المصريون سعداء بتماسك وصلابة الأردن وحكمة القيادة التي اجتازت الكثير من الصعاب ..

أكد الكاتب المصري المعروف ورئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية علاء ثابت أن الجميع في مصر سعيد بتماسك وصلابة الأردن، الذي يتمتع بقيادة حكيمة اجتازت الكثير من الصعاب.

وقال، في مقالةٍ موسعة له اليوم الجمعة حول العلاقات والمحطات التي تجمع الأردن ومصر، "كان ارتياح مصر عميقا عند تجاوز الأردن السريع والحكيم والهادئ محاولة النَّيل من استقراره وأمنه، وكان التواصل بين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى وعاهل الأردن الملك عبد الله بن الحسين سريعا ومكثفا للاطمئنان وعرض الاستعداد لتقديم أي دعم قد يحتاجه الأردن”.

واستعرض في المقال، الذي حمل عنوان” العلاقات المصرية ــ الأردنية جسر للتواصل ومعبر للأمل” الوقفات التي تجمع البلدين الشقيقين وقيادتيهما الحكيمتين في مختلف الظروف والتحديات، وأوجه التعاون الثنائية ومتعددة الأطراف للبلدين، حتى وصلت العلاقات الأردنية المصرية إلى نموذج للشراكة والتوافق الاستراتيجي.

وتاليا نص المقال المنشور الجمعة في صحيفة الأهرام المصرية:

” تمر العلاقات المصرية الأردنية بأفضل فترات التقارب والتجانس، سواء على صعيد العلاقات الثنائية فى المجالات التنموية بين البلدين أو فى الرؤى المشتركة لمعظم القضايا الإقليمية والدولية، ويستند التمازج بين البلدين إلى إرث طويل فى علاقات التفاهم والأخوة والجيرة والمساندة المتبادلة فى مختلف القضايا، ويتجلى ذلك فى عقد العديد من لقاءات القمة والزيارات الكثيفة المتبادلة بين الوفود.

وهناك آفاق واسعة أمام تعزيز تلك العلاقات على أسس قوية، ودعائم من المشروعات المشتركة فى مقدمتها الربط الكهربائى والنقل والتجارة الحرة ومجالات الغاز والبترول والصناعة والتشييد، وإلى جانب وجود لجنة عليا مشتركة بين مصر والأردن، هناك لجنة ثلاثية تجمع البلدين مع العراق، ويدرك قائدا البلدين حجم التحديات التى تمر بها المنطقة، التى شهدت الكثير من الأحداث والهزات والأزمات، وكانت مصر دائما إلى جانب أمن واستقرار الأردن وعمقا إستراتيجيا داعما له، وكذلك حال الأردن بالنسبة لمصر، لهذا كان ارتياح مصر عميقا عند تجاوز الأردن السريع والحكيم والهادئ محاولة النَّيل من استقراره وأمنه، وكان التواصل بين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى وعاهل الأردن الملك عبد الله بن الحسين سريعا ومكثفا للاطمئنان وعرض الاستعداد لتقديم أى دعم قد يحتاجه الأردن.

وسعدنا جميعا فى مصر بتماسك وصلابة الأردن الذى يتمتع بقيادة حكيمة اجتازت الكثير من الصعاب، وتشارك مع مصر فى مواجهة الإرهاب والأزمات التى مرت بها المنطقة، والتى كان أبرزها حرب الخليج الأولى والثانية، ومعظم المصريين الذين كانوا عالقين فى الكويت والعراق يتذكرون حفاوة استقبال أهل الأردن ومسئوليها لهم، وتسهيل عودتهم إلى مصر، فعلاقات الأخوة والتاريخ الطويل المشترك والممتد عبر آلاف السنين تجمع بين أهل البلدين، ولا تكاد تشعر أنك انتقلت من مصر أو الأردن، فعلى الجانبين أجد أشقاء يطمحون لعلاقات أشد تلاحما، وتوجد شواهد كثيرة على أن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من أوجه الترابط والتكامل الاقتصادى مستندا إلى علاقات سياسية وتوافق فى مختلف المجالات، ويشهد الخط الملاحى القصير بين ميناءى العقبة الأردنى ونويبع المصرى على حيوية تلك العلاقات، فعدد كبير من رحلات الحج والعمرة يمر عبر هذا الشريان، إلى جانب البرَّادات والشاحنات التى تنقل مختلف السلع والمنتجات، ولا تتوقف حركة النقل على مدى الساعة عبر هذا الشريان الحيوى الذى يربط قارتى آسيا وإفريقيا فمنه يمر المسافرون والشاحنات والسيارات المصرية إلى المشرق العربي، وكذلك هو منفذ الأردن إلى إفريقيا وإن كانت حركة التنقل والسفر قد تأثرت بعض الشيء بسبب جائحة كورونا، فتلك السحابة القاتمة ستزول قريبا ويعود الانتعاش بدفعات أقوى ومشروعات أكبر وتعاون أوثق بين البلدين.

وقد كانت وستظل القضية الفلسطينية إحدى أهم القضايا التى تجمع البلدين، فعلاقة مصر بقطاع غزة تشبه علاقة الأردن بالضفة الغربية، ويبذل البلدان جهودهما من أجل جمع الكلمة الفلسطينية، وتقريب وجهات النظر بين فصائلها من أجل حل عادل يقوم على ضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

كما يتوافق البلدان حول الأزمة السورية وأهمية الحفاظ على وحدتها، وحل المسائل العالقة عبر الحوار، حتى تنعم الشقيقة سوريا بالأمن والاستقرار، وتتقارب المواقف إلى درجة التطابق فى العديد من قضايا المنطقة، وأهمية التقارب العربى بما يحد من التدخلات الخارجية، وبناء جسور الثقة والمنفعة المتبادلة بين الأشقاء، بما يوفر الأمن والاستقرار الذى يشق طرقا واسعة أمام تنمية شاملة، ومع انضمام العراق إلى الأردن تتسع الآمال فى المزيد من خطوات التقارب والتكامل، والقضاء على الإرهاب فى المنطقة، ونبذ الفتن والخلافات التى لا طائل من ورائها، وتجعل بلدان المنطقة عرضة للتدخل الخارجى وساحة للمعارك الإقليمية والدولية.

ويتمنى كل عربى أن نستفيد من دروس الأزمات التى مرت بها المنطقة، ويدرك أن طريق التعاون والترابط يشكل حائط الصد الأهم، ويعزز من مكانة كل دولة عندما يكون لها ظهير موثوق به من باقى البلدان العربية، بما يقف حائلا أمام الأطماع فى الثروات العربية وأمنها الداخلى.

وكانت المصالحة الخليجية خطوة نحو هذا الهدف، تتوازى مع التجمع الثلاثى بين مصر والأردن والعراق، بما يفتح الآمال أمام خطوات أخرى تلم الشمل العربي، وتصب الجهود نحو البناء والتنمية، وأتمنى أن تكون العلاقات الوثيقة بين مصر والأردن خطوة تحتذى وقاطرة قوية نحو بناء علاقات جديدة، أكثر متانة ورسوخا، وأن تجد تجسيدها فى مشروعات عملاقة مشتركة، فنحن نمتلك الكثير من مقومات القوة والترابط، من أموال وأيدٍ عاملة وجامعات ومراكز بحوث وكل ما تحتاجه المشروعات الكبرى القادرة على أن تجعل من المنطقة مركز جذب للاستثمارات فى كل المجالات الصناعية والزراعية والسياحية والخدمية، بما تتمتع به من موقع وثروات.

ومن خلال متابعتى للاتفاقيات والمشروعات بين مصر والأردن أجد أن العلاقات بينهما ستكون بوابة خير ونماء واستقرار وتقدم، ليس للبلدين فقط بل لجميع بلدان المنطقة، فالبلدان فى قلب المنطقة العربية، ويربطان بين قارتين، وجسر حيوى كلما ازداد نبضه يصبح علامة تعافٍ للجسد العربي، ولهذا شعرت مثل كل مصرى وعربى بأن الأردن تمكن من وأد الفتنة فى مهدها، ليؤكد أنه قادر على مواجهة أى تحديات، وكان التضامن المصرى والعربى مع الأردن شعبا وقيادة علامة صحة وتفاؤل بمستقبل أفضل أتمنى أن نرى ثماره الطيبة قريبا”.