السفير الفرنسي لدى الجزائر ينفي تدخله في الشؤون السياسية الداخلية للبلاد
نفت السفارة الفرنسية بالجزائر، اليوم الثلاثاء، أن يكون هناك أي تدخل للسفير فرونسوا غوييت في الشؤون السياسية الداخلية للبلاد.
وجاء النفي الفرنسي على خلفية مقال لجريدة ” ليبرتي” الناطقة بالفرنسية نشر مؤخرا، قبل الزيارة الملغاة لرئيس الوزراء الفرنسي جون كاستكس إلى الجزائر، والذي جاء تحت عنوان "ماذا ينتظر كاستكس بالجزائر العاصمة”.
وجاء في بيان السفارة الفرنسية، الذي اطلعت عليه "القدس العربي”، أن "سفير فرنسا لا يتدخل في الحياة السياسية الجزائرية ولا يحرض أي حزب أي كان موقفه من الانتخابات التشريعية المبكرة” المزمع تنظيمها في يونيو/ حزيران المقبل.
وأوضح البيان أن اللقاءات التي يجريها السفير الفرنسي "مع جميع الفاعلين من الطيف السياسي الجزائري كانت بهدف تعزيز العلاقات الثنائية .. هذه هي مهمة أي سفير في الخدمة”.
وجاء في مقال بجريدة ” ليبرتي” أن السفير الفرنسي بالجزائر، خلال لقائه ببعض قادة الأحزاب السياسة، حاول إقناعهم بالمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، التي تقاطعها عدة أحزاب من الكتلة الديمقراطية، وفق ما نقلته الجريدة عن قيادي في حزب ديمقراطي لم تكشف عن هويته.
وحسب المصدر فإن السفير الفرنسي "حاول الدفاع عن فكرة أن الانتخابات هي الطريق الوحيد لحل الأزمة، وفي حال تمت المقاطعة فان ذلك سيفتح الباب أمام الإسلاميين”. وتقول الجريدة إن نفس الخطاب تبناه سفير ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر.
وكانت وسائل إعلام فرنسية، حسب جريدة ” ليبرتي”، قد كتبت تقارير تفيد بأن السلطات فرنسية طلبت من ممثلها في الجزائر بعدم لقاء قادة الحراك في الجزائر.
وجاء بيان السفارة الفرنسية بعد يوم من "أسف” عبرت عنه الخارجية الفرنسية في بيان لها، بسبب تصريحات وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة الجزائرية عمار بلحيمر انتقد فيها لقاءات عقدها السفير الفرنسي مع قيادات حزبية جزائرية. وقال بلحيمر في حوار صحافي "أعتقد أن السفير الفرنسي لن يفوت هذه الفرص الثمينة بفضل خبرته الكبيرة ومعرفته بحدود وقواعد الممارسة الدبلوماسية، وخاصة في الجزائر، التي لن تتردد، إذا لزم الأمر، في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الوضع”.
وعبر بيان الخارجية الفرنسية عن الأسف لهذه التصريحات "التي لا تعكس جودة علاقاتنا الثنائية ولا ديناميات تقويتها، بدعم من أعلى المستويات” في البلدين.
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية تراجعا في المنحى الذي أخذته خلال الأشهر الأخيرة، بعد الإعلان عن تأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جون كاستكس، والذي قالت باريس إنه بسبب الوضع الصحي، في حين لم تعلن الجزائر إلى حد الآن عن أي موقف رسمي عن سبب تأجيل الزيارة.
وكان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمون بون صرح في برنامج تلفزيوني أن باريس تدفع نحو التهدئة في العلاقات مع الجزائر، بالرغم من تأجيل زيارة جون كاستكس وأيضا تصريحات وزير جزائري وصف فيها فرنسا بـ”العدو التقليدي الدائم”.
رضا شنوف
القدس العربي