وطن بعَجَلَتين!.

ارتكبت غلطة عمري عندما اشتریت «بسكلیتات» للأولاد ھذا الصیف.. كان الھدف إخراجھم من حالة التلبّس الإلكتروني وإدمان الأجھزة والانترنت.. ..والانطلاق إلى عالم الحركة والریاضة وامتطاء الدراجات وتنفس ھواء السھول والاستمتاع بالمساحات الخالیة ّ منذ الیوم الأول، وبعد ساعات قلیلة من اقتناء ھذه الدر ّ اجات بدأت المشاكل.. عاد أحدھم یجر الدراجة وتبدو علیھ علامات الحزن والفشل..«یابا.. خربت»!.. «مالھا»؟؟.. ھاي وقعت».. أخذناھا الى المصلّح فنصحنا أن نستغني عن رفرافة العجل كونھ لا فائدة منھا «بتظلھا ترطرط» وتعیق الحركة.. «أشیلھا»؟؟ قال ..وبیده المفك.. والأخرى على الرفرافة.. «شیلھا» قلت لھ باستسلام ّ في الیوم التالي جاءني الآخر وھو یجر دراجتھ أیضا.. «الدعسة قاسیة».. حاولت إصلاحھا ففشلت.. أخذتھا الى المصلح ثانیة.. فنصحني أن أستغني عن غطاء الجنزیر كونھ لا فائدة منھ و«بیظل یرطرط» ویعیق الحركة.. ثم سألني أشیلھ؟.. قلت لھ باستسلام جدید.. شیلھ!!.. في الیوم الثالث.. توقف العجل الخلفي عن المسیر.. فأخذت نفس الدراجة الى المصلّح.. فنصحني ان أستبدل «طقم البیلیا» كونھ لا یمكن إصلاحھ وبیظل العجل «یرطرط».. وكالعادة استشارني ..«أشیلھ»؟ ّ في بند المصاریف الیومیة لم أكن أتوقعھ ولا أتحملھ.. «بلیرة خبز.. بلیرتین فطور.. و3 لیرات بسكلیتات» ..«شیلھ».. صار مصروفاً جدیداً ّ في الیوم التالي.. جاءني یجر «قدیشتھ» الحدیدیة.. مالك؟؟.. قال وھو محمر الوجھ من حرارة الشمس.. «فلت الجنزیر».. أخذناھا إلى المصلّح فنصحنا ان نغیر طقم الدعاسات كونھ صیني ولا فائدة منھ «وبیظل یرطرط».. ولن یستطیع الولد القیادة بدونھا.. أشیلھ؟؟.. شیلھ!... في الیوم الخامس ما أن أقبل الولد ّ بالدراجة نحو بوابة الدار حتى خلعت «الشبشب» من رجلي وتأھبت لتصویبھ نحو الھدف «ثقیل الدم».. شو فیھ؟.. «الكرسي«!!.. مال؟ مزط!!.. أخذناه على المصلّح.. فقال ان ھذه الكراسي «ھاملة» ونصحني باستبدالھ.. فلا فائده من شدّه بمفك «الشق» لأنھ سیرتخي ثانیة وبیرجع «یرطرط».. قلت لھ: شیلھ.. قبل ..أن یستشیرني حتى ...«الآن «البسكلتیھ» وبعد أسبوعین من الاقتناء، فالت الجنزیر، وعجلھا الخلفي مكربج، والكرسي مازط، والدعسة «بترطرط لقد ذكرتني بسكلیتة ابني بحال البلد.. قالوا سبب العلّة والذي یجعل المدیونیة «ترطرط» دعم المحروقات «نشیلھ»؟؟.. «شیلوه».. ثم تحججوا بدعم الخبز..نشیلھ؟ شیلوه»؟؟.. «قانون الضریبة القدیم لا فائدة منھ وبیظل «یرطرط ویعیق حركة صندوق النقد الدولي» في منح القروض..نشیلھ؟؟ تسعیرة .. ّ الكھرباء..اعفاء سیارات الكھرباء.. شالوا كل شيء، ورفعوا الدعم عن كل شيء، ولم تمش العجلة.. ولم تتحر ّ ك دراجة الوطن على الطریق الصحیح..؟