ميركل: لدينا جائحة جديدة وتحور الفيروس استحوذ على إنجازاتنا
علاء جمعة
كلمات المستشارة أنغيلا ميركل القاتمة للألمان بخصوص الوضع الصحي الحالي وبأن ألمانيا تقف أمام جائحة جديدة مع اختلاف خصائص الفيروس بعد تحوره وجعله أشد عدوى وفتكا أثار إحباط المواطنين الذين كانوا يمنون أنفسهم بقضاء عطلة عيد الفصح مع أقاربهم بعد أن طال الإغلاق الجزئي المشدد مختلف مناحي الحياة.
وتعيش المدن الألمانية على واقع إغلاق جزئي مشدد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، حيث تعطلت سير الحياة اليومية وأغلقت المدارس والمحال التجارية بشكل جزئي. وفي كل اجتماع كانت تعقده الحكومة لبحث ظروف الإغلاق، كان الألمان يمنون أنفسهم بانفراجه وشيكة، بيد أن الاجتماع الأخير الذي ضم ميركل مع رؤساء الولايات أثار مخاوف لدى الألمان بعد تشديدات كبيرة أقرتها الحكومة من ضمنها مد الإغلاق الجزئي المفروض من نوفمبر الماضي لمدة 3 أسابيع قادمة والتخطيط لإغلاق شامل سيشل كل مناحي الحياة في ألمانيا ابتداء من الأول من أبريل القادم ولمدة أسبوع تقريبا.
واتفقت المستشارة ورؤساء حكومات الولايات على تمديد الإغلاق المرتبط بجائحة كورونا حتى 18 نيسان/أبريل المقبل لاحتواء موجة جديدة من الإصابات. واتفق القادة على أن تتوقف الحياة العامة والخاصة خلال عطلة عيد القيامة الممتدة من 1 إلى 6 نيسان/أبريل المقبل، حيث ستظل المتاجر مغلقة طوال الوقت، باستثناء متاجر البقالة والسوبر ماركت التي سيسمح بفتحها يوم السبت 3 نيسان/أبريل. قال القادة في بيان إن الجميع مدعوون إلى البقاء في منازلهم طوال تلك الأيام الـ 5.
ومن المقرر حظر التجمعات العامة بشكل عام خلال تلك الفترة، لكن مراكز اختبارات الكشف عن الإصابة بكورونا والتطعيم ستظل مفتوحة.
كما أوصى القادة بعدم إقامة قداس عيد القيامة بالحضور الشخصي بقدر الإمكان. وستقتصر التجمعات الخاصة على 5 أشخاص من أسرتين، دون احتساب الأطفال دون سن 14 عاما. وبررت ميركل الإجراءات الجديدة في ضوء الزيادة السريعة في عدد الإصابات.
حذر هيلغه براون، رئيس ديوان المستشارية الألمانية، من التسوق الهستيري قبل عيد القيامة نظرا للتشديد المزمع لقواعد العطلات.
وفي مقابلة تلفزيونية، قال براون المنتمي إلى حزب المستشارة ميركل المسيحي الديمقراطي، الثلاثاء:” قلنا دائما إن إمدادات المواد الغذائية ستظل مفتوحة، ولذلك فإن التسوق الهستيري ليس ضروريا”.
وأوضح براون أنه مع فتح المحلات يوم سبت النور (السابق لعيد القيامة) سيبقى التسوق متاحا كما وعدت الحكومة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن هذا اليوم سيسري فيه أيضا القيد الخاص بتحديد عدد معين للعملاء في كل متر مربع من السوبرماركت.
من جهته قال عالم أوبئة بارز الثلاثاء إن قرار الحكومة الألمانية بتشديد إجراءات الإغلاق بسبب فيروس كورونا لمدة 5 أيام خلال عطلة عيد القيامة "قد يكون له تأثير إيجابي للغاية”.
وقال ديرك بروكمان من معهد روبرت كوخ الألمانية لمكافحة الأمراض في تصريحات لإذاعة ألمانيا إنه إذا تركت الزيادة الحالية في عدد الإصابات في ألمانيا دون قيود – "مع تضاعف عدد الحالات كل أسبوعين” – فإن ذلك سيؤدي إلى حوالي 60 ألف إصابة جديدة كل يوم بعد عيد القيامة.
وبحسب بيانات "روبرت كوخ” تم تسجيل 7 آلاف و485 إصابة جديدة بكورونا في ألمانيا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
وتم تسجيل أعلى معدل في 22 كانون أول/ ديسمبر الماضي.
في المقابل، انتقد كريستوف بلوس، رئيس الحزب المسيحي في هامبورغ القرار الخاص بغلق محلات تجارة التجزئة في يوم الخميس السابق لعيد القيامة، وصرح لصحيفة "بيلد” بقوله: ” هذا لا يجوز أبدا، وسيؤدي إلى ازدحام كثيف وامتلاء محلات السوبرماركت قبل وبعد إغلاق عيد القيامة”.
وأعرب بلوس عن اعتقاده بأنه كان يتعين بدلا من ذلك ” مد فترات الفتح حتى يمكن الحفاظ على القواعد الخاصة بالنظافة الصحية والتباعد المكاني”.
صحيفة هانديلسبلات الألمانية قالت إن تصريحات ميركل القاتمة قبل فترة الأعياد أثارت المخاوف وذكرت في أيام الجائحة الأولى بينما نشرت مجلة فوكوس الألمانية على موقعها الإلكتروني أنه لا توجد عطلة أو استرخاء في العطلة القادمة بل تعليمات مشددة بناء على القرارات الحكومية. فيما تساءلت صحيفة بيلد الألمانية عن سبب تشديد ميركل طلب عدم السر من الألمان، متسائلة عما إذا كانت ميركل تخطط لهذا الأمر لغايات اقتصادية أيضا وليست صحية فقط.
ويبدو أن مخاوف الألمان وصلت سريعا لميركل حيث ظهرت المستشارة مجددا أمام الصحافيين بعد الاجتماع المارثوني الذي عقدته مع رؤساء الولايات والذي استمر لأكثر من 9 ساعات وبدت أكثر تفاؤلا بقولها أمام الإعلام: "نحن اليوم أبعد بكثير مما كنا عليه قبل عام”، وأوضحت توجد الآن لقاحات وإجراءات واختبارات – لكن الأزمة لم تنته بعد. "يجب ألا تثبطنا النكسات أيضا. الفيروس لن يهدأ.”
وأعلن وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير عن "قمة اقتصادية” جديدة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.
وقال من برلين إنه سيدعو مرة أخرى ممثلين من أكثر من 40 اتحادا اقتصاديا في نهاية الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع الحالي وكيفية المضي قدما في الابتكارات والتجديدات عقب انتهاء الجائحة.
وأكد الوزير الألماني أن الهدف من هذه القرارات هو كسر الموجة الثالثة قبل الوصول إلى ذروتها، موضحا أن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان خروج الاقتصاد الألماني من الأزمة بدون تضرر بشكل دائم.
ويعتزم ألتماير إعلان تفاصيل عن مساعدات إضافية للشركات لمواجهة أزمة كورونا بحلول نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل.
وجاء في ورقة القرارات الخاصة بالمشاورات التي أجريت بين الحكومة الاتحادية والولايات ليلة الإثنين/ الثلاثاء: "بالنسبة لتلك الشركات التي تضررت بشدة وعلى مدار فترة طويلة للغاية من عمليات الإغلاق في سياق جائحة كورونا، ستطور الحكومة الاتحادية أداة مساعدة تكميلية في إطار اللوائح الأوروبية”.