حمادة فراعنة يكتب في .. المواجهة الأردنية الإسرائيلية
حمادة فراعنة
الأحد 14 آذار / مارس 2021.
لم يكن قرار «تعطيل» زيارة الأمير الحسين بن عبدالله إلى القدس، مجرد إجراء إداري أمني، بل قرار سياسي من قبل رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، استهدف تعطيل زيارة ولي عهد الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين: رأس الدولة الأردنية الراعية للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة في عاصمة دولة فلسطين المحتلة.
نتنياهو يتصرف على أن القدس عاصمة المستعمرة ويتخذ الإجراءات لفرض سيادة المستعمرة على مكوناتها ومعالمها وتغيير الطابع الديمغرافي لسكانها، بما يتعارض مع قيم وتاريخ وحقوق الشعب الفلسطيني، وحقوق الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية، ولذلك نفذ قرار تعطيل مشاركة ابن رأس الدولة الأردنية وولي عهده، في ذكرى الإسراء والمعراج مع عشرات الآلاف من المصلين الذين أموا الصلاة بموقع الإسراء والمعراج المسجد الأقصى، واحتفاء بالأمير الأردني، ليكونوا معاً لكسر حلقة التضليل والضم، وإجراءات التهويد والأسرلة والعبرنة للقدس العربية الإسلامية المسيحية.
ولم يكن قرار منع طائرة نتنياهو المرور بالأجواء الأردنية، إجراء مهنيا إداريا من قبل هيئة الطيران المدني الأردنية، بل قرارا سياسيا من قبل الدولة الأردنية، تأكيداً للسيادة الوطنية على أجواء الأردن، ورداً مباشراً على قرار تعطيل زيارة ولي العهد إلى القدس.
توجيه الصفعة السياسية إلى نتنياهو، رد مباشر من عمان في ظل أجواء الانتخابات الإسرائيلية، ونشاط حراكات المعارضة المتواصلة ضد فساده وتورطه في عدة قضايا رشاوي واستغلال الوظيفة، مهما بدت متواضعة أو غير مؤثرة.
رهان عمان العمل على تفتيت معسكر المثلث الائتلافي الذي يقوده نتنياهو: 1- اليمين، 2- اليمين السياسي المتطرف، 3- الاتجاه الديني اليهودي المتشدد، وليس المقصود خلاف نتنياهو مع منافسيه جدعون ساعر ونفتالي بينيت، فكلاهما يقع في المعكسر الأكثر تطرفاً، والخلاف بينهم حول كيفية تطبيق الضم والتوسع؟؟.
نتنياهو وعد بضم المستوطنات والغور، وأخفق في تنفيذ إعلانه، بينما رفع جدعون ساعر تنفيذ ما عجز عنه نتنياهو على تحقيقه، أما برنامج نفتالي بينيت الانتخابي فهو يتجاوز موقف الاثنين نحو رفع شعار ضم كامل الضفة الفلسطينية إلى خارطة المستعمرة كما فعلوا مع القدس والجولان.
لم تكتف عمان توجيه صفعة علنية إلى نتنياهو، بل تعمل على إجراء الحوار والاشتباك السياسي، وفحص استعداد بيني غانتس واشكنازي لمواجهة نتنياهو، أو على الأقل تفكيك جبهة الائتلاف الثلاثي الذي يقوده.
بيني غانتس في لقاء مع قيادات حزبه صرح أن «نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها في الأردن»، وهو بذلك يكشف سياسات نتنياهو وألاعيبه، وأن التطبيع المفروض من قبل إدارة ترامب المهزومة السابقة، لن تحميه من السقوط والرفض، وأن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ليست شيكاً على بياض، فقد عمل الأردن على إلغاء بعض بنودها المتعلقة بالسيادة على أراضيه في منطقتي الباقورة في الشمال والغُمر في الجنوب، ولهذا إذا لم تُحترم المصالح الوطنية والقومية والدينية الأردنية، فلا مجال إلا المواجهة مع سياسات المستعمرة التوسعية الاحتلالية.