومنهم هزاع الذي قض مضاجع الخونة وشحذ سيف الحق ليبترهم لكن قدره الذي كان قد عرفه ولم يحجم سبق شرف الجولة فأرتقى من على كرسيه الذي كان من خلاله يرعى وطنا أحبه وآمن به فكان "ابو أمجد ذاك اليوم ضجيع(ي)... والراديو قامت تذيع(ي).
ولم يكن هؤلاء وحدهم من قومي من تجندوا فداء للعروبة والوطن وأتقنوا الحب إنتماءََ لا إدعاءََ أو إرتماءََ بل أجيال تسلم وتعلم أجيالا حتى صارت الهوية والعقيدة" الله.. الوطن.. الملك ".
َهذا أما قبل فأما بعد :
فلا نامت أعين الجبناء، ولا كان الأردني مستحقا لإرتداء عقال العز (معنقرا) إن لم يكن لوطنه في المحن مهما إشتدت ضمانة أمنه وأستقراره ولمليكه حين ينادي "حيا على الوطن" جنديا مخلصا متفانيا يفتديه وظهيرا صادقا معينا على ردع كل العابثين.
فأنا وبالفم المليان والقلب الخاشع في محراب الوطن أعلن نفسي وولدي وأنذر دمائنا لوطن يعاني (وبائا) يمتحن به، وينزف جراء طعنات الغدر أو الجهل وللعرش والمليك جندا وحراسا وحرابا في وجه كل من" تسربوا " من حدودنا "ومن عيوبنا" "وأخذتهم العزة بالإثم" وظنوا أنهم يملكون أو يقدرون على المساس بناصية الوطن.
(٢٤ اذار) دعوة من دبروا بليل وتحلقوا حول نار حطبها ضغائنهم واحقادهم وحساباتهم الخاصة.
رايق عياد المجالي /أبو عناد.