“حماس” تختتم انتخاباتها الداخلية الشهر الحالي بانتخاب رئيس مكتبها السياسي

تختتم حركة "حماس” انتخاباتها الداخلية خلال الشهر الحالي بانتخاب رئيس المكتب السياسي للحركة، وذلك بعدما انتخبت زعيمها السابق خالد مشعل رئيساً "لإقليم الخارج” وموسى أبو مرزوق نائباً له، في خطوة مهمة للاستعداد لخوّض الانتخابات الفلسطينية العامة الشهر المقبل.
وبانتخاب مشعل رئيساً "لحماس” في الخارج؛ فإنه من المستبعد حدوث تغيير في موقف الحركة، نظير التوافق العام على نهجها تجاه المشهد الإقليمي والدولي، وسياستها حيال الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة وحل القضية الفلسطينية.
في حين تترقب سلطات الاحتلال الإسرائيلي نتائج الانتخابات الداخلية لحماس، حيث تولي وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً وازناً بها، لما لتلك الانتخابات من تأثير مباشر على الجانب الإسرائيلي، لاسيما فيما يخص "صفقة” تبادل الأسرى بين الجانبين، والوضع في قطاع غزة، وملف الانتخابات الفلسطينية العامة في حال تمام إنجازها.
وقالت حركة "حماس”، في تصريح أمس، إنه "في إطار الانتخابات الدورية الداخلية التي تجريها الحركة في مناطقها المختلفة، فقد تمكّنت حركة حماس في الخارج من إجراء العملية الانتخابيّة الداخليّة، في جميع أماكن وجودها وحضورها، والتي أفرزت مجلس شوراها الجديد”.
وأوضحت الحركة، عبر موقعها الالكتروني، أن "مجلسها الجديد قد التأم بحضور مختلف أعضائه، وقد انتخب المجلس مشعل رئيساً للحركة في الخارج، وأبو مرزوق نائباً له”.
وعبرت الحركة عن "الاعتزاز بحرصها على تعميق المؤسّسية، وبسط الشورى، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع في فرز قياداتها”، مثمنة الجهود التي بذلتها لجنة الانتخابات بالحركة بالرغم من الظروف الأمنية المعقّدة والجائحة الصحية غير المسبوقة.
من جانبه، نوه هنية إلى أهمية ما وصفه بـ”تواصل الفصول المضيئة في مسيرة الحركة الداخلية عبر إتمام الانتخابات في الخارج، والتي بدأت أولاها في السجون، ثم في غزة، وبانتظار الانتهاء من إجرائها في الضفة الغربية”.
وقال هنية، في تصريح أمس، إن ذلك يأتي "تحضيراً للمحطة الأخيرة التي ستنتهي بانتخاب قيادة الحركة المركزية ورئيس الحركة للدورة القادمة”، مؤكداً التزام حركته "بدورية الانتخابات وترسيخ قيم الشورى والديمقراطية الحركية والتداول القيادي”.
واعتبر أن انتخابات "حماس لها انعكاسها الإيجابي على التحضيرات لإجراء الانتخابات التشريعية، إذ إن الحركة تتوجه لهذه الانتخابات مصحوبة بصناديق الاقتراع واحترام نتائج الانتخابات”.
وأضاف أن "حماس إذ تمارس الديمقراطية في أروقتها الداخلية فهي ضمانة وطنية لإنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني”، مشيراً إلى إصرار حركته على إجراء الانتخابات التنظيمية في مواعيدها رغم جائحة الكورونا والانشغال في التحضير للانتخابات العامة، ورغم الظروف المحيطة ببعض الساحات في الداخل والخارج”.
وقال إن "التجديد وضخ الدماء والتدوير القيادي أمر حيوي لتكامل الأجيال وتنوع الأداء وفق استراتيجية الحركة لإنجاز مشروع التحرير والعودة، لتقدم حماس نموذجاً يحتذى به، وخاصة في الترابط الداخلي والاحترام المتبادل بين قياداتها”.
وكان هنية قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع كل من مشعل وأبو مرزوق للتهنئة على نتائج الانتخابات، وذلك وفق بيان صادر عن حركة "حماس”، ونشر على موقعها الرسمي.
وكان مشعل قد شغل منصب رئيس حركة حماس، منذ العام 1996، وحتى 2017، حيث حلّ مكانه الرئيس الحالي، إسماعيل هنية.
وتُجري حركة "حماس”، منذ منتصف شهر شباط (فبراير) الماضي، انتخابات داخلية في أقاليم ثلاثة، الأول في قطاع غزة، والثاني في الضفة الغربية، والثالث في منطقة "خارج فلسطين”.
وفي الأثناء؛ ما تزال مسألة إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في مدينة القدس المحتلة غير محسومة حتى الآن بسبب التعنت الإسرائيلي، مما استوجب عقد المشاورات الفلسطينية الكثيفة والاجتماعات المتواترة لمنظمة التحرير وللقوى والفصائل الوطنية من أجل النقاش حولهل ووضع الاحتمالات الممكنة بشأنها.
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس” خليل الحية، إنه "لا يمكن أن تقبل الحركة، ولا أي أحد في الشعب الفلسطيني، أن يحدد الاحتلال أسلوب إجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.
وقال الحية، في تصريح له، إن إجراء الانتخابات في مدينة القدس يجب أن تكون معركة بين الشعب الفلسطيني وبين الاحتلال، مشدداً على أن القدس تمثل عنواناً لقداسة القضية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني.
وقدم مقترحاً بوضع صناديق الاقتراع تحت إشراف لجنة الانتخابات المركزية في المساجد والمسجد الأقصى والكنائس، لتأكيد عدم التفريط أو التنازل عن المدينة المقدسة.
وأكد أن حركته ذاهبة إلى الانتخابات لإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية على قاعدة الشراكة والعمل المشترك، وتشكيل حكومة فلسطينية موحدة تشرف على إنهاء الانقسام، ويراقبها ويحاسبها مجلس تشريعي قوي.
وأكد جهوزية حركته للمضي في مسار الانتخابات حتى نهايته، مبيناً أن حماس ستقبل بنتائجها مهما كانت، وستدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية أيا كانت النتائج.
وأضاف بأن حماس "تريد منظمة التحرير مؤسسة وطنية جامعة، تعنى بالشأن الفلسطيني العام”، مؤكداً أهمية تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة عدوان الاحتلال، باعتبار أن "الانتخابات تعدّ مصلحة وطنية وليست مصلحة لحزب أو فصيل أو جهة أو شخص”.
وبين أنه جرى تبليغ لجنة الانتخابات عن اختراقات في ملف تعيين الموظفين المشرفين على الانتخابات، معرباً عن أمله بأن تحافظ اللجنة على حياديتها.
بدوره؛ أدان الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إقدام قوات الاحتلال على اعتقال المرشح عن قائمة "القدس موعدنا” (قائمة حماس للانتخابات)، ناجح عاصي، من منزله في البيرة، وما قامت به من اعتقالات وفض بالقوة لاجتماعات تشاورية في مدينة القدس، بالإضافة الى التهديدات بمنع الانتخابات في القدس وعرقلتها في مناطق أخرى.
وأكد البرغوثي، في تصريح له، على وحدة جميع القوائم والقوى في التصدي لهذه الإجراءات الإسرائيلية بما في ذلك الإصرار على إجراء الانتخابات في القدس وجعلها معركة مقاومة شعبية، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف حملة الاعتقالات ومحاولات تخريب الانتخابات الفلسطينية.
وقد شنت قوات الاحتلال، أمس، حملة اعتقالات واسعة خلال مداهمة مدن في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
وطالت الاعتقالات عدداً من المواطنين الفلسطينيين من مدينة البيرة برام الله، ومنطقة الأغوار الشمالية، والقدس المحتلة، وذلك عقب اقتحام بلدة الطور، شرق القدس المحتلة ومداهمة منازل المواطنين وتخريب محتوياتها.