مليوني طالب يحتاجون الى إعلام دولة موجّه
لو طرح احدنا سؤالا هذه الايام على مؤسسات إعلامنا الوطني المحترمة, وكان السؤال على النحو الاتي, هل يوجد برامج إعلامية موجّه للطلبة في ضوء توجه اكثر من مليوني طالب وطالبة من ابناء الوطن الى المدارس الحكومية والخاصة في اليوم الاول من بداية العام الدراسي الحالي 2019/2020؟ واذا كان هناك برامج فعلية, لماذا لا تُفّعلها مؤسسات إعلامنا الوطني منذ اليوم الاول من بدء العام الدراسي كي توجّه الى عقول وقلوب طلبتنا؟ ما يهمنا هنا هو برامج إعلامية موجّه للطلبة ترعاها وتتبناها مؤسسات الإعلام الوطني تجاه (مليوني) طالب وطالبة, كيف لا والإعلام اليوم هو الاداة الاقوى في توجيه عقول وقلوب البشر في هذا الزمن.
للأسف الشديد يعتقد البعض منا مخطئا ان متطلبات هذا الجيش من الطلبة هو كتب ودفاتر ومقاعد والواح وطباشير وغرف صفية وساحات... فقط, وعلى اهمية كل هذه الاشياء, الا ان هذه النظرية بدأت بالتراجع تدريجيا يوما بعد يوم امام نظرية الإعلام الموجّه من قبل مؤسسات الإعلام الوطني التابعة للدولة, فكما ان جيش الحدود بزيه العسكري يحتاج الى إعلام وطني حربي موجّه, فان جيش الطلبة بزيه المدرسي يتحاج ايضا الى إعلام وطني قيمي موجّه.
والحقيقة التي لا تقبل الشك ان وزارة التربية والتعليم ليس لديها إعلام وطني قيمي موجّه على مستوى الوزارة, بمعنى ان الوزارة ليس لديها متخصصين في هذا الجانب من الإعلام على الاطلاق, وفاقد الشيء كما هو معروف لا يعطيه, ثم ان مدارسنا على امتداد مساحة الوطن تفتقد الى هذا النوع من الإعلام الوطني القيمي, مع ان هذه المدارس لديها اذاعات مدرسية متواضعة لكنها لا تفي بالغرض المطلوب, مليوني طالب يحتاجون الى إعلام دولة موجّه, يتمثل في بناء مؤسسات إعلامية وطنية متكاملة, كما يحتاج الى تعيين متخصصين في الإعلام الوطني في وزارة التربية والتعليم, والعمل على تدريب كوادر مدرسية من اجل صقل عقول وقلوب طلبتنا وطنيا لمواجهة متطلبات هذا العصر وتحدياته القادمة.
عندما يتخرج الطالب من المدرسة ينبغي ان يكون قد تمثل منظومة القيم الوطنية الراسخة, والتي تعمل على توجيههم نحو ممارسة حياتهم الطبيعية دون اضطراب او تشتت او تشويش, وهذا الدور ينبغي ان تتولاه مؤسسات إعلامية وطنية متكاملة, ومتخصصين في الإعلام الوطني في وزارة التربية والتعليم, وكوادر مدرسية مدربة وفاعلة, ولا شك ان (مليوني) طالب وطالبة لهم حق على الدولة ان تزرع في عقولهم وقلوبهم منظومة قيم وطنية راسخة, وان تعيد الدولة النظر في كل من المؤسسات الإعلامية الوطنية, وإعلام وزارة التربية والتعليم, وإعلام المدرسية, وليس عيبا ان نأخذ مع قليل من الفلترة تجارب بعض الدول المتقدمة في هذا الشأن, وبالذات (اليابان), فقد تكامل الإعلام الموجّه للطلبة لديهم في ثلاثة مساراتها والمتمثلة في إعلام المؤسسات الوطنية, وإعلام وزارة التربية والتعليم, وإعلام المدرسة.
حين توجه اكثر من مليوني طالب وطالبة من ابناء الوطن الى المدارس الحكومية والخاصة في اليوم الاول من بداية العام الدراسي الحالي 2019/2020, للأسف الشديد كان كل من المؤسسات الإعلامية الوطنية, وإعلام وزارة التربية والتعليم, وإعلام المدرسة في سبات عميق, وعلى المتململين من هذا الكلام ان يعوا ويدركوا المقصود بالضبط من (الاعلام الموجّه) لهؤلاء الطلبة وليس الإعلامية الروتيني المتعلق بأعداد الطلبة وأعداد المدارس وأعداد الكتب المدرسية وأعداد المعلمين الى غير ذلك من ارقام عددية تتعلق بلوازم التعليم فقط.
بقي ان نقول: وما زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم الميدانية لاحد المدارس منذ اليوم الاول الا رسالة إعلامية قوية لنا جميعا كي نغّير ونبّدل ونطّور من إعلامنا تجاه هؤلاء الطلبة,...طلبة اليوم ورجال الغد, وقد قال جلالته وهو بين ابناءه من الطلبة (انتم الامل والمستقبل, والوطن بانتظار عطائكم) وهذا يحتاج الى إعلام دولة موجّه نحو هؤلاء الطلبة.