علي رامي مخلوف يثير الجدل بعد إطلاق حملة «لا تترك السوري جوعان»

أثار علي مخلوف، ابن رامي مخلوف رجل الأعمال السوري البارز، ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد، مؤخرا ضجة كبيرة، وذلك بعد إطلاقه حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف لجمع تبرعات للسوريين الجائعين.
في حين أن علي ذاته، كان قد ظهر قبل أسبوع وهو يحتفل بعيد ميلاده في مدينة دبي، في ظل مشاهد بذخ واضحة كما وصفها الناشطون المعارضون للنظام السوري، وبحضور العارضة الكويتية، روان بن حسين، بدون مراعاة لمشاعر "الجائعين” من السوريين. ومعروف عن علي حياة الترف التي يعيشها بين دبي وروسيا، من خلال الصور التي يشاركها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحت عنوان "لا تترك أخاك السوري جوعان” كتب مخلوف على حسابه في "انستغرام”، "تواصلنا في الآونة الأخيرة مع عدد من المشاهير العرب الذين لديهم عدد كبير من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي ليتم بالتعاون معهم الإعلان هذا الشهر الرمضاني المبارك”.
وأضاف أنه تم اختيار مجموعة من الشخصيات العربية وبالأخص من الإمارات والسعودية والكويت ومجموعة من السوريين والدول العربية الأخرى، مؤكدا أن هذه الحملة تأتي في ظل ظروف اقتصادية مزرية تجاوزت خط الفقر ووصلت إلى جوع يهدد وجود السوريين. وتابع مخلوف "كوننا لسنا قادرين أن نساعد من الداخل السوري بسبب الظروف التي نمر بها فأوجدنا هذه الطريقة للمساعدة وإشراك أكبر عدد ممكن من المساهمين”.
وحدد مخلوف مبلغ 10 ملايين دولار أمريكي، كهدف للحملة، داعياً "الهلال الأحمر” الإماراتي إلى تسلم الإشراف على الحملة، وتلقي الأموال والمواد المتبرع بها، وصولاً لتوزيعها في سوريا. ويتهم آل مخلوف بالإثراء غير المشروع على حساب إفقار الشعب السوري، استغلالاً من العائلة لعلاقة القرابة مع آل الأسد.
وفي تعليقه على الحملة، قال الصحافي السوري صخر ادريس: "تجاهل ابن رامي وحفيد سميه محمد مخلوف، أنهم نهبوا البلد وحولوها لمزرعة واعتقلوا وعذبوا وقتلوا كل من يخالفهم، بخلاف حصة النهب الاجبارية لأبيه وبشار. وأضاف على "فيسبوك”: "لو أعادوا لسوريا وشعبها نصف ما نهبوه لما احتاج سوري واحد حتى لو كان في أوروبا”. وكتب أحمد أبو عبد الله، "يبدو بعد ما سرقتو أموال الشعب السوري بالداخل، بدأت السرقات على اسم هذا الشعب في الخارج”، وأضاف أحمد سيوار: "إذا قلبك ع الشعب هالقد، روحوا رجعوا الاموال المنهوبة للشعب، وما بظل جوعان أما تطلع تنظر علينا، الأموال كلها معكن وكأنك عم تجمع تبرعات مكرمة منك”.
وقال الباحث الاقتصادي يونس الكريم في حديث خاص لـ”القدس العربي”، إن دخول علي مخلوف على المشهد المالي، واهتمامه بالشأن السوري العام، يعد بالأمر الجديد، والسابقة التي لم تحدث منذ أن استفحل الخلاف بين والده رامي، ونظام الأسد، منذ مطلع العام 2020. وأوضح أن تعاطي علي مع الشأن السياسي يوضح دخول عناصر جديدة على الصراع بين آل الأسد وآل مخلوف، مشيراً كذلك إلى محاولة جر الإمارات إلى دعم موقف آل مخلوف، من خلال دعوة الهلال الأحمر الإماراتي إلى الإشراف على الحملة.
وأضاف الكريم، أنه حتى فترة قريبة لم يتدخل أبناء بشار الأسد ورامي مخلوف في مشاكل وخلافات الآباء، ودخول علي وحديثه عن حملة لجمع التبرعات يؤشر إلى تطور الصراع واشتداده، وتوسعه وانخراط عناصر جديدة فيه.
وبعد ظهور الخلاف بين مخلوف ونظام الأسد إلى العلن، لا زال الأخير ينتزع تباعاً ممتلكات قريبه مخلوف، من بينها شركة الاتصالات الخلوية، وبنوك ومصارف، وجمعيات وشركات تأمين أخرى إلى جانب مضايقات أمنية واعتقالات لرجال مخلوف.
القدس العربي