هل ينجح «الغرب» في «إبعاد».. روسيا عن الصين

ُمتأخراً كثیراً اكتشفت عواصم الغرب الإمبریالي, التي لم تُ ّ الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفیاتي وانھیار حلف وارسو ومحاصرتھا بقوات وقواعد حلف شمال الأطلسي، ضاربة عرض الحائط بالتعھدات التي ُ قطعتھا للإتحاد الروسي بعدم ضم أي دولة من دول حلف وارسو السابق الى عضویة الاطلسي، نقول: م ِ تأخراً جداً اكتشف الغرب الإمبریالي أن روسیا «دولة ْو َربة» روسیا ھو التقارب الشدید في علاقات الأخیرة حدود ّ أوروبیة» یتوجب أن تبقى في اطار الدول الأوروبیة, ما لبِث أن اعترف بأن حرصھ على «أَ ُفول الھیمنة ُ سة وتراجع, بل أ الشراكة الاستراتیجیة مع الصین، التي تَغُذّ الخطى بتسارع مثیر للانطباع نحو احتلال المكانة التي تلیق بھا في عالم یَ ّضج بالمنافَ .الغربیة على العالم ُ للمرء العودة الى الوراء نصف قرن من الزمان، لیكتشف أن مقاربات الإمبریالیة العدوانِیة لا تختلف كثیراً سوى في الوسائل, أما اھدافھا الرامیة الى تعمیق الھیمنة ونھب ثروات الشعوب وعسكرة العلاقات الدولیة والحؤول دون الشعوب وممارسة حقوقھا السیادیة, في اختیار الانظمة السیاسیة والاقتصادیة التي تَروق لھا, بعیداً ّ عن التدخلات وسیاسة الإملاءات ونظریات الإستتباع والھیمنة. إذ رأینا كیف سعت ادارة نیكسون لاستمالة الصین الى جانبھا, عبر استغلال الخلافات العمیقة التي وصلت حدود العداء والمواجھات العسكریة, بین أكبر بلدین شیوعیین ھما الصین والاتحاد السوفیاتي, من اجل محاصرة الأخیر ُ لإنھاكھ, وھو ما حصل بالفعل, بعدما قاد ھنري كیسنجر الدبلوماسیة التي عِرفت بـِ"دبلوماسیة البینغ بونغ", وأدت ضمن أمور أخرى إلى واستنزافِھ وصولاً .««تحالف» بین بیجین وواشنطن في مواجھة موسكو «التحریفیة ِ من المسحة الأیدیولوجیة، اذ رغم بقاء الصین في دائرة الالتزام بتعالیم الماركسیة وسیطرة ّ یكاد المشھد الآن أن یتكر ُ ر، ولكن في اتجاه م َ عاك ٍ س خال خصوصاً الحزب الشیوعي على القرار في جمھوریة الصین الشعبیة, إلاّ أن موسكو الراھنة لم تعد تدور في الفلك ذاتھ, وإن كانت ما تزال تُحافظ وبِ ِعناد وتصمیم على ِ كرامتھا الوطنیة, وتواصل العمل بلا كلل من اجل استعادة مكانتھا في المشھد الدولي على قدم المساواة مع واشنطن, وبخاصة أن الأخیرة ما تزال ترى فیھا العدو الأكثر خطراً من الصین,رغم ان الأخیرة وفي مسار تطبیقھا سیاسة «الصعود السلمي» بدأت تُثیر مخاوف الدوائر الإمبریالیة, بعد أن رأت شراكة استراتیجیة تنمو بین بیجین وموسكو, على نحو یزید من خطورة انبعاث عملاق «أوراسي» یُ ّسر ّ ع إطاحة الھیمنة الغربیة على العالم, ویؤسس لنظام دولي َ .. أن روسیا مكانھا أوروبا . ُم ُ تعدد الأقطاب. لھذا قال الرئیس الفرنسي ماكرون: لا یجب أن تكون روسیا الحلیف «الضعیف» للصین, مضیفاً ِ عن شراكة واعدة مع الصین على طریق استیلاد ھل ینجح الغرب في استمالة روسیا التي یُحاصرھا بالعقوبات والمناورات الأطلسیة وسباق التسلّح, بعیداً نظام جدید, یدفن العدوانیة الامبریالیة ویُ ّؤسس لسیادة القانون الدولي؟ . َ الأیام ستروي