البقور، والصناعة المعرفية ..
د.حازم قشوع
محمد البقور ومها البقور، من الشباب الاردني الذين يدخلون في مجال الذكاء الصناعي عن طريق اختراع قادر على اكتشاف كورونا بطريقة فورية وعن طريق النفس ومن دون مختبرات طبية، فالبحث الذي قدمه الاردني المغترب دكتور محمد البقور في الإمارات بالتعاون مع شقيقته الدكتورة مها يؤكد مدى قدرة الشباب الاردني على الابداع والاختراع بل ومواكبة العصر بكل ما فيه من نظم معقدة وعلوم معرفية متنوعة اخذت ابعاد مساقات الكيمائية وفيزيائية وبيولوجية كما تحوي ايضا على برامج الذكاء الاصطناعي وهذا ما يؤكد مدى قدرة الشباب الاردني على تقديم علوم معرفية تواكب ايقاع العصر المعرفي بكل ما فيه من علوم تقنية معقدة ومركبة.
اختراع البقور هذا يقودنا الى ضرورة ايلاء المواهب الاردنية العناية اللازمة، فان اكتشافا واحدا كهذا قد يعود بالفائدة الكبيرة على الدخل القومي الاردني بعوائد تفوق السياحة وحتى بعض روافد اقصادية انفقت عليها الدولة الكثير من اجل البنية التحتية، وهذا ما قد يقودنا الى وضع علامة استفسار كبيرة اين يلجأ هؤلاء المخترعون في اختراعاتهم ومن هي الجهة الوطنية التي يمكنها دعمهم وتصنيع اختراعاتهم او على الاقل تكون مسؤولة عن بيع هذه الاختراعات او اعادة صقلها وبما يتلاءم مع الاسواق العالمية.
البقور، ليس الاول كما لن يكون الاخير في ميدان الاختراع والبحث العلمي والاردن يستثمر بالانسان ويقوم على تعليمه وتدريبه ومن المفترض ان تكون جهة ترعاه وتهتم بابتكاراته وتشجعها علنا نظفر باحد قادر على ادخال عوائد للناتج القومي يرفد الموازنة العامة للدولة بعد حالة الاكساد التي اصابت الكثير من مسارات الانتاج نتيجة حالة الركود التي فرضتها اجواء كورونا والمناخات السلبية التي رافقت اجواء المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
وهذا ما يجب علينا استدراكه والعمل على تهيئة الاجواء الملائمة لتنمية قدراته وتصميم البرامج التحفيزية للوصول الى اكتشافات علمية جديدة قادرة على تقديم المواهب الاردنية بالشكل المناسب حتى تكون الابتكارات الاردنية هذه جزءا من الناتج القومي، فان اختراعا واحدا يمكنه وضع الاردن على الخارطة المعرفية العالمية وهذا ليس ببعيد، لان عوائد فيسبوك والتويتر والواتس اب فاقت بعوائدها الكثير من الصناعات الثقيلة بل واصبحت تشكل دولا تفرض انظمتها على كثير من المجتمعات العالمية، من هنا تاتي اهمية الصناعة المعرفية التي لا تستلزم صناعتها انشاء بنية تحتية مكلفة بقدر ما هي بحاجة الى مرجعية سيادية وبرنامج عمل، وهذا يجب استنباطه من اختراع البقور في العمل على انشاء وزارة للصناعة المعرفية، وهو ما ينسجم مع رؤية ولي العهد الامير الحسين في رفد الناتج القومي وتنويع مصادره.