قوى متصارعة ضخمت احداث 24 اذار ثم ظهر كما رايناه باهتاً مُعدماً ..
كتب عمر شاهين
توقفت مطولا قبل احياء ذكرى 24/3 امام التحشيد، والتحشيد المضاد، في ذلك الضخ الاعلامي عبر ناشطي الاعلام التواصلي من الخارج، او البيانات المضادة التي جاءت ضده،بايعاز حكومي، حتى تهيا المشهد وكاننا امام مواجهة يحشد بها مئات الالاف، وضمنيا لم اتوقع كليا ، ان تنجح بالشكل الذي تم محاولته صناعته، وكنت ارى تضخيم مبالغ به من الحراك او القوى المواجهة له.ضمن قراءات السنوات الثلاث الاخيرة.
في يوم 24/3 جلست امام الجهاز ارقب المظاهرات، وانا اقرا التجربة الثانية الصعبة امام وزير الداخلية، والصحة مازن الفراية، فقد كانت تجربته الاولى قبل ايام عندما سعت حركات المحافظات لفك قانون الدفاع بذريعة، ما حدث بمستشفى السلط، ولو تطورت تلك المظاهرات لاسقطت حكومة الخصاونة ، ولكن تم السيطرة عليها، ليدخل الفراية القادم من خلية الازمة والجيش الاردني، في مواجهة 24 اذار في عامه العاشر .
حدث ما كنت اتوقعه، اغلاق امني كبير، منع اي تواجد، محصن بقانون الدفاع وحماية الملف الصحي، وظهر ان الداخلية عبر قوات الدرك منعت اي تجمع، اي قبل ان يتكون ويكثر عددا، ومن الواضح ان النية ،عدم وجود تجمع وشعارات يتم تصويرها، وبثها عبر الاعلام وكانت الاعداد التي تحاول الوصول قليلة جدا ، لذلك كان من السهل جدا منعها من تكوين اي تجمع .
مبدأيا من دعى ل 14/ اذار افراد من قيادات الحراك الاردني، وظهر جليا تحشيد المشهد، من قبل ناشطي الاعلام في الخارج، وهذا لا يمكن ان ينطبق عليه مصطلح معارضة، لان المعارضة تنظيم ، سياسي مكتمل، لكن ناشطي الاعلام يبثون خطابات، ولقاءات ،منفردة تمثل كل حالة منها اختلاف عن الاخرى، وبصراحة لهم حضور كبير من المشاهدين، ولكني تعلمت جيدا، خلال العشر سنوات ان ما تراه من عدد في وسائل التواصل لا يتوافق كليا مع العدد المتحقق في الشارع .
في العمق اذكر جيدا مكونات 14/ اذارعام 2011 والذي كان اعتصاما مفتوحا وهو تقليد لما حدث قبله بميدان التحرير قبل عشر سنوات، وكانت اذار الاردني يصنع من تنظيم الشباب في الاخوان المسلمين واحزاب يسارية مدعم بعدد من الشباب من الجنسين والذي خرج منهم فيما بعد قيادات للحراك الاردني اما اذار 2011 فقد كان تنظيمه من ما تبق من قيادات الحراك و الاعلام الخارجي، واغلب جمهور الاعلام متابعين جيدا ولكنهم لا ينتقلون من الشاشة الى الشارع.
في ظل مقابلة قريبة بين الدولة الاردنية و البيت الابيض برئيسه الامريكي الجديد بايدن لا يمكن ان يفتح الاردن مظاهرات تسيئ لصورة الضبط السياسي، ويات بعد يوم من انتخابات اسرائيلية، يسعى احد منافسيها وهو نتنياهو الى تهويل اي حدث اردني ظهر هذا جليا، عبر ناشطين اسرائيليين يكتبون باللغة العربية، استعملوا كلمات ثوار الاردن، وهذا كان يات من سعيهم لإضعاف الموقف السياسي الجاف مع سياسية نتيناهو.
وبعد ان جلست وقد راقبت المشهد ان كان معقل 24/اذار او باقي المحافظات، لم يظهر ان هناك مد بشري، كبير. صحيح كما قلت سعت الحكومة الى منع اي تواجد اصلا، وجهزت لذلك قوات امنية، فاقت بكثير قدرة اي تحرك مقابل، ولكن توقعت هذا للظروف الصحية، والجوية، وكذلك يعاني الحراك منذ اربع سنوات من فقدان ا الكثافة العدية، ومن ظن الظروف الصعبة ماليا وسياسيا، ممكن ان تؤجج كانت العدد، فهذا لم يلتق سابقا، لان مكون المعارضة يعتمد على حراك ممثل للمحافظات، واخر السياسي بمركزيتة الاخوان المسلمين والذين يتجنبون اي ظهور في المشهد منذ عامين. وحل محلهم قيادات من حزب الشراكة والانقاذ .
لا يعني اني هنا ابرئ تردي الاصلاح السياسي، او المنتج البرلماني، او عدم اقتناع الشارع بحكومتي الرزاز والخصاونة، ولكن هنا اتحدث مجردا عن حالة 24 اذار التي كانت استعراض قوى لنشاطين اعلام بالخارج يتابعهم مئات الالاف ظنو انهم قادرين على توجيه الشارع، وتلقوا خيبة امل كبيرة، وامام حكومة كانت تملك القوة الامنية الكبيرة جدا، ولم تكن بحاجة الى البيانات، والتوجيه العكسي ، او ما سمي بعرف الربيع العربي الثورات المضادة .
هذا المشهد الضعيف جدا، كان بين قوتين الاولى كما قلنا الحراك والاعلام الخارجي، وتم تتخيم الامر اعلاميا، وقابله قوة حكومية ارادت استعراض قوتها بالشارع غبر بينات عائلية، وسياسية، والنتيجة كانت اقل بكثير من حربها الاعلامية وللخطابية والبيانية ، ولنقول دوما نحتاج لاصلاح سياسي وتوفير حياة كريمة مختلفة عن الذي يحدث، حتى نكسب الحل الامن والاسرع فعدم خروج الشارع ل24 اذار لا يعني ان الشارع راضي عما يحدث، ولكنه يراقب بصمت فائق وبرقابة ووعي كبير .
عمر شاهين
مدون اردني