قشوع : نبارك برمضان الكريم وندعو الله أن يبعد عن وطننا وقيادتنا شر المرض وسؤ الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
د. حازم قشوع
يطل رمضان برحمته وبركاته على الانفس بالبشرية ويطرد عنها شياطين الجن والانس ياتي ذلك وفق اية يتم فيها ابعاد الوسواس الخناس الذي كان يشارك الناس قراراتهم طيلة الاشهر السابقة من السنة فان استفاد الانسان من هذا المتغير بالمناخ الذي تفرضه مناخات رمضان تحولت سنته الصعبة الى عام منفرج وحولت صورة هواجسه الى صورة تفكير قادرة على اعادة التموضع بالتحرك والحركة حيث تتضح عندها مسارات التصحيح وتتعنون لديها منارات الاتجاهات القيمة.
لذا فهي غالبا ما تشكل فرصة حقيقية للاصلاح بعد اعادة التقييم والتقويم والتي عادة ما تنتظرها الانفس العارفة للتنقية الذاتية من علقات كانت قد شكلت عوالق لها ولبيت قراراتها جاءت نتيجة علاقات سلبية وافكار التعنت والصلف شكلت لها بطانة قرار حالت دون النفس ودون الوصول بها الى عظيم فكرها وليس تفكيرها لذا فان رمضان يشكل مناسبة وفرصة من اجل تصحيح المسار وتقويم الاتجاه.
وهذا ياتي من خلال ابواب معروفة عند اهل اليقين ومعروفة في علوم التراحم عبر توسيع الدوائر الايجابية بالصدقات التي تؤول بالضرورة الى اعادة ترتيب وتهذيب بيت الصداقات من خلال التواصل والتراحم المعرف باسم الله الرحيم عله يرحمنا برحمته ويبعد عنا الوباء الذي ما زال يطارد البشرية ويضعف من روابط قدرتها على الالتقاء والتواصل الوجاهي بعد ما غدت البشرية تعيش بنماذج أشبه بالغرف المنعزلة التي يمكن الرؤية والتواصل عبرها لكن عبر وعاء للتواصل والاتصال وهذا ما ابعدها عن طاقة الجماعة التي تشكل القوة بابتعاد طاقة التواصل والاتصال وباتت الاتصالات لا تشكل الهالة التي يتولد منها الطاقة المستهدفة بقدر ما تشكل علوما مجردة يمكن الاستفادة منها في دوائر التشكيل الخارجي وليس في تعظيم دوائر الربط الوجداني لتحقيق المنفعة المستهدفة.
رمضان الذي يشكل رمضاء الحر تتشكل في نسائمه طاقة تقوم على تذويب كل التراكمات السلبية التي تراكمت على الانفس البشرية اذا ما وجدت مفاتيح التقدير الواسطة باصلاح البال فان رمضان يمكنه تنقية الانفس واعادة ضبط ميزان التوجه وصلاح البال كيف لا ورمضان يبدا بالرحمة ويتوسط بالمغفرة وينتهي بالعتق من النار وفيه ليلة القدر التي يستجاب فيها الدعاء حيث يمكن فيها تغيير قضاء الله او ارجاؤه ببركة الدعاء، يطل علينا رمضان وكلنا رجاء ان يعم الخير على البشرية وان يبعد عنها الوباء الذي شل ميزانها الطبيعي في التكوين الذي يقوم على التحرك والحركة وكلنا امل ان يعيد لنا بسمة اللقاء وألفة الجمعة، فلقد ضاق بالبشرية التدبير والقدرة على التعليل والتدبير ورسم ضوابط ميزان التقدير فلا باب نرجوه الا باب الدعاء واللجوء الى الله بالتوسل اليه ان يظلنا بظله وان يسعنا برحمته وان يحمي الله الاردن وقيادته واهله من كل مكروه و ندعو الله بصوت واحد ومشترك ان يبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ويطرد عن البشرية الوباء ببركة دعاء ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب، اللهم انا نسالك العفو والعافية، وكل عام والأردن للخير عنوان، رمضان مبارك.