ما بعد الطلاق والابناء

يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو «أبغض الحلال» لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.
 
 
 
ومما لا شك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق فصولاً واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها.
 
ويهتم الدين ورجال الفكر وعلماء الاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، كل يحاول من جانبه أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها
.
الطلاق من الأمور التي انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير، والأطفال هم أكثر فئة تعاني من أثر الطلاق السلبي ولهذا سوف نقدم لكم بعض الطرق في التعامل مع الطفل بعد الطلاق حفاظًا على نفسيته.
بالنسبة للأطفال بعد الطلاق، فان لحظة الإعلان عن انفصال الوالدين قد تكون هي أصعب لحظة في مرحلة الطفولة. هذه اللحظة تنطوي على عدم اليقين، الارتباك، الخوف وحتى الشعور بالذنب. لذلك يجب التحضير لها بشكل جيد!

تأثير الطلاق على الرضع والأطفال
 
على الرغم من عمر الرضيع وعدم استيعابه للكثير من الأمور، فهو يتفاعل مع التغيرات المحيطة به، خاصة أوقات الشجار الحادّة والتغيّرات الملحوظة في مزاج الأم، مما يدفعه إلى فقدان شهيته وانعدام رغبته في الرضاعة، إضافة إلى حدوث اضطرابات ملحوظة في المعدة وميله إلى البكاء الدائم والخوف من دون أي سبب.
 
في مرحلة الطفولة يكون في مخيلة كل طفل أن أبويه هما أفضل شخصين على وجه الأرض. يرى الدنيا من خلالهما، وحدوث المشاكل المختلفة التي تؤدي إلى الطلاق يجعل الطفل يفقد الصورة المثالية التي رسمها لوالديه، مما يفقده ثقته في كليهما، وبالتالي يكون رافضاً لأي أوامر أو توجيهات تصدر من الأب أو الأم.
 
طلاق الوالدين يجعل الطفل في حيرة من أمره، فاقداً للثقة في نفسه خصوصاً إذا كانت العلاقة بين أبويه بعد الطلاق متوترة ، ويحاول كل منهما أن يكسب الطفل في صفه ويسعى إلى إفساد علاقته بالطرف الآخر.
 
بينما الأطفال ما بين 6 إلى 8 أعوام فهذه هي أصعب مرحلة للتكيف مع الطلاق خاصة لدى الذكور بسبب فقدانهم الأب الذي يعتبر القدوة لديهم.
 
أما الأطفال ما بين عمر 9 إلى 12 عام ينتابهم الشعور بالحزن الشديد بعد الطلاق ولكنهم ينحازوا لأحد الوالدين ضد الآخر.
 
أما في مرحلة المراهقة فيتقبل المراهق الطلاق أفضل من الأطفال.
 
يجب اختيار الوالدين صيغة مقبولة وتقديمها للأطفال في إيصال خبر الطلاق لديهم حتى يستطيعوا تقبل الوضع الجديد مثل تحديد أيام أسبوع محددة كي يلتقي فيها أفراد الأسرة بالكامل مع عدم إظهار الخلاقات بين الوالدين.
 
يجب تعويد الطفل على تحمل المسئولية بعد الطلاق بقدر المستطاع مع اختيار التعبيرات اللفظية الطيبة أمام الطفل سواء من جانب الأم أو الأب على الطرف الآخر.
 
يجب بث روح التفاؤل بداخل الطفل مهما كان حجم المشكلة بحيث لا يشعر الطفل بأنه نهاية الحياة.
 
يجب أن يتعامل الوالدين أمام الأطفال بشكل طبيعي حفاظًا على الصحة النفسية للطفل مع الحفاظ على العلاقة الإيجابية بين الوالدين بعد
 
يتأثر الطفل بشكل كبير بنفسية الأم بعد الطلاق فإن كانت مكتئبة أو عصبية و متوترة فكل ذلك ينعكس عليه .
 
قلة الإهتمام يدمر الطفل .
 
بعض الأشخاص يصبحوا أقل حنانا على أولادهم عند الطلاق غيؤثر ذلك على نفسيتهم ويشعروا أن لا أحد فى العالم يحبهم .
 
عدم  الإنضباط فى أمور الحياة نتيجة تغيرات كثيرة كمكان السكن .
 
زيادة المشاكل السلوكية لدى الأطفال كالعنف .
 
الطلاق يؤثر على حياة الطفل الدراسية , فالطفل قد يصعب عليه مواصلة عملية التعليم و يتسرب من المدارس و يقل تحصيله العلمى بسبب عدم قدرته على التحصيل نتيجة آثار نفسية به و لعدم توافر الأجواء المناسبة للدراسة أو تشتت الطفل بين مكان و آخر فيصعب عليه التركيز فى دروسه .
 
مشاكل صحية , الأطفال لا يحصلوا على رعاية كافية فى الإحتياجات الأساسية من مأكل و ملبس فنجد أن البعض يعانى من سوء التغذية و فقر الدم و غيرها من المشاكل الصحية و التى تؤثر أيضا على حالتهم النفسية و شعورهم بالنقص و الإحتياج .
 
 
o نصائح للتعامل مع الطفل بعد الطلاق
 
1.لا يجب ذكر أسباب المشكلة أمام الطفل وكذلك لا يجب إخفاء سبب الانفصال بشكل كامل عنه لأن الطفل يكون بداخله فضول لفهم ما يحدث ولهذا يجب المناقشة بين الأب والأم لإعطاء سبب مقنع للطفل ومقبول ولا يسيء لأحد الطرفين في سبب الطلاق.
 
2.يجب أن يتم اختيار يوم في الأسبوع يتم فيه اجتماع الأب والأم والأطفال لتناول الغداء مع بعض للحفاظ على صحة الطفل النفسية.
 
3.يجب أن يتحمل الطفل أن يتحمل المسئولية والاعتماد على نفسه بقدر الإمكان.
 
4.يجب أن يشعر الطفل بالأمان والحفاظ على عدم تسلل شعور الخوف في داخله وهذا يجب أن يتم الاتفاق عليه من الأم والأب
 
5.لو شعر الأب أو الأم بوجود مشادة كلامية أو إظهار للخلافات فيجب إبعاد الأطفال عن هذه الخلاقات وتأجيل النقاش لحين ابتعاد الأطفال.
 
6.لو كان الطفل سوف يعيش مع أحد الطرفين بعد الطلاق فيجب أن ينظم وقت حتى يقضي الطفل الكثير من الوقت مع الطرف الأخر حفاظًا على نفسيته
 
 
كتابة الدكتوره عبير بني طه .