هالاند يخطف الأضواء من ميسي ورونالدو ومبابي
مع اقتراب نهاية كل موسم كروي في أوروبا يتزايد الحديث عن الصفقات والانتقالات الصيفية لنجوم كرة القدم العالمية التي كان يطغى عليها منذ بداية السنة الجديدة توقعات وتكهنات حول مغادرة ميسي للبارسا ورونالدو لليوفي ومبابي ونيمار للبيسجي، قبل أن يطفو على صدر صفحات وسائل الإعلام العالمية المختصة حديث عن وجهة النجم النرويجي ايرلنغ هالاند الذي خطف الأضواء وصار حديث الساعة، خاصة بعد الزيارات المكوكية التي قام بها والده لبعض الأندية الأوروبية الكبيرة لمعرفة النوايا وطبيعة العروض التي تقترحها على جوهرة بوروسيا دورتموند الذي يكون قد اختار مبدئيا اللعب لريال مدريد، بينما يريد والده أن ينتقل إلى المان يونايتد أو المان سيتي، لذلك تبدو الأمور لحد الأن معقدة بالنسبة للبارسا وباريس سان جيرمان.
رغبة هالاند في اللعب للريال لم تثن خوان لابورتا عن السعي لاستقدامه الى البارسا بعد الوعد الذي قطعه مع ميسي على جلبه للفريق مقابل تجديد عقد الأرجنتيني الذي يطالب بانتداب قلب هجوم في مستوى المهاجم النرويجي، معتمدا على علاقته الطيبة مع مدير أعماله مينو رايولا رغم شح الأموال حاليا والذي يقتضي بيع عدد كبير من اللاعبين، على رأسهم غريزمان وكوتينيو، في وقت تبدو الأموال جاهزة لدى الريال الذي لن يتردد في الجمع بين هالاند ومبابي، حتى وان اقتضى الأمر التخلص من كريم بن زيمة، بينما يعتبر رحيل أغويرو عن السيتي عاملا مهما يدفع غوارديولا للتعاقد مع النجم الصاعد، وهي كلها حسابات ومعطيات ترجح كفة السيتي على الريال، رغم رغبة اللاعب في الانضمام الى الفريق المدريدي حيث سيكون النجم الأول بدون منازع مقارنة بالسيتي الذي يعج بالنجوم.
والد هالاند ألفي إنغه الذي دافع عن ألوان السيتي في نهاية مشواره كلاعب، ستكون له كلمته هو أيضا في تحديد وجهة نجله حيث لم يخف رغبته في رؤيته بألوان المان يونايتد لاعتقاده بأن مشروع مواطنه المدرب أولي غونار سولشاير، هو المكان المثالي، الذي يساعد الصغير على مواصلة التطور بالطريقة التي يرسمها لنفسه في مرحلة ما بعد البوروسيا، كما أن علاقة الصداقة التي تربط هالاند الأب بمدرب الشياطين الحمر، منذ أن كانا زميلين في صفوف منتخبهما الاسكندينافي، ستلعب دورا محوريا في الصفقة، فضلا عن تمتع اللاعب نفسه بعلاقة أكثر من جيدة مع مواطنه، باعتباره أول من منح العشريني فرصته للتعبير عن نفسه، عندما كان يشرف على تدريبه في صفوف مولده، ما يرجح كفة اليونايتد على باقي المنافسين.
من جهته، لم يستسلم باريس سان جيرمان لكل التقارير الاعلامية التي تتحدث عن تفضيل هالاند للريال والبارسا والسيتي أو المان، ويبقى يراقب الوضع عن كثب ويتابع أخبار هالاند، خاصة وأنه أكثر الأندية قدرة على دفع 150 مليون يورو حتى ولو اقتضى الأمر الاستغناء عن مبابي والتراجع عن فكرة استقدام ميسي، لأن هالاند يشكل كنزا لا يتعدى عمره العقدين من الزمن، بإمكانه أن يدهس في طريقه كل الأندية الفرنسية ويسجل أكثر من 50 هدفا في الموسم الواحد، لكن إدارة البياسجي تصطدم برغبة النرويجي في اللعب في دوري أكبر وأفضل من الفرنسي، وتصطدم بمنافسة قوية من السيتي واليونايتد والبارسا والريال الذي يبدو له استقدام هالاند أقل تكلفة من مبابي.
هالاند هداف دوري الأبطال وصاحب 33 هدفا في 33 مباراة هذا الموسم، لا يزال مرتبطا بالفريق الألماني دورتموند الى غاية صيف 2024 الذي لن يتخلى عنه بسهولة، خاصة وأن سعره يتصاعد والطلبات عليه كثيرة، ولا يريد تفويت فرصة المنافسة القوية على ضمه للحصول على أكبر مقابل ممكن، لكن المدير الرياضي لبوروسيا دورتموند يصر على استمرار جوهرته مع فريقه على الأقل لموسمين أخرين حتى ولو غاب عن مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل.
تعدد الأندية المهتمة بالجوهرة النرويجية في انكلترا واسبانيا وفرنسا، وتعدد الأطراف التي تمتلك سلطة القرار بين الوالد والقائم بأعمال اللاعب وإدارة دورتموند، وكذا ارتفاع قيمته في سوق الانتقالات، يخلط أوراق اللاعب ويجعل الرحيل من عدمه أمرا شائكا ومعقدا وصعب المنال على الأقل في الوقت الراهن، لذلك يسود الاعتقاد في بعض الأوساط بأن هالاند لن يرحل هذا الصيف.
حفيظ دراجي
إعلامي جزائري