الانتخابات الفلسطينية والاستحقاق الوطني والسياسي

بقلم  :  سري القدوة
القضية الفلسطينية هي قضية نضالية وكفاحية عادلة والشعب الفلسطيني هو جزء من الامة العربية وفلسطين هي جزء من الوطن العربي، ولا يمكن ان تكون القضية الفلسطينية مجرد قضية انسانية او ان يتحول الشعب الفلسطيني الي شعب يبحث عن المساعدات العينية او ان فلسطين للبيع والتجارة كما يحاول الاعلام الامريكي والإسرائيلي ابرازها والتعامل مع القضايا الخاصة بالشعب الفلسطيني وتصويرها امام العالم كقضايا مساعدات انسانية من خلال ادواتهم الاعلامية التي تخدم هذا الهدف .
فلسطين لا يمكن استنساخها، فلسطين هي ارض فلسطينية لا تقبل القسمة او الجمع او التهويد وان شعب فلسطين هو شعب مناضل من اجل حقه السياسي وحريته، وان فلسطين لم تكن يوما ما قضية انسانية بل هي وطن منهوب ومسروق ووطن يباع في سوق النخاسة والردة وارض محتلة ومسيطر عليها بالقوة وتخضع للاحتلال العسكري الاسرائيلي ووقع عليها الظلم التاريخي .
فلسطين الدولة المستقلة والتي تخضع للاحتلال الاسرائيلي لا يمكن أن تختزل بفعل بعض التصريحات المتآمرة على شعب فلسطين والمؤامرات التي تحاك في اروقة السياسة الاسرائيلية وإيجاد هياكل عميلة مأجورة لتسويق المؤامرات ضد الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن ينالوا من وحده شعب فلسطين المناضل الصامد ولا اهلنا المرابطين في القدس . 
شعب فلسطين يتطلع من جميع الاشقاء العرب والأحرار في العالم من اجل  دعم نضال شعب فلسطين وخياره في الاستقلال والدولة ومناصرته في تقرير مصيره ونيل حريته وتوحيد طاقاته فشعب فلسطين هو شعب صامد مرابط على ارضه ويتصدى لكل اشكال العدوان ومؤامرات الخونة والعملاء تجار الاوطان ولا يمكن لهذه المؤامرات التصفوية الهادفة الى اضعاف البنية الاجتماعية والوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير مقومات صموده ومحاولة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب فلسطين فى جميع اماكن تواجده ان تمر علي شعب فلسطين والأمة العربية فالدولة الفلسطينية هي دولة معترف بها من قبل الامم المتحدة والعالم اجمع والتي تتجاهلها السياسية الترامبية الامريكية الجديدة الساعية الى محاولة تصفية القضية الفلسطينية العادلة وتحويلها لقضية انسانية .
إن هناك مواقف دولية متباينة بشأن القضية الفلسطينية وبات العالم اجمع يعترف بالدولة الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطينية وإن ما يلفت النظر هو موقف استمرار الولايات المتحدة الامريكية وإدارة الرئيس جو بايدن باتخاذ موقف محايد تجاه العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني  حيث يصرون على عدائهم للشعب الفلسطيني وامتناعهم عن دعم قيام الدولة الفلسطينية ومحاربتها فهذا الاجحاف التاريخي والظلم لشعب فلسطين لا يمكن ان يستمر وحان الوقت ان يتوقف وان يقول العالم كلمته وان لا يبقى الدعم الدولي منحاز الى دعم الكيان الاسرائيلي .
حان الوقت لتوحيد الجهود الدولية الداعمة للسلام والمناصرة والمؤيدة للحقوق الفلسطينية من اجل دعم قيام الدولة الفلسطينية وتعزيز المواقف السياسية والقانونية والاعتراف بدولة فلسطين وخاصة في ظل اقتراب استحقاق الانتخابات الفلسطينية وان ترفض المنظومة الدولية الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي، وأن يتم تصويب المواقف السياسية وتجنيد الموقف الدولي من اجل رفع الحصانة عن دولة الاحتلال ومحاسبتها ولاسيما أن شعبنا الذي تعرض لظلم تاريخي مجحف يقف اليوم على اعتاب مرحلة مهمة ويجسد اروع صور الديمقراطية وهو يستعد لممارسة حقه الانتخابي بكل حرية متخطي مرحلة الانقسام والخلافات الداخلية مما يتطلب ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين باعتباره أحد شروط حماية حل الدولتين التي تنادي بتحقيقه.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com