رسالة الملك بعد “الألم”.. الإشارات الأعمق: تلميح لإسرائيل و”دعم كبير” لرواية الجيش والحكومة

وفر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في رسالة مثيرة للشعب، مساء الأربعاء، "الغطاء اللازم” والتام لـ”رواية حكومته وجيشه” بخصوص "فتنة تم وأدها” مبكرا، مؤكدا أن المملكة آمنة ومستقرة.

وفي الكلمة المكتوبة ظهرت بوضوح تلك اللمسات الملكية التي تتمسك بالرواية الرسمية بخصوص "فتنة” اشغلت العالم والمنطقة .

هنا حصريا عبر الملك عن "الصدمة والألم” لإن بعض المتورطين بالفتنة كانوا على حد تعبيره "من أهل البيت”، مشيرا لأطراف حاولت المساس بأمن الأردن في الداخل والخارج وإلى أن الفتنة "تم وأدها”.

وأعلن الملك أن الأمير حمزة "في قصره ومع أسرته ويحظى برعاية الملك” بعد معالجة الأمر "في إطار العائلة” لكنه تحدث عن تفاصيل لا تزال قيد التحقيق وإجراءات ستستكمل لاحقا.

ولم يذكر الملك الاردني أسماء محددة.

ولم يصدر عنه ما يشير صراحة لدور في الفتنة يخص الأمير حمزة لكن الكلمة التي وجهت للشعب كانت حافلة بالغطاء الواضح للرواية الرسمية التي تقدم بها أولا، السبت الماضي، قائد الجيش ثم وزير الخارجية أيمن الصفدي في اليوم التالي.

وفي باطن الكلام الملكي الأردني تلميحات مباشرة لأطراف خارجية شاركت في الفتنة دون تحديدها مع الإشارة إلى أن المملكة تدفع ثمن مواقف تتخذها إزاء بعض القضايا والملفات المهمة في المنطقة ، وهوما رآه مراقبون إشارات تخص الجار الإسرائيلي تحديدا بدليل أن الملك أعلن أن لاشيء يمكن أن يحصل ويؤدي لحياد الأردن عن مواقفه ومقدساته ودوره في القدس ولا ثمن يمكن أن يدفعه -أي الملك- للتحييد عن دور الآباء والأجداد في فلسطين والقدس.

وحفلت الإشارات الملكية هنا بتكثيف وترجيح سبب الفتنة التي تم وأدها وبصيغة تمنحها خلفية سياسية لها علاقة بالقضية الفلسطينية.

وعليه كانت تلك الإشارات الملكية لخلفية ودوافع "الجهات الخارجية” هي الأهم إذ أكد الملك أنه كان لا بد من اتخاذ إجراءات، فيما يتم حسم ملف الأمير حمزة عائليا.

وتطرق الملك لمشاعره الشخصية، قائلا إن لا شيء يقترب من إحساسه بالألم والصدمة.. "لكن أطمئنكم بأن الفتنة وئدت وإن كان تحدي الأيام الماضية هو الأكثر إيلاما” أما الجوانب الأخرى في التحقيق بالمؤامرة فتستكمل في إطار القانون.
القدس العربي