التعديل الثالث على حكومة الخصاونة (تلبيس طواقي وحقائب) : “الصحي” يترنح والمحاصصة “تضرب دوما” في الوزارة والأعيان
تعود الأزمة المتعلقة باختيار النخب وكبار الموظفين إلى مربعها الأول في الأردن .
أسابيع قليلة فقط مضت على تعيين الطبيب فراس الهواري رئيسا لمركز الأوبئة الوطني والأمراض المزمنة قبل اختياره ظهر الإثنين فجأة وزيرا للصحة وبعد 3 أسابيع مما يمكن تسميته بالصمت الصحي إثر الامتناع عن تعيين وزير جديد للصحة خلفا للمستقيل بعد حادثة السلط الشهيرة الدكتور نذير عبيدات.
الهواري كان للتو مشتبك مع تفاصيل وحيثيات تأسيس المركز الوطني للوباء وهو مؤسسة حديثة العهد تم العمل عليها دون ان تكتمل بعد منذ أسابيع فقط وبعد اختيار الهواري وقبل الوزارة مشرفا على هذا المشروع المهم الذي حظي بالحصة الأكبر من خطاب التكليف الملكي لحكومة الرئيس الدكتور بشر الخصاونة .
عمليا تحدث المناقلات مجددا تحت ستار الأزمة والتهديد الذي يطال النظام الصحي .
لم يكمل الطبيب الهواري بعد برنامجه السياسي للمركز الوطني للوباء، حتى اختاره الخصاونة وزيرا للصحة وعلى نحو مفاجئ وفي إطار مسار سياسي من الواضح انه يسعى لتجنب اختيار وزراء صحة سياسيين.
حتى اللحظة استقال عبيدات تحت بند المسؤولية الأدبية.
وحتى اللحظة لا أحد يعرف لماذا تأخر تعيين وزير صحة جديد نحو 3 أسابيع وطبعا لا أحد يعرف لماذا يترك الهواري منصبه في مؤسسة مهمة حديثة الولادة ويكلف بوزارة مليئة بالألغام التي كشف النقاب عنها حادث مستشفى السلط .
ذلك يستمر بالحصول في الأردن عندما يتعلق الأمر بآليات المحاصصة التي تعتمد اختيار الوزراء والتي تعمل على تضييق الخناق عند رئيس الحكومة فيضطر للاختيار من زوايا حرجة اجتماعيا .
لا يريد الخصاونة بوضوح القيام بتعيين وزير جديد للصحة من خارج الصف الوبائي لكنه سينشغل قريبا جدا باختيار خليفة للدكتور الهواري في إدارة المركز الوطني للوباء كما انشغلت الدولة تماما باختيار خليفة لمازن الفراية في إدارة خلية الأزمة بعدما أصبح الأخير وزيرا للداخلية .
ثمة اليوم على الأقل وزير جديد للصحة والبحث سيبدأ عن خليفة للهواري في المركز .
الوزير الجديد للعمل هو يوسف الشمالي الأمين العام لوزارة الصناعة والتجارة والذي اختير في إطار حصة شمال المملكة في الحقائب بعدما نقصت باستقالة الوزير عبيدات .
وبعد تعيين سمير مطاوع وجورج حزبون عضوين في مجلس الأعيان بدلا من صخر دودين ووجيه العزايزة اللذين ضمهما التعديل الوزاري، وفي إطار نفس عملية المناقلة وتبديل الطواقي وفقا للتعبير الشعبي الدارج حفاظا على مقاعد المكونات .
مجددا المحاصصة تحاصر رؤساء الحكومات ومجددا قد تضرب على حساب المهنية والكفاءة والنجاح .
العبء سياسيا وبيروقراطيا بهذا المعنى كبير فالضجة لاحقت اختيار حزبون ومطاوع والشارع لن يرضيه وجود الهواري بدلا من عبيدات في وزارة الصحة وقد لا يرضيه أيضا وجود الشمالي خلفا لمعن القطامين وزيرا للعمل .
يناضل الرئيس الخصاونة للصمود ولإقناع جميع الأطراف بنخبة وزارية منتجة .
لكن في الحالة العامة الفيروس باق ويتمدد والنظام الصحي يترنح ووزير الدولة للإعلام الناطق الرسمي صخر دودين يعلن مساء الأحد تمديد إجراءات الحظر القائم الآن، كما يقرع جرس الخطر متحدثا عن نسبة إشغال في غرف الإنعاش والعناية الحثيثة لمرضى كورونا بدأت تتجاوز بقلق نسبة الـ 80 %
مستشفيات القطاع العام مزدحمة جدا ومستشفيات القطاع الخاص تواجه صعوبة في إكمال واجباتها مع بقية المرضى من خارج الخصم الشرس وهو فيروس كورونا والحكومة عالقة وتستمر بتعديلات الطواقي والحقائب وسط تنميط الأزمة وصمود عجيب لآليات المحاصصة.
القدس العربي