البيت الأبيض يهمش المنطقة المغاربية في قمة المناخ المقبلة
لندن ـ "القدس العربي”:
همشت الإدارة الأمريكية مجددا المنطقة المغاربية بعدم استدعاء أي دولة لحضور القمة حول المناخ التي ستجري افتراضيا بداية شهر أبريل/نيسان المقبل. وهذا قد يكرر سيناريو تهميش المنطقة على مستوى زيارات المسؤولين والمستثمرين مستقبلا.
في هذا الصدد، كشف البيت الأبيض نهاية الأسبوع الماضي عن الدول التي وجه لها الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوة المشاركة عبر فيديو كونفرانس القمة المقبلة حول المناخ. وترغب واشنطن في إعطاء دفعة قوية للقمة للتغطية على مواقف الإدارة السابقة في ظل دونالد ترامب الذي انسحب من قمة المناخ العالمية.
ووجهت دعوة الحضور الى ربع قادة العالم أو الدول، واعتمدت معايير منها تمثيلية القارات وتمثيلية التجمعات الإقليمية ثم أهمية الدول في المسرح الدولي وخاصة المسؤولة عن الانبعاثات، أي الدول الكبرى علاوة على الدول المتوسطة أو الصغيرة التي برهنت على التزام بقضايا المناخ والدفاع عن البيئة. وسيجري التركيز على جوانب متعددة تصب كلها في تحسين البيئة عالميا مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيات الأقل استهلاكا للطاقة وحماية الكرة الأرضية من ارتفاع الحرارة لتفادي الهجرات الكبرى بسبب التصحر وما يترتب عنه من إضرار بالمحاصيل الزراعية.
وهكذا، استدعت من أمريكا اللاتينية دولا من حجم الأرجنتين والبرازيل والمكسيك، ومن أوروبا دولا مثل اسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، ثم الدول الكبرى مثل روسيا والصين. واستدعت من القارة الإفريقية كينيا وجنوب إفريقيا، والكونغو، والغابون، ونيجيريا.
ولم يوجه البيت الأبيض الدعوة لأي دولة من شمال إفريقيا، بل ومن التجمع الإقليمي منطقة المغرب العربي، المغرب والجزائر، وتونس، وليبيا وموريتانيا. وهذا الغياب يبرز مجددا معطى أساسي وهو غياب المغرب العربي من الأجندة السياسية للبيت الأبيض. ويتجلى هذا في غياب استثمارات أمريكية كبرى في المنطقة، ثم في عدم قيام أي رئيس أمريكي بزيارة الى المغرب العربي منذ استقلال هذه الدول باستثناء زيارة رسمية واحدة للرئيس دوايت إيزنهاور نهاية الخمسينات. ومن باب المقارنة، اعتاد الرؤساء الأمريكيون زيارة منطقة الشرق الأوسط مثل السعودية وقطر والكويت، وفي المقابل لا يقومون بزيارة المنطقة المغاربية. كما اعتاد الرؤساء الأمريكيون القيام بجولات في إفريقيا دون زيارة شمالها. وزار الرئيس الأسبق باراك أوباما إفريقيا ثلاث مرات، واستثنى دول مثل الجزائر وتونس والمغرب.